اختار خمسيني مغربي التوجّه إلى الحج سيراً على الأقدام، وقد نجح فعلاً في قطع مسافة كبيرة حتى اليوم.
وانطلقت رحلة محمد الحمدوني (50 عاماً) في أكتوبر/تشرين الأول 2021، ولا تزال مستمرة.
فكرة هذه الرحلة كانت تساور الحمدوني منذ الطفولة. ويقول الحمدوني، في حديث لـ"العربي الجديد": "كان أملي دوما أن أهاجر من أجل ربي، وأن أقوم بشيء أترك صداه خلفي حين أموت".
وقد سار عام 2015 في رحلة طويلة داخل المغرب امتدت من شفشاون (شمالي المغرب) إلى الكركرات في الصحراء، جنوبي البلاد، على طول مسافة تجاوزت ألفي كيلومتر.
رحلة مستمرة رغم السياسة والأمن
وخلال رحلته الحالية نحو الحج سيراً على الأقدام، عبر الحمدوني كلاً من موريتانيا ومالي وبوركينافاسو وتوغو وبنين والنيجر. واستأنف الرحلة عبر الطائرة لاستحالة الدخول إلى تشاد ومصر لـ"أسباب أمنية".
ولم يتمكن المواطن المغربي من العبور برا عبر دول عربية على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط "مكرهاً"، كما يقول، بسبب الحدود المغلقة بين المغرب والجزائر.
"لكن لماذا لم تختر الطائرة بدل كل هذا التعب؟"، يقول الحمدوني: "يوم قررت القيام بالرحلة كان معي مبلغ مالي قدره 60 درهما (نحو 6 دولارات)، فكيف لي أن أختار طائرة؟".
"كل أرض الله فراشي"
ويتدبر الحمدوني المأكل والمبيت خلال الرحلة بصعوبة. يقول: "زادي كان قليلاً، لأنني لم أكن أملك النقود، واضطررت للعمل لكسب قوتي وجمع البعض منه لاستئناف الرحلة، أما المبيت فإنني أنام في أي مكان في البراري أو في الفنادق، أو إن استضافني شخص ما".
ويؤكد أنه لم يشعر بالغربة خلال رحلته: "لم أحس أنني خارج وطني، فالكل يرحب بي، وخصوصاً المغاربة".
ومحمد الحمدوني أب لثلاث بنات، يتواصل معهن عبر واتساب ويشاركهن رحلته عبر الإنترنت.
ولا يعرف الرجل إن كان سيصل إلى مكة في موعد الحج، فـ"أنا موجود حالياً في الأردن، ولا أملك أياً من متطلبات الحصول على إذن الدخول إلى الديار السعودية، لكنني سأستأنف المسير مشياً على الأقدام من العاصمة عمّان نحو الحدود مع السعودية".