مصر: رشح المياه يضرب قصر البارون رغم ترميمه بكلفة 11 مليون دولار

24 يناير 2023
حضر السيسي حفل إعادة افتتاح القصر بعد تأهيله في عام 2020 (زياد أحمد/ Getty)
+ الخط -

ضرب رشح المياه جدران قصر البارون إمبان الأثري في ضاحية مصر الجديدة، شرقي العاصمة المصرية القاهرة، بعد نحو 30 شهراً من انتهاء ترميم القصر بقيمة بلغت 175 مليون جنيه، أي ما يعادل 11 مليون دولار، في عام 2020، وذلك بواسطة الهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة.

وأظهرت بعض الصور المتداولة على "فيسبوك" تآكل وبهتان ألوان الواجهة الأمامية للقصر بفعل رشح المياه أسفل حوائط أسوار المصاطب الخارجية، بسبب عدم إنشاء مواسير صرف للمياه أثناء عملية الترميم التي تولاها الجيش بـ"الأمر المباشر".

وفي مطلع عام 2021، صرّح عميد الجيش السابق هشام سمير، الذي يشغل منصب مساعد وزير السياحة والآثار لمشروعات الآثار والمتاحف، بأنّ "رشح المياه أسفل حوائط أسوار المصاطب الخارجية للقصر سببه قرب الأسوار من الحديقة، التي كانت تروى بالغمر في فترات سابقة"، مستطرداً بأنّه "تم تغيير نظام الري المستخدم في حديقة القصر، واستبداله بنظام الري بالتنقيط".

الحديث نفسه كرره سمير من دون حرف زائد أو ناقص، في بيان أصدرته وزارة السياحة والآثار، اليوم الثلاثاء، قال فيه إنّ "فريقاً من مهندسي ومرمّمي قطاع المشروعات في المجلس الأعلى للآثار، والشركة المنفذة لمشروع الترميم (الجيش)، سيعمل خلال الفترة المقبلة على إزالة الأملاح وتهوية حوائط القصر".

وأضاف سمير أنّ "الرشح يعود إلى تشبع الطبقات الأرضية بالمياه، التي تجري معالجتها أولاً بأول إلى حين انقطاع ظهورها بالطرق الفنية الملائمة"، مستدركاً بأنّ "حوائط القصر بُنيت بحالتها الأصلية من الأحجار والطوب، ولذلك فإن خاصيتها الشعرية تُظهر أثر المياه على الحوائط، وبقاء تأثيرها لفترة من الوقت حتى تمام التخلص منها".

ويعد قصر البارون أحد القصور الأثرية ذات الطراز المعماري المميز في مصر، وشيّده المليونير البلجيكي إدوارد إمبان في الفترة من 1907 إلى 1911، على مساحة 12500 متر مربع، مستعيناً في إنشائه بلمسات المعماري الفرنسي الشهير ألكسندر مارسيل.

وصمّم قصر البارون بطريقة تجعل الشمس لا تغيب عن حجراته وردهاته، وتتوزع التماثيل الموجودة في القصر ما بين هندي وأوروبي، وهو ما جعل منه "تحفة معمارية فريدة".

وفي 29 يونيو/ حزيران 2020، افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي قصر البارون بعد انتهاء عملية ترميمه، التي استغرقت نحو عامين وسط انتقادات واسعة من الخبراء والمختصين، على خلفية تكليف الجيش بتنفيذ عملية الترميم وطلاء واجهة القصر باللونين الأبيض والأحمر الطوبي بصورة بدت رديئة للغاية وبما لا يتناسب مع جوهر عمارته.

المساهمون