مكتبة العطار في رفح معروضة للبيع خشية قصفها

خشية قصفها.. غزيّ يعرض مكتبته العلمية الخاصة للبيع

28 ابريل 2024
مكتبة العطار في مدينة رفح، إبريل 2024 (هاني الشاعر/الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- حسني محمد العطار من رفح، غزة، يعرض مكتبته العلمية للبيع خوفًا من تدميرها بسبب الحرب الإسرائيلية، مؤكدًا أن الحفاظ على الحياة والممتلكات أصبح صعبًا.
- المكتبة تضم آلاف العناوين وأكثر من 100 كتاب من تأليف العطار، وقد كانت مصدر معرفة لطلاب الدراسات العليا والباحثين في فلسطين، خاصةً في غزة ورفح.
- العطار، المولود في رفح بعد تهجير عائلته عام 1948، يسعى للحفاظ على مكتبته البالغة من العمر 55 عامًا من الاندثار، مشيرًا إلى تدمير المعالم الثقافية في غزة بسبب الحرب.

لم يخطر ببال الفلسطيني حسني محمد العطار (68 عاماً) من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، أن يعرض مكتبته العلمية الخاصة للبيع يوماً ما، بعد سنوات طويلة من العمل المضني لبنائها وتجميعها. ودائماً ما خشي مالك مكتبة العطار أن تتعرض مكتبته العلمية للقصف أو التدمير أو الحرق في أي استهداف إسرائيلي مباشر أو غير مباشر، وهي نتاج سنوات من الكتابة والتأليف والتجميع، وهذا ما دفعه لبيعها في ظل الحرب الإسرائيلية على القطاع والمستمرة منذ السابع من أكتوبر الماضي.

كنز علمي

تضم مكتبة العطار الموجودة داخل منزله في مدينة رفح جنوبي القطاع الآلاف من العناوين العلمية والأكاديمية القيمة، ما يجعلها كنزاً علمياً وثقافياً مهماً يبحث عنه الجميع، وفق قوله. ويقول إن "هذه المكتبة كانت نتاج ما قمت به من كتابة، إذ أثمرت عن ما يزيد عن مائة كتاب، ومن بينها 99 نسخة إلكترونية بصيغة PDF متوفرة على محرك البحث الشهير غوغل لمن يريد أن يتصفح أو يقرأ".

مكتبة العطار في رفح
(هاني الشاعر/الأناضول)

ويضيف: "وصلت الآن في هذه الأيام إلى نقطة اللاعودة في الخوف على هذه المكتبة، لذلك قررت عرضها للبيع على المؤسسات العلمية والأكاديمية خارج قطاع غزة". فوفق العطار، سكان قطاع غزة الآن لا يملكون القدرة للمحافظة على شيء، حتى على أنفسهم وممتلكاتهم، بسبب الحرب الإسرائيلية، ما دفعه إلى البحث عن مؤسسات علمية وأكاديمية خارج قطاع غزة، متمنياً أن تُستثمر ويحافظ عليها ويستفاد منها.

ودمّر الجيش الإسرائيلي خلال الحرب مقار غالبية مؤسسات التعليم العالي، كالجامعة الإسلامية والأزهر والقدس المفتوحة والأقصى، ما أدى إلى إحراق وتدمير المكتبات بما تحتويه من مئات الآلاف من الكتب والعناوين. وخلال السنوات الماضية، استفاد الكثير من طلبة الدراسات العليا من مكتبة العطار واستعانوا بما تحتويه من كتب في كتابة وإعداد رسائلهم العلمية، ويقول: "لم أمنعها عن أحد من طالبي البحث العلمي، ولها الفضل على باحثين ومثقفين وخطباء مساجد عدة في فلسطين وقطاع غزة ورفح بالتحديد".

مكتبة العطار في رفح
(هاني الشاعر/الأناضول)

الحفاظ على مكتبة العطار

يشعر العطار أن هذه المكتبة أقرب إلى نفسه من أي شيء آخر، وخشيته من استهدافها هو الذي دفعه إلى عرضها للبيع، فعمرها يتجاوز 55 عاماً من البناء والترتيب والتكوين والاعتناء. ويشدد على أن هدفه لم يكن في أي وقت من الأوقات رغبة في الحصول على المال، مشيراً إلى أنه "في هذا العمر لا أحتاج إلا للقليل من المال لقضاء احتياجاتي الأساسية".

ووُلد العطار الذي هُجّرت عائلته عام 1948، من مدينة يبنا قضاء الرملة في الداخل المحتل، في مدينة رفح عام 1956، وأنهى دراسته الابتدائية والإعدادية في المدينة، وتلقّى تعليمه الثانوي في القدس المحتلة ثم الجامعي في مصر. وعمل العطار معلماً وأكاديمياً قبل التوجه إلى البحث العلمي والأكاديمي. ويؤكد أنه يسعى للحفاظ على هذه المكتبة وعلى هذا الكنز من الاندثار أو الحرق بصواريخ إسرائيل، "فهذا العدو مجرم ويفتقر للأخلاق والقيم".

مكتبة العطار في رفح
(هاني الشاعر/الأناضول)

ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، دمر الجيش الإسرائيلي عشرات المعالم الحضارية والثقافية والتاريخية والتراثية في قطاع غزة، من بينها مكتبات عامة وأخرى تابعة لمؤسسات تعليمية. وخلّفت الحرب عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودماراً هائلاً في البنية التحتية ومجاعة بعدد من المناطق، ما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.

(الأناضول)

المساهمون