تقع بلدة الريحان في جنوب لبنان وتبعد عن العاصمة بيروت حوالي 90 كيلو متراً، وترتفع 1100 متر عن مستوى سطح البحر، تحيط بها أشجار الصنوبر وتكثر على تلال الجبل نبتة الريحان المعروفة برائحتها الزكيّة والتي تحمل البلدة اسمها، وتقع على سفح البلدة مغارة طبيعيّة تحمل أيضاً اسم البلدة.
مغارة الريحان تم اكتشافها عام 1933 صدفة، تبلغ مساحتها 330 متراً مربعاً، وتروي بتول عواض القصة: "جد والدي أحمد عواض هو الذي اكتشف المغارة منذ حوالي 80 عاماً حيث كان يعمل على تكسير بعض الصخور في الجبل سقطت منه المطرقة في حفرة كبيرة، نزل إلى الحفرة كي يحضر المطرقة فوجد مدخل المغارة ودخل ليكتشف وجود مغارة كبيرة، بعدها ساعده أصدقاؤه للخروج وروى لهم ما شاهده داخل المغارة".
بدأ شبان البلدة بالنزول إلى المغارة مستخدمين الشموع للإنارة وكانوا عندما يصلون إلى مكان تنطفئ به الشموع يعلمون أنه لم يعد هناك أوكسجين فيعودون إلى خارج المغارة.
منذ عام 2016 بدأت مغارة الريحان باستقبال الزوّار بعد تأخير سببه الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان حتى عام 2000، وبعدها تمكّنت بلدية الريحان بمساعدة جمعيات دولية من تأهيلها وإدخالها إلى خريطة السياحة اللبنانية، وصارت مقصداً للناس من مختلف المناطق اللبنانية والسيّاح الأجانب خاصة أنها تقع في منطقة بيئية مميزة.
تؤكد عواض أن القسم الأول من المغارة يمتد على مساحة 180 متراً أما القسم السفلي وهو القسم المائي فما زال قيد التأهيل ولم يُفتَتح أمام الزوار، ولكن ستُنجَز قريباً الأعمال لكي يكون مؤهلاً لاستقبال السيّاح، وهو يحتوي على برك مائية وغرف تتميز بالصخور الكريستاليّة.
المغارة تتميز بكثافة الصواعد والهوابط الصخرية التي تشكّلت بفعل المياه المتسربة إلى جوف المغارة لتصنع منحوتات جميلة تلتقي فيها الهوابط بالصواعد لتشبه بشكلها ثنايا الستار، كما شكّلت أعمدة متكاملة.
تتوزع الإنارة الخافتة والباردة في أرجاء المغارة كي تحافظ على طابعها وتبرز كثافة التكوّنات الصخريّة، كما وُضعت ممرات للمشاة وبعض الجسور الخشبيّة تسمح بالتجول فوق الصخور ومشاهدتها عن قرب.
ولتسهيل دخول الزوّار إلى المغارة استُحدِث موقف سيارات وباب للدخول نحو نفق جدرانه من الحجر الصخري الطبيعي يصل من خلاله الزائر إلى وسط المغارة، وعند نهاية النفق استُحدِثت قاعة مؤهلة لكي تكون متحفاً طبيعياً،كما زُرعت أشجار الصنوبر عند المدخل لتزيد من جمالية المكان.
يؤكد خبراء الجيولوجيا أن عمر المغارة يُقدّر بملايين السنين وقد مرّت بمراحل عديدة. في المرحلة الأولى تشكّل سطحها، في الثانية أُفرغ جوفها، بينما في المرحلة الثالثة تشكلت المنحوتات الصخرية جراء تسرب المياه من أعلى إلى أسفل.