"الشاشة الكبيرة ـ مُلصقات الأفلام من كلّ العصور" عنوان معرضٍ، يرتبط بالملصق السينمائي كفنٍ وصناعة وترويج، ويُقام في "المنتدى الثقافي"، بين 3 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 و4 مارس/ آذار 2024، وحضوره منبثقٌ من متابعة أيام الدورة الـ74 (15 ـ 25 فبراير/ شباط 2024) لـ"مهرجان برلين السينمائي"، الذي تتعاون إدارته مع "مكتبة الفنون" و"مؤسّسة السينما الألمانية" لتنظيمه.
يتضمّن المعرض مُلصقات أفلام مختارة بعناية، من مجموعات خاصة "تحتوي على 5 آلاف ملصق تقريباً، وهذا كنزٌ يستحقّ تقديمه وعرضه أمام الجمهور"، كما في تعريفٍ صحافي بالمعرض، الذي يشهد حضور أناسٍ يسعون إلى فهم التطوّر التاريخي لصناعة الملصق، ومحاولة تبيان آليات اشتغاله وتقنياته، كما في تفاصيله الفنية والجمالية والدرامية. هناك 26 متخصّصاً في السينما والتلفزيون والتصميم الفني و"غرافيك ديزاين"، يوضحون أسباب خياراتهم ـ خياراتهنّ في نصوصٍ منشورة في "كاتالوغ" صادر عن المعرض نفسه.
الملصقات تلك مختارة من بداية السينما، وصولاً إلى راهنٍ يشهد تبدّلاً جوهرياً في صناعة فنّ الملصق، المحتاج إلى فهمٍ أبرز للّون والتصميم والصُور والكتابة، كما لحجم كلّ شيءٍ فيه، كي يكون الملصق متناسقاً في مواده، التي يُفترض بها أنْ تُلخِّص الفيلم برمّته: "من خلال المعروض، يتّضح كيف أنّ للفنان والمُصمّم أثراً كبيراً في الترويج لفيلمٍ، وفي إيصال فكرته وجوهره، بأبسط الأساليب، إلى مُختلف الطبقات والأذواق"، وفقاً للزميل محمد هاشم عبد السلام، في مدوّنته الإلكترونية Cinarts 24، المعنيّة بشؤون الفن والأدب (20 فبراير/ شباط 2024).
يُذكر أنّ "جوهرة" المعرض و"دُرّة تاجه" متمثّلتان بملصق كبير الحجم (2 بـ3 أمتار) لـ"متروبوليس" (1927)، أيقونة المخرج الألماني فريتز لانغ (1890 ـ 1976). إنّه نسخة فرنسية كبيرة، ربما تكون "آخر نسخة أصلية مطبوعة موجودة في العالم". فوفقاً للـ"كتالوغ" أنّه، بعد بحث استمرّ 20 عاماً، "لم يُعثَر منه بعد على نسخة أخرى مُماثلة". والملصقات الأخرى أصلية، ومطبوعة عشية إطلاق العروض التجارية لكلّ فيلمٍ: "عند افتتاح "كوكب القرود" (1968)، لفرانكلين شافّنر، في صالات السينما، صمّمت كلّ دولة ملصقاتها الخاصة، وكلّها أصلية".
إلى ذلك، يُلاحَظ أنّ الملصقات الخاصة بالسينما الألمانية حاضرةٌ بشكل بارزٍ، أكثر من ملصقات أفلامٍ أخرى، وهذا طبيعيّ، فالمعرض يُقام في برلين، والسينما الألمانية، بمراحلها التاريخية وأنواعها الفنية والجمالية، كما باختباراتها وتناقضاتها، ماثلة في تاريخ الفن السابع، ومؤثّرة فيه. اختيار الملصقات تلك عائدٌ إلى مرحلة قديمة، شاهدة على انقسام ألمانيا إلى "جمهورية ألمانيا الديمقراطية" و"جمهورية ألمانية الاتحادية"، قبل الانتقال إلى مرحلة توحيد البلد، والتالي عليه.
هناك أيضاً تصاميم خاصة بالمناخ، السياسي والثقافي والاجتماعي، السائد في زمن الشيوعية، وأخرى متعلّقة بأفلامٍ معروضة في الجانب الشرقي من ألمانيا، حينها، كما في دول اشتراكية مختلفة.