مصر: إخلاء سبيل أحد صحافيي "الجزيرة" خلال زيارة السيسي إلى قطر

14 سبتمبر 2022
طالبت "الجزيرة" أكثر من مرة بإطلاق سراح صحافييها الأربعة (رفاييل هنريكه/ Getty)
+ الخط -

أصدرت جهات التحقيق المصرية، اليوم الأربعاء، قراراً بإخلاء سبيل الصحافي في قناة الجزيرة مباشر القطرية أحمد النجدي أبو العلا إبراهيم، المحبوس احتياطياً على ذمة القضية رقم 864 لسنة 2020، وذلك بالتزامن مع زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الدوحة، والتي شهدت جلسة مباحثات رسمية اليوم مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الديوان الأميري.

وواجه النجدي اتهامات مزعومة في القضية تشمل: "ارتكاب جرائم الانضمام إلى جماعة أنشئت على خلاف أحكام القانون، الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين، ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها، ونشر أخبار كاذبة عن الأوضاع السياسية والاقتصادية بالبلاد بقصد تكدير السلم العام، في إطار أهداف جماعة الإخوان، والترويج لأغراض الجماعة التي تستهدف زعزعة الثقة في الدولة المصرية ومؤسساتها".

وجاء إخلاء سبيل الصحافي في شبكة الجزيرة الإعلامية على الرغم من تجديد حبسه احتياطياً لمدة 45 يوماً، في 26 أغسطس/ آب الماضي، متجاوزاً بذلك 700 يوم من الحبس الاحتياطي، وسط مناشدات من عائلته لإخلاء سبيله نتيجة تدهور صحته، وتجاوزه الـ 70 عاماً.

وأصيب النجدي في قدمه من جراء مرض السكري، ولم تستجب السلطات المصرية إلى مناشدات أسرته بشأن نقله إلى مستشفى خاص على نفقته الخاصة، خشية الاضطرار إلى بتر قدمه.

وكان مركز الديمقراطية الآن للعالم العربي، قد دعا، اليوم الأربعاء، في بيان السلطات المصرية للإفراج عن صحافيي قناة الجزيرة الأربعة الموقوفين في مصر، وهم إلى جانب أحمد النجدي، ربيع الشيخ، وبهاء الدين إبراهيم، وهشام عبد العزيز، بالرغم من وضع الأخير الصحي المتردي، والمخاوف من فقدانه البصر في ظل حاجته الماسة إلى إجراء عملية جراحية عاجلة.

وأكمل عبد العزيز ثلاث سنوات كاملة في الحبس الاحتياطي، على الرغم من أنّ المدّة القصوى للحبس الاحتياطي هي عامان، إذ تمّ تدويره على ذمة قضية جديدة، بعد حصوله على إخلاء سبيل على ذمة القضية رقم 1365 لعام 2018 حصر أمن دولة عليا، وكان متهماً فيها بالانتماء لجماعة محظورة، وظل محتجزاً على ذمّتها احتياطياً، حتّى صدر قرار بإخلاء سبيله بكفالة 20 ألف جنيه في 5 ديسمبر/ كانون الأول 2019.

وبعد قرار إخلاء سبيله نُقل عبد العزيز إلى قسم شرطة حدائق القبة لإنهاء الإجراءات، إلّا أنّه تعرّض للإخفاء القسري مجدّداً لمدة شهر، ثمّ فوجئت الأسرة بظهوره في سجن طرة، على ذمة قضية جديدة تحت رقم 1956 لعام 2019، وصدور قرار من نيابة أمن الدولة بتجديد حبسه احتياطياً، والمستمرّ حتّى الآن دون مبرر.

أما الصحافي بهاء الدين إبراهيم نعمة السيد فهو مواطن مصري، ولد عام 1976، وكان يعيش في مدينة فيصل بالجيزة، متزوج وله طفلان. عمل منتجاً لقناتي الجزيرة ونايل تي في العالمية، وهو عضوٌ في معهد الصحافة الدولي، وألقي القبض عليه في 22 فبراير/ شباط 2020، أثناء محاولته العودة إلى الدوحة من خلال مطار برج العرب الدولي.

وعلى العكس من إبراهيم، فقد أوقف الصحافي ربيع الشيخ، إثر عودته إلى أرض الوطن قادماً من قطر في الأول من أغسطس 2020، بعد فترة انقطاع امتدت لسنوات. وعلى الرغم من تحسّن العلاقات مع قطر في تلك الفترة، فقد تمّ احتجازه والتحقيق معه على ذمة القضية رقم 1365 لسنة 2018 حصر أمن دولة عليا، بتهمتي الانضمام لجماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة، وما زال محتجزاً حتّى الآن.

وصارت مصر واحداً من أكبر السجون في العالم بالنسبة للصحافيين، بعد أن حلّت في المرتبة الثالثة في قائمة الدول التي تحتجز أكبر عدد من الصحافيين، بعد الصين وميانمار، إذ بلغ عدد الصحافيين المسجونين فيها 25 صحافياً في عام 2021، حسب تقرير للجنة حماية الصحافيين العام الماضي.

كذلك، تراجعت مصر للمرتبة 168 من أصل 180 دولة، بمؤشر حرية الصحافة لعام 2022، وفقاً للتصنيف العالمي الصادر عن منظمة مراسلون بلا حدود، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة في الثالث من مايو/ أيار 2022.

تقوم "مراسلون بلا حدود" بتقييمها على أساس جرد كمي للانتهاكات المرتكبة ضدّ الصحافيين ووسائل الإعلام، بالإضافة إلى دراسة نوعية تستند إلى إجابات مئات الخبراء الذين اختارتهم من بين المختصين في مجال حرية الصحافة، من صحافيين وأكاديميين وحقوقيين.

المساهمون