مصطفى هلال يبكي حلب في الأونيسكو

24 فبراير 2014
+ الخط -

لم تكن عاديّة السهرة التي دعا إليها المنتج السوري أحمد رمضان مساء الجمعة إلى قصر الأونيسكو في بيروت. لأنّها حملّت الحنين إلى حلب عبر أمسية غنائية للفنان مصطفى هلال، ابن المحافظة السورية التي تعاني ما تعانيه جراء االحرب.

وقف مصطفى هلال ساعتين في قصر الاونيسكو منشدا ومطربا، مع فرقة موسيقية شرقية مئة في المئة. فأحيا الحنين والذاكرة بصوت مطواع محترف، ولم يوفّر تغزّله بمدينته، فأدخلها في كلمات الأغنيات ودعا الله أن يرفق بأهلها وبها، وطالب الحضور بالتصفيق، وتفاعل مع طلباتهم، مؤكدا أنّ "هذا اللون الغنائي لا يموت"، مادحا "بيروت فيروز ووديع الصافي".

مصطفى هلال من نجوم حلب المعروفين. فالشاب الثلاثيني درس أصول الغناء بمساعدة كبارالفنانين والأساتذة "الحلبيين"، وفي حديث خاصّ لـ"العربي الجديد": "في كلّ بيت حلبي تجد مطربا، وما مشاركتي غناءً في بيروت اليوم إلاّ هروباً من الحرب وزرع الفنّ والفرح في نفوس الناس".

شارك هلال، نهاية تسعينيّات القرن الماضي في فرقتي "شيوخ الطرب" و"سلاطين الطرب"، اللتين كانتا فرقة واحدة، فانقسمتا.

وهي أحيت حفلات كثيرة في بيروت بالفرساي الحمرا ومسرح المدينة، هلال، مع زملائه أحمد أزرق وأحمد مدوّر وبشّار درويش وآخرين، استطاع المحافظة على الإرث الحلبي الكبير، فلم يستنجد بالمودرن لمتابعة طريقه، ولم تغرِهِ النجومية الدارجة اليوم. وقف متسلحا بصوته فقط، ومغرّدا القدود: "جادك الغيث" و"يا زمان الوصل بالأندلس" و"يا غصن نقّى مكللا بالذهبي أفديك من الرّدى بأمي وأبي" وصولاً إلى "قدّكَ الميّاس"و "خمرة الحبّ اسقنيها". ولم يغِب عن المواويل والقصائد الغزلية، والفلكلور القديم.

ساعتان من الغناء الشرقي الأصيل، حملت جزءًا من تراث مدينة تقف مذهولة أمام هول الحرب في سوريا لكنّها، رغم كلّ شيء، تحاول، وإن من بعيد، أن تزرع الفرح في جمهور "حلبيّ" شارك في الأمسية البيروتية بدمعة وابتسامة.

دلالات
المساهمون