ملاحظة سينمائية لا بُدّ منها

10 ابريل 2023
"حمى البحر المتوسّط" للفلسطينية مها حاج: يجب توزيعه عربياً لأهميته (الملف الصحافي)
+ الخط -

 

سؤال توزيع أفلامٍ عربية في الصالات/البلدان العربية مُلحّ، وإنْ يكن مُكرّراً. هذا غير مانعٍ من إعادة طرحه، فالنقاش غائبٌ كلّياً، والحلّ/الحلول موجودة لكنْ غير معمول به، والأسباب وفيرة، رغم أنّها غير مُقنعةٍ. المال أساسيّ، والرقابات طاغية، والأرباح أولوية، ولا أرباح في توزيع أفلامٍ عربية في السوق الأجنبية أصلاً، فكيف ستكون نتيجة التوزيع في السوق العربية.

غير أنّ حلاًّ يظهر، والتجربة المعمول بها في محطة تلفزيونية خليجية، قابلةٌ لأنْ تكون مرجعاً يُمكن الركون إليه، مع أنّ هناك من يُشكِّك باعتماده. فالمال، ثم المال، سببٌ أساسيّ في عدم اعتماد شيءٍ صالحٍ لترويج/توزيع/عرض الأفلام العربية في الصالات العربية. القول إنّ المُشاهد العربي غير مُكترثٍ بفيلمٍ عربي، لا مصري تحديداً، غير صحيح، أو على الأقلّ غير مُقنع، إذْ لا توجد "إحصاءات" خاصّة بعلاقة المُشاهد العربي بالسينما العربية، ولا دراسات علمية تؤكّد/تنفي هذه المسألة.

الحلّ بسيطٌ: هذه المحطة (art cinema) تبثّ أفلاماً عربية من دول عربية مختلفة، مع "ترجمةٍ" إلى اللغة العربية الفصحى، ليتمكّن المُشاهد من فهم لهجةٍ عربية غير فاهمٍ إياها أصلاً، وغير متابعٍ لها، وربما غير مهتمّ بها. التكلفة؟ كلّ ما له علاقة بالسينما صناعةٌ، والصناعة محتاجةٌ إلى مال، والمال ربما يجلب مالاً، لكنّه، وإنْ لم يجلب مالاً، حاجة أساسية لصناعة السينما. الترجمة تتطلّب ميزانية. لكنّها، في الأحوال كلّها أصلاً، مطلبٌ وحاجة، وكلفتها غير عالية. تحويل اللهجات المحلية في الدول العربية إلى الفصحى حلٌّ، وإنْ تكن الأمّية متفشيّة، في مجالات عربية كثيرة.

 

 

الأفلام المختارة من دول عربية في هذه المحطة، بغلبةٍ للسينما المغاربية، غير حديثة الإنتاج كلّها. هذا غير مهمّ، لأنّ الأهمّ كامنٌ في ضرورة البثّ/العرض، وضرورة تحريض المُشاهد التلفزيوني على التنبّه إلى سينما عربية غير مصرية. اللهجة عائقٌ؟ فلتكن "الترجمة" إلى اللغة العربية الفصحى حلاًّ، وإنْ بتكلفةً أكبر قليلاً. هذا يؤدّي إلى سؤال آخر: أليست "الترجمة" إلى تلك الفصحى حلاًّ لتوزيع أفلام عربية في صالات عربية؟

يُظَنّ أنّ "كلاماً" كهذا مثاليّ. التجارة والصناعة، وإنْ ترتبطان بفنّ وثقافة، أقوى من كلّ اهتمامٍ بالمُنتَجَين، الفني والثقافي. رغم أنّ أموالاً عربية تُصرَف بكثرة على أعمالٍ عربية، غير مستحقّة تكلفة عالية، لسطحيتها وبهتانها واستهلاكيّتها. تجربة واحدة كافية لتبيان أهمية الفعل، رغم أنْ لا أرقام تشير إلى مدى شعبيّة هذه التجربة، التي يتمنّى مهتمّون/مهتمات قلائل أنْ تنسحب على التوزيع والعروض التجارية في الصالات السينمائية العربية.

لعلّ هذه المحاولة تبدأ من أفلامٍ عربية تجارية بحتة، ينفر منها نقّاد. لتكن المحاولة، فأفلامٌ سينمائية عربية، تُنجز/تُنتج في دول المغرب والمشرق العربيين، وبعض الخليج، تستحقّ المشاهدة العربية في صالاتها.

المساهمون