على الرغم من أنَّ "معرض الدوحة الدولي للكتاب" الذي يختتم فعاليات دورته الـ31 اليوم خاصّ بالكتب، إلا أنّ مشاركة الفن التشكيلي فيه أضفت نكهة جمالية من نوع خاص.
يشارك في المعرض كوكبة من التشكيليين والتشكيليات، إذْ يرسمون بريشتهم لوحات أمام روّاد المعرض. وحرصت وزارة الثقافة القطرية، المنظمة للمعرض، على مشاركة هؤلاء الفنانين، ما يؤكد أن الفنون التشكيلية جزء أساسي من الثقافة، وهذا بدوره اعترافٌ بدور الفن التشكيلي في دعم وانتشار الكتاب.
يقول رئيس فعالية الفن التشكيلي في معرض الدوحة للكتاب، فهد علي المعاضيد، إن الفن التشكيلي يتواجد بشكل مكثف في المعرض، لأن التشكيل جزء مكمل للكتاب، فلا يخلو غلاف كتاب من عمل تشكيلي، موضحاً، في حديث مع "العربي الجديد"، أنَّ الأجنحة الخاصة بالفنون التشكيلية تتميز بالتنوع.
فإلى جانب الفنانين المحترفين، يشارك مبتدئون، وذلك من أجل تنمية مواهبهم وتشجيعهم على الاحتراف، ليصبحوا زملاء المستقبل. كما أن التنوع يشمل فنون الخزف وفن الحرق على الخشب وفن التركيب على الصور الفوتوغرافية و"الغرافيك"، فضلاً عن فن "الديجيتال"، أي الرسم على ألواح إلكترونية الذي يقدمه فنانون شباب أبدعوا شخصيات كرتونية يمكن توظيفها في موضوع ما.
المشاركة تفتح للشباب المجال من أجل التعاون مع الجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة في تقديم كُتيبات ومنشورات توعويّة في العديد من القضايا البيئية والصحية، مثل جائحة كورونا وغيرها.
وأشار المعاضيد إلى أن قائمة الفنانين المشاركين تضم مواطنين قطريين ومقيمين، وينحدرون من مدارس تشكيلية متنوعة كالفن الحديث والفن التقليدي والفن التجريدي. واعتبَر وجود التشكيليين في المعرض فرصة للاستفادة من أعمالهم الفنية في دعم النتاج الأدبي والثقافي، كما يثري العلاقة والتعاون بين الفنان والكاتب. ونوّه إلى أن الجمهور أصبح أكثر قرباً من الفن التشكيلي، وظهر فضول رواد المعرض بأسئلتهم لمعرفة خامات وألوان اللوحات.
وحول غلاف كتاب "الزبارة مدينة التراث العالمي في قطر" الذي دشنته متاحف قطر بالتعاون مع دار جامعة قطر للنشر، في المعرض، أوضح أنه اختار الغلاف معبراً عن قلعة الزبارة القديمة، مع اختيار ألوان تناسب المنطقة الشمالية في قطر.
وفي ركن الرسم المباشر، تواصل التشكيلية القطرية دانة أحمد الصفر رسم لوحتها أمام عدد من رواد المعرض. وتقول إنَّها تحاول أن توضح لزائري المعرض ارتباط الفن التشكيلي بالكتب والقراءة، مشيرة في حديث مع "العربي الجديد" إلى أن معرض الكتاب يجمع بين مختلف أنواع الثقافة والفنون، من الأدب والفن التشكيلي والموسيقى والمسرح تحت سقف واحد، وهو ملتقى ثقافي فني، ولا يقتصر على اقتناء وشراء الكتب فقط. فالزائر يشاهد أعمالاً فنية، ويكتسب المعلومة والمعرفة عبر الورش الفنية، من خلال التواصل المباشر مع الفنان، وسؤاله عن الأساليب الفنية أو عن مراكز تعليم الفن، مؤكدة سعيها لتشجيع اليافعين والأطفال للدخول في المجال الفني.