مصر: إدانة حقوقية لاستمرار اعتقال الصحافي هشام عبد العزيز

20 فبراير 2021
مخاوف من فقدانه السمع والبصر بسبب الإهمال في السجن (Getty)
+ الخط -

قالت "المنظمة العربية لحقوق الإنسان" إن "استمرار السلطات المصرية في اعتقال الصحافي المصري المنتج في قناة "الجزيرة مباشر" هشام عبد العزيز غريب، رغم تدهور حالته الصحية، وتلفيق قضايا جديدة له، "يأتي ضمن خطة ممنهجة ومستمرة من النظام المصري، لقمع حرية الرأي والتعبير وإخراس أي صوت للصحافة الحرة".

وكانت السلطات المصرية احتجزت الصحافي وأسرته فور وصولهم إلى "مطار القاهرة الدولي" عند عودتهم لقضاء إجازتهم السنوية، في 20 يونيو/حزيران عام 2019. اقتيد هشام عبد العزيز حينها إلى مكتب الأمن الوطني في المطار حيث حقق معه لمدة 5 ساعات تخللها تفتيش هاتفه المحمول وجهاز الحاسوب الشخصي، وجوازات السفر وحقائب السفر الخاصة بزوجته وأولاده، ثم سحبت جوازات سفرهم وسمح له بالرحيل، بعد أخذ إقرار عليه بالعودة إلى مقر الأمن الوطني لاستلام الجوازات.

بعدها بساعات، تلقى مكالمة هاتفية من ضابط الأمن الوطني في مطار القاهرة يطلب منه الحضور الفوري لاستلام جوازات السفر. وعند وصوله أوقف وأخفي قسرياً 3 أيام، تعرض خلالها للتجويع والمعاملة المهينة.

وعرض على نيابة أمن الدولة العليا من دون حضور محام، ووجهت إليه التهم جزافياً، وأجبر على التوقيع على اتهامات ملفقة، بعد الاعتداء عليه بالسب والتهديد بإيذاء أسرته. وبعد انتهاء العرض على النيابة، أخفي قسرياً مجدداً، قبل ظهوره في سجن "طرة تحقيق" بتهمة "الانتماء لجماعة محظورة"، وظل محتجزاً على ذمتها احتياطياً حتى صدور قرار بإخلاء سبيله بكفالة قيمتها 20 ألف جنيه في 5 ديسمبر/كانون الأول عام 2019.

وبعد قرار إخلاء سبيله، نُقل إلى قسم شرطة حدائق القبة لإنهاء الإجراءات، إلا أنه تعرض للاختفاء القسري مجدداً لمدة شهر، ثم فوجئت أسرته بظهوره في سجن "طرة تحقيق" على ذمة قضية جديدة، وصدور قرار من نيابة أمن الدولة بتجديد حبسه احتياطياً، الذي استمر حتى الآن من دون مبرر.

ويعاني الصحافي المصري من الزَرَق، كما يعاني من تكلس شديد في عظمة الركاب في الأذن الوسطى، وهو "مهدد بفقد السمع والبصر في حال استمرار احتجازه في تلك الظروف"، حسب المنظمة التي ذكرت أنه قبل اعتقاله أجرى هشام عمليتين جراحيتين في العين اليمنى، وبعد الحبس، وبسبب عدم إكمال علاجه أو الالتزام بأدويته، تأثرت العين اليسرى أيضاً.

وأكدت المنظمة أن السلطات المصرية لم تكفّ منذ الثالث من يوليو/ تموز عام 2013 عن قمع الصحافيين بشراسة، لتصبح مصر من أخطر الأماكن على مهنة الصحافة في العالم، حيث تعرض أكثر من 250 من العاملين في المجال الإعلامي للاعتقال، وأطلق سراح بعضهم فيما يستمر احتجاز 34 صحافياً على الأقل حتى الآن، كما تعرض 11 صحافياً على الأقل للقتل برصاص الأجهزة الأمنية أثناء تغطيتهم تظاهرات معارضة.

وطالبت المنظمة المجتمع الدولي والجهات الأممية ذات الصلة بالتدخل العاجل لإلزام السلطات المصرية بإطلاق سراح الصحافي المعتقل، وتمكينه بشكل عاجل من إكمال علاجه، ووقف كافة الحملات الانتقامية ضد الصحافيين في مصر.

المساهمون