مطعم ياباني ينتظر زبائنه 30 عاماً للحصول على وجبتهم من اللحم

14 نوفمبر 2022
يبيع "أساهيا" أنواع الكروكيت المختلفة بمبلغٍ يتراوح بين 2،5 و4 دولار أميركي للقطعة (Getty)
+ الخط -

إذا طلبت صندوقاً من كروكيت لحم البقر المجمد من متجر "أساهيا" العائلي في مدينة تاكاساغو، في محافظة هيوغو، غربي اليابان، سيكون عليك الانتظار 30 عاماً أخرى قبل الحصول على طلبك، بحسب موقع "سي أن أن" الإخباري.

تأسّس "أساهيا" عام 1926، لكن مطلع القرن الحالي، أثارت شرائح اللحم الملفوفة بعجينة البطاطا المقلية ضجّة كبيرة على الإنترنت، ما زاد من شعبيتها فبات على الزبائن الانتظار لسنوات طويلة قبل الحصول على طلباتهم.

فكرة غير مربحة

وجبة "اكستريم كروكيت" المرغوبة للغاية اليوم هي واحدة من أربعة أنواع من كروكيت لحم بقر كوبي (نسبة إلى اسم مدينة في اليابان) المتوفرة في متجر أساهيا. يقول مالك المتجر شيغيرو نيتا لـ"سي أن أن": "لقد بدأنا ببيع منتجاتنا من خلال التسوق عبر الإنترنت في عام 1999 على سبيل التجربة".

بعد تجربة البيع الإلكتروني لعدّة سنوات، أدرك نيتا أنّ العملاء متردّدون في دفع مبلغ ضخم مقابل اللحم البقري عبر الإنترنت، ما دفعه لاتخاذ قرار جريء.

يقول نيتا: "بدأنا ببيع اكستريم كروكيت بـ 270 يناً (1.8 دولار أميركي) للقطعة الواحدة... علماً أن كلفة اللحم البقري في القطعة الواحدة منها يصل إلى 400 ين (2.7 دولار أميركي)... لقد صنعنا كروكيت بأسعار معقولة ولذيذة توضح مفهوم متجرنا، كجزء من استراتيجية لجعل العملاء يستمتعون بالكروكيت، على أمل أن يدفعهم ذلك لإعادة تجربتها مجدّداً". وللحدّ من الخسارة المالية في البداية، أنتجت "أساهيا" 200 قطعة من الكروكيت فقط كلّ أسبوع.

زيادة في الإنتاج والطلب

بحسب "سي أن أن"، على الرغم من سعرها الرخيص فإن "اكستريم كروكيت" يتمّ تحضيرها بشكل طازج يومياً من دون مواد حافظة. وتشمل المكونات لحم بقر كوبي المحلي وبطاطا مزروعة محلياً. ويشرح نيتا: "توقفنا عن بيعها في عام 2016 لأنّ وقت الانتظار للحصول عليها صار أكثر من 14 عاماً. كنّا نفكر في إيقاف الطلبات، لكنّنا تلقينا العديد من المكالمات التي تطلب الاستمرار في عرضها".

استأنفت "أساهيا" قبول طلبات شراء "اكستريم كروكيت" عام 2017 لكنّها رفعت السعر.

يوضح نيتا: "آنذاك، رفعنا السعر إلى 500 ين ياباني (3.4 دولارات أميركية)، أو 540 يناً يابانياً (3.7 دولارات أميركي) مع ضريبة الاستهلاك. ولكن منذ بدء تصدير لحم البقر كوبي، تضاعفت أسعاره، وبالتالي فإن إنتاج إكستريم كروكيت ما زال غير مربح".

وبدلاً من إنتاج 200 كروكيت أسبوعياً، صار المتجر ينتج هذا العدد يومياً.

حول العالم
التحديثات الحية

يقول نيتا، "صارت اكستريم كروكيت أكثر شهرة من المنتجات الأخرى"، قبل أن ينفجر ضاحكاً بسبب فكرته التجارية التي تخسر المال. يضيف: "نسمع أنّنا يجب أن نوظف المزيد من الأشخاص وأن ننتج الكروكيت بشكل أسرع، لكنّني أعتقد أنّه لا يوجد صاحب متجر يعين موظفين وينتج المزيد لتحقيق المزيد من العجز المالي... أشعر بالأسف لانتظارهم. أريد صنع الكروكيت بسرعة وإرسالها في أسرع وقت ممكن، ولكن إذا قمت بذلك فإن المتجر سيفلس".

لحسن الحظ، يقول نيتا إنّ حوالي نصف الأشخاص الذين جربوا الكروكيت ينتهي بهم الأمر بطلب لحم البقر كوبي مما يحضره المطعم أيضاً، لذا فهي استراتيجية تسويقية سليمة.

ويباع كلّ صندوق من إكستريم كروكيت، والذي يضم خمس قطع، مقابل 2700 ين ياباني، أي 18.40 دولاراً أميركياً.

ويشير المالك إلى أنّ العملاء الذين يتلقون الكروكيت في الوقت الحالي كانوا قد قدموا طلباتهم قبل قرابة 10 سنوات.

قد يكون العمل على قائمة تمتد لـ30 عاماً من الطلبات غير المربحة أمراً مرهقاً، خاصةً مع استمرار ارتفاع سعر لحم البقر ورواتب الموظفين، لكنّ هناك أمراً أكثر أهمية شجّع المتجر على الاستمرار.

يقول نيتا: "عندما بدأت في بيع الكروكيت على الإنترنت، تلقيت العديد من الطلبات من الجزر المعزولة النائية. وكان معظمهم قد سمع عن اللحم الذي نبيعه عبر شاشة التلفزيون، لكنّهم لم يحصلوا عليها أبداً لأنّهم غير قادرين على الوصول إلينا بسهولة. عندها أدركت أنّ هناك الكثير من الناس الذين لم يتناولوا لحم كوبي مطلقاً".

المساهمون