يبدو أن التجارب الدرامية الخاصة بالمنصّات الإلكترونية والشاشات الصغيرة، أصبحت ضمن الصناعات الأكثر طلبًا في العالم العربي، في ظل ارتفاع نسبة الإنتاج الخاصة بهذه الأعمال من قبل المحطات الفضائية نفسها، وشركات الإنتاج.
يكاد لا يمر أسبوع إلا ويتصدر إعلان عن فكرة مسلسل، أو بداية تصوير لسلسلة طويلة. والواضح أن المنتج بدأ يعمل جديًا لتغليب الإنتاج العربي على منافسه الأوحد، الدراما التركية، التي لا تزال بعيدة جداً عن أي إنتاج يضاهي سعة انتشارها وتهافت المحطات نفسها على شراء وعرض المسلسلات التركية.
في عام 2019، نشرت وكالة الأناضول تقريراً مفصلاً عن إيرادات الإنتاجات التركية، وقالت الوكالة: اعتباراً من عام 2018، بلغ إجمالي إيراد تركيا من المسلسلات 500 مليون دولار، وأكثر الأعمال الدرامية التي درت ربحًا حتى الآن مسلسلات "المال الأسود والعشق"، و"الشمال والجنوب"، و"القبضاي"، و"هكذا يمضي العمر"، و"سميتها فريحة"، و"الفضة"، و"ما ذنب فاطمة غُل"، و"أَزَل"، و"العشق الممنوع"، و"قيامة أرطغرل"، و"العشق الأسود"، و"الحب المستحيل". وتابعت الوكالة بأنه "من المتوقع وصول إيرادات تركيا من وراء مسلسلاتها نحو مليار دولار بحلول العام 2023".
كل ذلك شكل حالة صدمة للمنتجين العرب، خصوصاً الذين يتعاونون أو يسوقون إنتاجهم للفضائيات الخليجية والعربية التي تعتمد على نسبة المشاهدة للدراما التركية، لكسب الإعلانات ونسبة المشاهدة، وتحقيق الأرباح المرجوة، لتأتي بعدها الدراما العربية المشتركة التي تحقق نسبة لا بأس بها من الأرباح والمشاهدات خلال "موسم رمضان"، في حين يغلب التباين في الأرقام على باقي أشهر السنة للمسلسلات الجديدة أو المعروفة بالعربية المشتركة.
"عروس بيروت"، مسلسل تركي في الأصل (عروس إسطنبول)، قررت MBC استنساخه عربيًا وعرضه منذ قرابة عامين، واستعانت بفريق عمل تركي، بعدما اشترت حقوق إعادة الإنتاج، وأشرف المخرج فكرت قاضي أوغلو على الجزء الأول (60 حلقة). وبحسب الفضائية، حقق "عروس بيروت" نسب مشاهدة فاقت التوقعات، ما دفع إلى إنتاج جزء ثان منه لا يزال يُعرض.
ويحكى اليوم عن استنساخ مسلسل تركي آخر بعنوان "عالحلوة والمرة"، بدأ تصويره في تركيا، من إخراج فكرت قاضي أوغلو أيضاً، وبطولة السورية دانا مارديني، ومواطنها محمد خير الجراح، والممثل اللبناني نيكولا معوض، وزميلته باميلا الكيك، على أن يتم تصوير 60 حلقة ما بين إسطنبول وبيروت لصالح MBC، يعرض في خريف 2021.
في المقابل، مجموعة لا بأس بها من الأعمال القصيرة أُنتجت لصالح منصة "شاهد" تصور في بيروت، ومنها ما أصبح جاهزاً للعرض، وهي مسلسلات قصيرة (12-15 حلقة). وتبدو لجهة المعايير الخاصة بهذا النوع أفضل حالا من "التطويل" المقصود لأحداث المسلسلات المقتبسة عن الدراما التركية، ويُشكل ذلك تنافسًا واضحًا لجهة إقبال المنتجين على تنفيذ "أجندات" خاصة بمستقبل أو صناعة دراما المنصّات، والعمل خلال باقي أيام السنة على مسلسل واحد لا يتجاوز 30 حلقة خاص بموسم رمضان فقط.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
