يقف كثيرمن مغني الراب في صف الفنانين الداعمين فلسطين. يحرضهم لون موسيقي تأسس على معاني الثورة والتمرد، وتستنفرهم مشاهد القتل والتهجير القسري، ليخوض كثير منهم حول العالم حربهم الخاصة ضد نفوذ صهيوني عالمي يحاصر كل صوت متضامن مع الشعب الفلسطيني. ضمن هذا السياق، تعاون المغنيان سانت ليفانت (Saint levant) ذو الأصول الفلسطينية ـ الجزائرية الصربية ـ الفرنسية، والفلسطيني إم سي عبدول، لإصدار أغنية جديدة عنوانها "ديرة"، تحتفي بفلسطينيي قطاع غزة، بأسلوب الموسيقى الشعبية الجزائرية.
وعن سبب اختيار "ديرة" اسماً للأغنية الجديدة، يقول ليفانت: "هو اسم الفندق الذي بناه والدي، المهندس المعماري رشيد، مع والدتي عام 2000 عندما انتقلا إلى غزة. بنيا هذا الفندق بالطين لأنه كان من المستحيل استيراد الأسمنت في ذلك الوقت".
يتابع ليفانت: "كان من أجمل الفنادق التي تقع على الشاطئ في غزة، وكان أعجوبة معمارية حقيقية. وفي 16 يوليو/تموز 2014، قُتل أربعة أطفال كانوا يلعبون الكرة جراء قصف للصواريخ الإسرائيلي أصاب الفندق، ثم دمر بالكامل قبل ثلاثة أشهر". يضيف: "هذه الأغنية، هي احتفال بالحياة اليومية الفلسطينية". وعن لحنها وكلماتها يقول: "اللحن مستوحى من دحمان الحراشي، وهو أستاذ للموسيقى الشعبية الجزائرية، وتترسخ "ديرة" في الثقافة الجزائرية (حيث تنتمي أمي) من خلال لحنها. وفي الثقافة الفلسطينية من خلال كلماتها، تمثل "ديرة" مزيجاً من ثقافات والديّ".
تقول كلمات الأغنية التي صدرت الجمعة 23 فبراير/شباط: "ﺗﺮﻛﻨﺎ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ، اﻟﻐﺮﺑﺔ اﻟﺤﺰﯾﻨﺔ، ﺳﻠﻤﻠﻲ ﻋلى أﺮﯾﺤﺎ، وﺳﻠﻢ ﻋﺎﻟﺪﯾﺮة، ﯾﺎ طﯿﺮ اﻟﻄﺎﯾﺮ، اﻷرض اﻟﻜﺮﯾﻤﺔ، ﺑﯿﺎﺧﺪوش إلا ﻓﯿﻨﺎ، ﺳﻠﻤﻠﻲ ﻋﺮﯾﺤﺎ، وﺳﻠﻢ ﻋﺎﻟﺪﯾﺮة، ﯾﺎ طﯿﺮ اﻟﻄﺎﯾﺮ، ﺑﯿﻦ اﻟﻨﮭﺮ واﻟﺠﺒﺎل، ﺑﻼﻗﻲ اﻧﺘﻤﺎﺋﻲ، ﺑﯿﻦ اﻟﺸﻂ واﻟﺮﻣﺎل، ﺑﺪاﯾﺔ ﺣﯿﺎﺗﻲ، آه ﻋﻠﯿﻚ ﯾﺎ وطﻦ آه، ﻓﺮﺣﺔ وﻣﻘﺎﺳﻲ، آه ﻋﻠﯿﻚ ﯾﺎ وطﻦ اﻟﻐﺎﻟﻲ، ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ اﻟﺤﺒﯿﺒﺔ ﺗﻨﺎدي".
من ناحيته، علق المغني الفلسطيني إم سي عبدول، البالغ من العمر 15 عاماً، قائلا: "سعيد جدّاً بهذا الإصدار. كانت تجربة مثيرة بالنسبة لي أن أكون جزءاً من هذه العمل الذي أطلقناه من أجل فلسطين. سعيد لأنني صورت هذا العمل في الأردن مع أخي سانت ليفانت". وتابع عبدول أن "الأشهر القليلة الماضية كانت صعبة للغاية بالنسبة لي. خرجت من غزة قبل بدء الحرب بشهر، حتى أنتهي من إصدارات غنائية جديدة. لم أدرك قط أن الأمور ستنقلب رأساً على عقب. لقد توفي عدد من أفراد عائلتي وأصدقائي وجيراني وأقاربي. أردت التعبير عن نفسي من خلال هذه الأغنية الرائعة".
من سيدني، أطلقت المغنية الأيرلندية ـ الأسترالية ـ الفلسطينية، بيغ ريغز (Big Rigs) أغنية جديدة بعنوان Palestine Flow. مغنية الراب التي تنحدر من أب من دبلن وأم فلسطينية، نزحت عائلة والدتها الكاثوليكية خلال النكبة عام 1948 لتهاجر إلى أستراليا حيث نشأت ريغز أيضاً في "مستعمرة يتعرض السكان الأصليون فيها إلى العنف"، بحسب تعبير المغنية الشابة.
تقول ريغز: "أغاني الراب تنبئنا بالحقيقة التي تخفيها المدارس والجامعات. ساهم الراب في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عبر أسماء، مثل Immortal Technique وLowkey وMissy Elliot، في تشكيل شخصيتي، كما ساعدني اللون الموسيقي على أن أعثر على صوت فريد خاص بي وأسلوب لرواية الحقيقة. أثبت هؤلاء النجوم لي أنه من الرائع أن تكون مختلفًا وأن تقول الحقيقة". تلك الثقافة، بجانب المنبت، حرضت ريغز على الاصطفاف إلى جانب القضية الفلسطينية. وعن أغنيتها Palestine Flow التي أطلقتها الشهر الماضي، قالت: "أشعر أن القصة الفلسطينية هي قصيدة للجذور الحقيقية لموسيقى الراب والهيب هوب". ومن أغاني الراب التي صدرت أخيراً، واحدة تحمل عنوان "غزة" للفرقة الفرنسية PNL التي تضم الأخوين طارق ونبيل أندريو. جاءت الأغنية بعد أربع سنوات من إصدار ألبومهم الأخير Deux freres.
تقول كلمات الأغنية الجديدة: "أهدف إلى وقف إطلاق النار، وأدعو. أستطيع أن أغني، فقط هذا ما أستطيع القيام به...
شبكاتنا للتواصل الاجتماعي تعبر عن الحرية، الحرية أخي، أختي، هذا هو الموضوع الوحيد، يا إلهي هذا جنون، أسمع غزة تصلي".