منذ 23 ديسمبر/كانون الأول الجاري، يتواصل معرض "كنوز مقبرة توت عنخ آمون" المقام بأحد أجنحة "معرض منجزات الاقتصاد الوطني" بالقرب من وسط العاصمة موسكو.
يوفّر المعرض لزواره الاطلاع على قصة الفرعون المنتمي إلى الأسرة الـ18، والذي تحول إلى أحد أبرز رموز الحضارة المصرية القديمة بعد اكتشاف مقبرته على يد عالم الآثار البريطاني، هوارد كارتر، بتمويل من الأرستوقراطي البريطاني، اللورد كارنارفون، في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 1922.
ويضم المعرض المقام بمناسبة اقتراب الذكرى المئوية لاكتشاف المقبرة، أكثر من مائة نموذج عالي الدقة للقطع الأثرية المصرية المتعلقة بقصة توت عنخ آمون ومقبرته في وادي الملوك بالأقصر، ووالده الفرعون أخناتون ووالدته الملكة نفرتيتي.
ومن بين هذه القطع، نموذج لرأس نفرتيتي المعروض في متحف برلين الجديد، ونماذج لقطع أخرى من المتحف المصري الواقع بميدان التحرير وسط القاهرة، مثل تمثال أخناتون الذي يعدُّ مؤسساً للتوحيد بعبادة الإله آتون وعرش توت عنخ آمون ومجوهراته وتوابيته وعجلته.
كما يتطلع زوار المعرض الذي ستستمر فعالياته حتى 31 أغسطس/آب للعام المقبل، لرؤية أدوات التحنيط المستخدمة لحفظ أجسام الفراعنة، وأسرار الحياة الآخرة كما رآها المصريون القدماء، ومنها المحكمة برئاسة إله البعث والحساب أوزيريس.
نالت مقبرة توت عنخ آمون شهرة عالمية، لكونها المقبرة الملكية الوحيدة بوادي الملوك جنوب مصر التي تم اكتشاف محتوياتها سليمة، لتصبح كنوزها أيقونة لمصر أمام العالم.
وعلى الرغم من ثرواتها المهولة، إلا أن مقبرة توت عنخ آمون والتي تحمل الرقم 62 في وادي الملوك، متواضعة للغاية من ناحية الحجم والتصميم المعماري مقارنة بالمقابر الأخرى في هذا الموقع.
ويعود هذا الأمر إلى وصول توت عنخ آمون إلى العرش في عمر صغير جداً، وحكمه لمدة تسع سنوات فقط. وتوفّي دون أن يتمم الـ20 عاماً من العمر، وذلك في القرن الـ14 قبل الميلاد.