استمع إلى الملخص
- **التحديات الشخصية والمهنية:** شيرين واجهت تحديات شخصية أثرت على نجوميتها، بينما حافظت أنغام على حياتها الشخصية بعيداً عن الإعلام، مما ساعدها في استقرارها الفني.
- **المنافسة المستمرة:** المنافسة بينهما مستمرة، حيث أصدرت أنغام ألبوماً جديداً لاقى استحساناً نقدياً، بينما تملأ أخبار شيرين الشخصية مواقع التواصل الاجتماعي.
خلال العامَين الماضيَين وفي زحمة المعارك الفنية المفتعَلة التي تشهدها مواقع التواصل الاجتماعي، فإن معركة واحدة كانت تظهر وتختفي بشكل متكرّر، وهي معركة الصراع على عرش الأغنية النسائية في مصر، أو بصيغة أخرى، الجواب عن السؤال الأبدي: من صوت مصر، أنغام أم شيرين عبد الوهاب؟
منذ التسعينيات لم تعرف الساحة الغنائية المصرية نجمة جديدة، تتخطى حدود شهرتها مصر، وهو ما بدا طبيعياً بعد وفاة أم كلثوم، وتراجع حضور نجمات كبيرات مثل نجاة الصغيرة، أو شادية التي رحلت عام 2017. طبعاً برزت أسماء كثيرة، لكن نجاحاتهن سرعان ما اندثرت، إلى أن برز اسمان اثنان حقّقا شهرة عربية واسعة، أنغام وشيرين.
بدأت شهرة أنغام مطلع التسعينيات، بعدما غنّت في دار الأوبرا المصرية، وحققت نجاحاً عربياً بأغنيتها "شنطة سفر"، من ألحان والدها الموسيقي محمد علي سليمان. الأغنية، التي صُورت كفيديو كليب مع الفنان طارق لطفي، منحت أنغام شهرة واسعة. وفي عام 2001، أصدرت ألبومها "ليه سبتها" مع شركة "عالم الفن"، الذي تضمن أغنية "سيدي وصالك"، التي لا تزال محفورة في ذاكرة الجمهور وواحدة من أشهر أغاني الفنانة المصرية. الأغنية، التي كتب كلماتها عزت الجندي ولحّنها طارق عاكف، كانت نقطة تحول في مسيرتها الفنية وزادت من شهرتها في العالم العربي.
في وقت كانت أنغام تعيش نشوة نجوميتها مع "سيدي وصالك" أطلت فنانة مصرية مغمورة اسمها شيرين عبد الوهاب بأغنية "آه يا ليل" التي حققت نجاحاً وانتشاراً عربياً غير متوقع. ورغم التحديات التي واجهتها في بداية مشوارها، نجحت شيرين في تثبيت اسمها على الساحة الغنائية بدعم واضح ومباشر من المنتج نصر محروس. تتالت بعدها نجاحات شيرين، ما جعلها تبتعد في المنافسة عن أنغام، لتصبح طيلة سنوات "صوت
مصر الأوّل".
لكن مشكلات شيرين الشخصية، خصوصاً بعد زواجها من حسام حبيب، طغت أخيراً على نجوميّتها، وباتت أزماتها وطلاقها، والعنف الذي تتعرض له من طليقها، هي الأخبار التي تلاحقها، في وقت عرفت أنغام كيف تجعل من حياتها الشخصية، المتقلبة هي الأخرى، شأناً خاصاً بعيداً عن الإعلام، رغم الأزمات التي مرت بها.
اليوم مع إصدار شيرين مجموعة من الأغاني الجديدة، عاد السؤال: من صوت مصر النسائي على الساحة الغنائية؟ وعادت المنافسة بين الفنانَّتَين إلى الواجهة، في وقت يرى فيه البعض أن أنغام استفادت من غياب شيرين، إلا أن صاحبة "سيدي وصالك" التزمت الصمت تجاه كل ما يقال، بما فيه اتهامها بشكل مباشر بتأجيج الخلاف بين شركة روتانا وشيرين. إذ تصاعدت الخلافات بين شيرين والشركة السعودية، ما أدى إلى حذف أغاني ألبومها الجديد من على "يوتيوب".
أنغام، من جانبها، أصدرت ألبوماً جديداً يحتوي على 13 أغنية، لاقى استحساناً نقدياً، ووصفه النقاد بأنه "نخبوي" من حيث اختيار المواضيع والكلمات، ما أثّر على انتشاره وشهرته السريعة.
رغم كل الصراعات والاتهامات، يبقى السؤال: من "صوت مصر" الحقيقي؟ في ظل الحروب الفنية والإعلامية التي تشهدها الساحة، يبدو أن الوصول إلى إجابة قاطعة سيظل أمراً صعباً. لكن الأكيد أنه في حرب إدارة المعارك، أظهرت أنغام حرفيةً كبيرة، مفضّلة دائماً خوض حروبها بصمت ومن دون تعليقات، في وقت تملأ فيه صور وفيديوهات الحياة الشخصية لشيرين مواقع التواصل الاجتماعي.