معارض تشكيلية: غزة على القماش والورق

11 يناير 2024
أطفال نازحون من مخيم البريج إلى دير البلح (أشرف أبو عمرة / الأناضول)
+ الخط -

يتسابق فنانون، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، على تسجيل تضامنهم عبر إبداعات في جميع المجالات، منها مجال الفنون البصرية الذي شهدت ساحته خلال الأشهر الماضية عديداً من الفعاليات الداعمة للشعب الفلسطيني في محنته.
في مقدمة هذه الأنشطة، معرض للصور الفوتوغرافية، أقامه كل من "المتحف الفلسطيني" في بيرزيت ومنظمة "تصوّر فلسطين"، بالتعاون مع الناشطة الثقافية شهد أبو سلامة، في الرابع من يناير/كانون الثاني الحالي، في لندن.
تتبع المعرض مظاهر الحياة اليومية في قطاع غزة، إذ استعرض المنظمون عدداً من محفوظات "المتحف الفلسطيني"، تصوّر لمحات من حياة صيادي غزة ومزارعها، إلى جانب لقطات من أسواق المدينة الفلسطينية.
ولتعريف المهتمين والرواد بأبعاد الوضع في المدينة المنكوبة، استعرض البيان الصحافي للمعرض الفني تاريخاً موجزاً لغزة وما بلغه حالها اليوم.

غزة: قبل وبعد

ذكر المنظمون أنه "قبل عام 1948، كان قطاع غزة منطقة من فلسطين نابضة بالحياة. وخلال النكبة، قامت العصابات الصهيونية، التي خرجت منها دولة "إسرائيل" العنصرية عام 1948، بتطهير الشعب الفلسطيني عرقياً، واستولت على أراضيه... دمّرت (العصابات) أكثر من 500 بلدة، ما أسفر عن مقتل 15 ألف شخص، وتشريد الآلاف. ومع ذلك، تمكّن الفلسطينيون بعدها من إعادة بناء حياتهم في مخيّمات اللاجئين بموارد محدودة".
أفاد البيان كذلك أن غزة "تحتضن اليوم ثمانية مخيمات للاجئين، و2.3 مليون شخص، من بينهم 1.3 مليون لاجئ من القرى والمدن الفلسطينية المحيطة التي دمّرتها "إسرائيل". وفي أعقاب حصار عام 2006، والعدوان منذ أكتوبر 2023، كانت هناك دعوات دولية لوقف إطلاق النار، وسط تقارير عن جرائم حرب وإبادة جماعية ترتكبها إسرائيل".
سبق تلك الفعالية في العاصمة الغربية، أخرى أقامها "المتحف الفلسطيني" بالتعاون مع مؤسسة دلول للفن، وهي عبارة عن معرض تشكيلي في مدينة بيروت، ضم لوحات لعدد كبير من الفنانين العرب، منهم: العراقي ضياء العزاوي، والفلسطينيون سليمان منصور وعبد الرحمن المزين ونبيل العناني وبشار الحروب وعامر الشوملي وسميرة بدران، واللبناني أيمن بعلبكي والسوري يوسف عبدلكي، وغيرهم.
استوحى المنظمون اسم المعرض من منحوتة برونزية للفنان شوقي شوكيني اسمها "الأمير الصغير: طفل غزة" (2010). رأى المنظمون أن المعرض "ليس مجرد عمل فني، بل هو عبارة عن نصب تذكاري، وسردية فلسطينية، وتحية لأطفال فلسطين الأبرياء، كما يمثل تحية إلى ثقافة ما زالت ثابتة تتمسك بالأمل رغم المشقات".

حنظلة وغزة والكويت

من الكويت، وتعبيراً عن تضامنه مع فلسطين، أهدى إليها الفنان التشكيلي خليل المدهون منحوتة فنية اتخذت هيئة "حنظلة"، شخصية رسام الكاركاتير الفلسطيني الأشهر ناجي العلي. وبدلاً من أن يصور المدهون الطفل الصغير عاقداً ذراعيه خلف ظهره كما رسمه العلي، أظهر رئيس جمعية البحرين للفن المعاصر حنظلة رافعاً يديه عالياً، تحمل إحداهما رصاصة، في إشارة إلى أنه انتقل من موقع الفرجة على ما يحدث، إلى موقع الفاعلية والمقاومة.
وعلى "إنستغرام"، كتب المدهون معلقاً: "لقد ‏اخترت شخصية حنظلة لما لها من رمزية فنية وأدبية واسعة عند الجمهور... تحرك حنظلة اليوم ليوقظ نيام الساسة ويوقف من عاث في أوطاننا الفساد من المحتلين والغزاة".
ومن البلد الخليجي أيضاً، خص الفنان جاسم المقابي فلسطين بعدد من اللوحات، تُصوِّر إحداها طفلة تمد بصرها إلى المُشاهد والجزع يرتسم على ملامحها، بعد أن قضت أمها خلفها شهيدةً.
قُدمت لوحات الفنان البحريني عبر اللقاء الأسبوعي الفلسطيني الذي يقام تضامناً مع غزة في مرسم زيوس للفنون في البحرين، وقد أطلقه المنظمون بغرض إفساح المجال للرسم الحر المعبر عن القضية الفلسطينية..
عاصمة عربية أخرى، هي القاهرة، شهدت معرضاً لافتاً أطلقته نقابة الفنانين التشكيليين المصريين تحت اسم "فلسطين في الوجدان"، بمساهمة عدد كبير من الفنانين من مختلف الأجيال والمدارس الفنية، وخصص المشاركون 20% من عائد بيع اللوحات إلى غزة.
شمل المعرض أعمالاً فنية لما يقرب من 70 فناناً، منهم محمد حجي وعلية عبد الهادي ومصطفى الفقي ويونس حسن يونس ورشا عبد القادر وحسن شبط وصفية القباني ودارين وهبة ويوسف طارق ونادية يسري وميرفت السويفي وأحمد عبد الكريم وفيروز سمير وخالد السماحي.
وكانت نقابة التشكيليين قد أصدرت بياناً أعلنت فيه تضامنها الكامل مع غزة وأهلها وشجبها لـ"كل الأعمال الوحشية التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين، بما فيها قصف المستشفيات، الأمر الذي يشكل انتهاكا للقانون الدولي...".

فلسطين عربية

خلال الفترة الماضية، أيضاً، أطلق 20 فناناً عربياً، من مصر والسعودية واليمن، معرضاً جماعياً تحت عنوان "فلسطين عربية" في القاهرة. أعلن منظمو المعرض "دعمهم لأهل غزة معنوياً عبر تسجيل معاناتهم على أرض الواقع في الأعمال الفنية، ومادياً بتوجيه ريع المعرض إليهم عبر قنوات الإغاثة والتبرع الدولية...".
شارك في المعرض كل من الفنان السعودي حسام أرناؤوط والمصريات فاطمة عيسى وسماهر علاء ونبيهة حتة، كذلك الفنان اليمني ردفان المحمدي وآخرون.
ومن بين الفعاليات المتواترة التي شهدتها العاصمة المصرية أيضاً، معرض أقامه غاليري الآرت بعنوان "فنانون من أجل فلسطين"، ضم أكثر من 100 لوحة فنية، وخصص القائمون على المعرض 20% من ريع بيع اللوحات إلى الأعمال الإغاثية الموجهة لغزة.

سينما ودراما
التحديثات الحية

ضم المعرض أعمالا لأسماء مثل: دينا بركات وهيدي خالد وهالة فوزي وليلى عزمي وهدى شوقي وسلمى محمد ومها محمود وأشرقت علام وأروى الغنيمي وناهد سامي ومروة سمير ودينا صبحي وجينا جمال ويسرا أمين.
ومن عمان في الأردن، أقيم معرض تحت عنوان "فلسطين صامدة وجذرها كالزيتون"، بتاريخ 23 ديسمبر/كانون الأول، ويستمر حتى 25 يناير الحالي. خصص القائمون على المعرض 20% من أرباحه لدعم أهالي غزة.
شارك في المعرض العديد من الفنانين الذين مثلوا مدارس فنية مختلفة، منهم عماد أبو إشتية وغازي نعيم وعثمان شهاب ومحمد العامري ونصر عبد العزيز وسعاد عيساوي ونسمة محرم ومحمد سمارة ورائد قطناني وداليا علي وجهاد العامري.

المساهمون