استمع إلى الملخص
- يواجه الصحافيون اتهامات بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين وترويج أفكارها، وإعداد مواد إعلامية مغلوطة، مع اتهامهم بالتواصل مع قناة "مكملين" المعارضة.
- اعتُقل عدد من الصحافيين في ديسمبر 2017 خلال احتجاجات ضد قرار ترامب بشأن القدس، وتوفي الصحافي أحمد عبد العزيز داخل المعتقل.
أحالت نيابة أمن الدولة العليا المصرية، اليوم الثلاثاء، عدداً كبيراً من الصحافيين المصريين يبلغ عددهم 29 إلى المحاكمة الجنائية، وذلك على خلفية اتهامهم في القضية التي حملت الرقم 977 لسنة 2017 حصر أمن دولة عليا، والمعروفة إعلاميا باسم "مكملين 2". القضية تضم الصحافيين جمال الجمل، وأحمد أبو زيد الطنوبي، وأحمد بيومي، وحسام السويفي. وكانت تضم الصحافي الراحل أحمد عبد العزيز، كما تضم أيضاً نائب رئيس حزب مصر القوية محمد القصاص، وعدداً آخر من الصحافيين والإعلاميين.
وقالت هيئة الدفاع عن الصحافيين لـ"العربي الجديد"، إنهم لم يتمكّنوا حتى الآن من الاطلاع على قرار إحالة القضية إلى المحاكمة ومن شملهم من أسماء فيها، والموقف القانوني الخاص بمن أُخلي سبيلهم في القضية في وقت سابق، خاصة وأنه قيل وقتها إن قرارات إخلاء السبيل تشمل عفواً شاملاً عن الاتهامات، كما لم تتمكّن الهيئة من الوقوف على الأعداد النهائية للمحالين للمحاكمة عقب انتهاء التحقيقات في القضية وإحالتها إلى المحاكمة. وأضافت هيئة الدفاع أنهم أُبلغوا أن يتابعوا ملف القضية عندما تصل إلى محكمة استئناف القاهرة المنوط بها تحديد جلسات المحاكمة أمام إحدى دوائر الإرهاب، وأن القضية لم تعد بحوزة نيابة أمن الدولة عقب إنهاء التحقيقات فيها وإحالتها إلى المحاكمة.
اتهامات قضية "مكملين 2"
يواجه الصحافيون، في القضية رقم 977 لسنة 2017، المعروفة إعلامياً باسم "مكملين 2"، اتهامات "بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين والانضمام إليها وترويج أفكارها، والمشاركة في إعداد مواد إعلامية مغلوطة عن الوضع في مصر بهدف نشر الإثارة والقلق في النفوس لدى الشارع المصري، وإمداد القنوات والمواقع الإخبارية والصفحات التابعة لجماعة الإخوان بها لنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي". وعُرِفت القضية في الأوساط الحقوقية بـ"الثلاجة"، في دلالة على وضع السلطات المصرية الكثير من الإعلاميين المقبوض عليهم فيها بتهمة التواصل إعلاميا مع قناة "مكملين" المعارِضة التي تبث من تركيا.
وكانت قوات الأمن المصرية قد اعتقلت كلاً من الصحافيين، السويفي وعبد العزيز، في 7 ديسمبر/كانون الأول 2017، خلال وقفة احتجاجية على سلم نقابة الصحافيين بوسط القاهرة نظمها معارضون رفضاً لقرار الرئيس الأميركي وقتها دونالد ترامب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة واشنطن إليها. كما ألقت قوات الأمن القبض على الصحافي أحمد بيومي في الـ20 من الشهر ذاته من منزله بمدينة الجيزة، وبعد أيام من الاختفاء القسري ظهر في نيابة أمن الدولة العليا على ذمة قضية "مكملين 2"، بتهمة "نشر أخبار كاذبة تهدف إلى زعزعة الثقة بالدولة، والانضمام إلى جماعة محظورة أُسّست خلافاً للقانون".
أما أبو زيد، الذي عمل صحافياً وباحثاً في المرصد العربي لحرية الإعلام، فقد اعتقل (للمرة الثانية) يوم 22 ديسمبر/كانون الأول 2017 من منزله بمدينة الجيزة، وأخفي لأيام عدة، قبل أن يظهر في نيابة أمن الدولة متهما في القضية ذاتها. وسبق أن اتُّهم الكاتب الصحافي جمال الجمل في القضية، وحبس على ذمتها أشهراً عدة، حتى أخلي سبيله في 18 يوليو/تموز 2021. كما اعتُقل الصحافي، أحمد بيومي، وقتها أيضاً، ثم أخلي سبيله على ذمة القضية، ثم اعتُقل على ذمة قضية أخرى وظهر في مقر نيابة أمن الدولة بعد اختفاء دام 47 يوماً. وبينما أُخلي سبيل الصحافيين جميعاً من النيابة في أوقات متفاوتة، توفي الصحافي أحمد عبد العزيز متأثراً بمرضه الذي أصيب به داخل المعتقل.