تقدم رئيس "المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام" في مصر، الكاتب كرم جبر، بشكوى إلى النائب العام حمادة الصاوي، اليوم الخميس، يطالب فيها باتخاذ كافة الإجراءات التي من شأنها حماية مؤسسة كفل لها الدستور حماية حرية الإعلام، متهماً عضو هيئة التدريس في كلية الإعلام في جامعة القاهرة أيمن منصور ندا بكتابة سلسلة مقالات عبر موقع "فيسبوك"، تتضمن "جرائم سب وقذف في حق الإعلاميين في مصر عامة، وفي حق البعض منهم خاصة".
وقال جبر، في بيان صادر عن "المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام"، إنه "تابع مع أعضاء المجلس شكاوى واتصالات كثيرة من الصحافيين والإعلاميين الذين طاولتهم إهانات بالغة جراء ما نشره أحد أعضاء هيئة التدريس في كلية إعلام جامعة القاهرة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وآخرها صباح اليوم الخميس".
وأضاف أن "المجلس دائماً وأبداً مع حرية الرأي والتعبير، لكن من غير المقبول السكوت على سب وقذف الإعلام المصري برمته، وبعض الزملاء بأسمائهم، وفي توقيت يوفر للبعض بيئة حاضنة لمثل هذه الأفكار الهدامة، ولمثل هذه الألفاظ غير المسبوقة التي تمثل جرائم اعتداء على الشرف طاولت الإعلاميين والإعلاميات، وخرجت عن كافة قيم المجتمع المصري".
واعتبر أن "ما كتبه أستاذ الإعلام لا يتصل من قريب أو بعيد بحرية الرأي والتعبير التي يحرص المجلس على ترسيخها، وإنما يمثل اعتداءً صارخاً على القيم والمبادئ والمعاني النبيلة، وهذه هي رسالة الإعلام بالدرجة الأولى"، مناشداً الكتاب والسياسيين والإعلاميين والمدافعين عن حرية الرأي والتعبير "التصدي لمحاولات النيل من الإعلام المصري، والدفاع عن تقاليد المهنة الراسخة ضد حملات الهجوم الشرسة التي تحركها عناصر تريد إحداث فتنة غير مسبوقة".
كان أيمن منصور ندا قد نشر مقاله الثامن الذي ينتقد فيه أداء وسائل الإعلام المصرية، اليوم الخميس، على "فيسبوك"، تحت عنوان "ولا تزال المعركة مستمرة... إعلام البغال من أحمد موسى إلى كرم جبر".
وقال فيه "كثيراً ما تختلط الأمور لدينا، وكثيراً ما يتشابه البقر علينا، فنرى الأشياء على غير حقيقتها... إعلامنا من بعيد نراه شيئاً، وعندما نقترب من تفاصيله نكتشف شيئاً آخر... إعلامنا في معظمه ينطبق عليه الوصف القرآني (وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً)، والبغل هو كائن هجين من الخيل والحمير... فلا يملك جمال الخيل وشممها وشيمها، ولا يملك طاعة الحمير واستكانتها وخضوعها".
وأضاف "إعلام البغال لا يمكن الإشادة به كرجل، ولا يمكن الإعجاب به كسيدة، فهو إعلام بلا نخوة، ولا شهامة، ولا قوة، ولا فعالية (...) إعلامنا مطية يركبها من يملك المال أو من يتولى الحكم أو هما معاً، ولا عزاء للمواطنين (...) إعلامنا لا يمثلنا، ولا يعكس هويتنا الثقافية، ولا يلبي احتياجاتنا المجتمعية، وغير قادر على التعبير عن أحلامنا وطموحاتنا".
وكانت كلية الإعلام في جامعة القاهرة قد استدعت أيمن منصور ندا للتحقيق، وهو رئيس قسم الإذاعة والتلفزيون في الكلية، بزعم النظر في الشكوى المقدمة ضده من أستاذ الإذاعة والتلفزيون السابق بركات عبد العزيز، بشأن الاعتداء عليه في اجتماع للجنة الدراسات العليا منذ بضعة أشهر.
وأضافت الكلية في بيان سابق لها، أن "الاستدعاء يأتي في إطار الإجراءات القانونية المتبعة في مثل هذه الأحوال، وفقاً للوائح والقوانين المنظمة لهذا الأمر"، و"لا علاقة له بما ينشره منصور من آراء شخصية على مواقع التواصل الاجتماعي".