شهد معرض بغداد الدولي للكتاب بنسخته الثالثة والعشرين، اليوم الخميس، جملة من الانسحابات ودعوات للمقاطعة، إثر افتتاحه من قبل زعيم تحالف "دولة القانون" نوري المالكي، إلى جانب شخصيات سياسية مختلفة قريبة منه.
المعرض الذي أقيم على أرض معرض بغداد الدولي وسط العاصمة العراقية، كان من المفترض أن يُفتتح من قبل مسؤولي الحكومة على غرار ما جرت العادة في السنوات الماضية، إلا أنّ المالكي قصّ الشريط مع وصوله لحظة الافتتاح.
وعلى أثر ذلك، قررت جمعية "تراث الشهيد الصدر"، وهي جمعية ثقافية معنية بنشر الكتب، إغلاق جناحها والانسحاب من معرض بغداد الدولي للكتاب، مشيرةً، في بيان، إلى أنّ "ذلك جاء بسبب بعض إجراءات افتتاح المعرض".
وانطلقت فعاليات المعرض بمشاركة مئات دور النشر من مختلف الجنسيات، ويُنظم بالتعاون مع اتحاد الناشرين العراقيين، بمشاركة 355 دار نشر محلية وعربية وعالمية من مختلف الجنسيات، وفقاً لبيان رسمي من اتحاد الناشرين، ويستمر إلى 28 مايو/أيار الحالي.
وتداول معلقون منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت الاستياء من السماح للمالكي بافتتاح المعرض الثقافي، إضافة إلى غياب لافت للأسماء المعروفة في الوسط الثقافي والأدبي في البلاد عن حضور الافتتاح.
وتصدر وسم "#مقاطعة_معرض_بغداد_الدولي" مواقع التواصل الاجتماعي في العراق. وكتب عبد الله السراي متسائلاً "هل نوري المالكي مؤلف؟ كاتب؟ حتى يفتتح معرض بغداد الدولي؟".
وتابع "رجل سياسي حكم البلد 8 سنوات خسرناً 100 ألف شهيد، خسرنا أموالاً خيالية، بسببه. فترة حكم نوري المالكي! انفجارات، خطف، قتل، فساد، معارك عبثية، اعتقالات. ثلث العراق سقط في عهده".
نوري المالكي مؤلف؟كاتب؟
— عبدالله السراي (@abdallh_alsriay) May 19, 2022
بصفت شنو افتتح معرض بغداد الدولي؟
رجل سياسي حكم البلد٨سنوات خسرنا١٠٠الف شهيد،
خسرنا أموال خياليه!اكبر حقبه فيها فساد من كل النواحي هي فترة حكم نوري المالكي!(أنفجارات،خطف،قتل،فساد،معارك عبثية،اعتقالات)
ثلث العراق ٤٣٪ سقط في عهده.#مقاطعة_معرض_بغداد_الدولي pic.twitter.com/sf7ZAx50Dx
فيما قال الناشط حيدر مهدي إنّ "افتتاح معرض بغداد الدولي بأيدٍ باعت ثلث العراق ودمرت العراق، هو إهانة للعراق ولواجهته النخبوية".
أفتتاح معرض بغداد الدولي بأييد باعت ثلث العراق ودمرت العراق هو أهانة للعراق ولواجهته النخبوية#مقاطعة_معرض_بغداد_الدولي
— حيدر مهدي مزعل🇮🇶 (@Haider__Mahde88) May 19, 2022
وكتب الناشط العراقي صادق الريكان على "فيسبوك": "لا أعرف ما هيّ الصفة للسيد المالكي التي تؤهله أو تمنحه شرف افتتاح معرض ثقافي، حتى وإن كانت تلك الصفة تتمثل على الأقل بمنصب سياسي ذي صلة بالموضوع! للأسف كل شيء أصبح مسيساً وبصورة قذرة ومنحطة لهذه الدرجة من الاستهانة بعقول الناس. إلى هذا الحد من السقوط الأخلاقي وصل الوسط الثقافي".
أما الصحافي العراقي أحمد الشيخ ماجد، فقد قال: "لا أفوّت أي معرض للكتاب يقام في بغداد، لكنّ المعرض الذي تبنته بعض وجوه المليشيات في العام الماضي، واليوم يقوم المالكي بافتتاحه، فلا أحضره إطلاقاً. هذا بالنسبة لي هو الحد الأدنى من الاحتجاج كمواطن على افتتاح المعرض من قبل أحد رعاة المليشيات والمتسبب بسقوط المحافظات وسفك دماء العراقيين".
وأفادت مصادر من اللجنة المنظمة للمعرض مراسل "العربي الجديد" بأنّ افتتاح معرض بغداد الدولي للكتاب تسبب بانسحاب 3 دور نشر عراقية فاعلة في بغداد، فضلاً عن عدد من المثقفين والناشطين المدنيين الذين انسحبوا بعد وصول المالكي وعدد من أعضاء حزبه إلى الفعالية التي كانت الأوساط الثقافية تنتظرها خلال الأسابيع الماضية.
وأوضحت ذات المصادر أنّ "إدارة المعرض كانت قد دعت شخصيات سياسية عدة خلال الدورات السابقة، لكنها لم تتعرض إلى انتقادات مثل ما يحصل معها حالياً".