مسلسل "رقصة مطر"... فيديو كليب ضلّ طريقه

14 مارس 2022
المخرج جو بو عيد في العرض الأول لفيلمه "تنورة ماكسي" (فيسبوك)
+ الخط -

كيف يمكن الفصل بين مسلسل درامي يعتمد على خطوط عريضة وبين "فيديو كليب" غنائي؟ سؤال يُطرَح بين المتابعين على المواقع البديلة عند كلّ عرض لمسلسل يحمل توقيع مخرج قادم من عالم "الفيديو كليب". 

يمكن الخروج من نقطة الاتهام أو التعميم في هذا الصدد. بعض المخرجين الذين حققوا نجاحاً في عالم "الكليبات" المصورة خلعوا عنهم العباءة، ودخلوا آمنين إلى عالم الدراما متخذين من خبراتهم في التصوير بعداً إضافياً لجمالية المشاهد المصورة في المسلسل. لكنّ بعضهم الآخر ظلّ أسيراً لضيق فكره وتغليب الرؤية التي استمدها من عالم تصوير "الكليبات".

يمكن القول إنّ المخرج اللبناني، جو بو عيد، لم يخرج من الرؤية الضيقة لعالم "الفيديو كليب". الشاب الذي بدأ حياته في فيلم "تنورة ماكسي" (2012)، الذي لم يحظَ بالنجاح المطلوب، عمل في مجموعة لا بأس بها من الأغاني المصورة لصالح شركات الإنتاج. لكنّه بقي أسيراً داخل هذا العالم، ولم يطور نفسه بعدما عبر إلى عالم الدراما.

نجوم وفن
التحديثات الحية

قدم جو بو عيد قبل عام مسلسل "صالون زهرة" عن نص نادين جابر، معتمداً على الجانب التقني فقط في رسم لوحات ومشاهد المسلسل الضعيف في روايته والفاقد لمعايير القصة والسيناريو. وفي السياق ذاته، جاءت محاولات شركات الإنتاج اللبنانية، ومنها "سيدرز آرت برودكشن" (الصبّاح) التي أوكلت العمل لبو عيد، ناقصة، وتحتاج لمزيد من الدراسة. والواضح أنّ معظم شركات الإنتاج تسعى للربح والانتهاء سريعاً من تصوير المسلسلات بناء على طلب المنصات التدفقية الخاصة بعروض الدراما. وهذا كله يدخل في إطار إضعاف أو قلة خبرة الشركة والسعي وراء المكاسب و"الكليشيهات" التي تعتمد على التقنية من دون مراعاة للنوعية، أو حتى التنفيذ المفترض أن تبنى عليه السلسلة.

قبل أسبوعين بدأ عرض مسلسل "رقصة مطر"، من كتابة بيتر صموعة وإخراج جو بو عيد. لا ريب في أنّ القصة تبدو جيدة. لكنها تعرضت أثناء التنفيذ إلى ما يشبه "التحوّل" وفق مصلحة المشرفة العامة على الإنتاج لمى الصبّاح والمخرج جو بو عيد. يروي المسلسل قصة "مايسترو" شهير يدعى "بسام القاضي" (مكسيم خليل) يجد نفسه متورطًا في جريمة قتل حبيبته "حنين" (إيميه صياح).

بعيداً عن النقد، يقع بو عيد مجدداً أسيراً لحالات اعتمدها في أعماله من قبل، سواء من جهة تنفيذ أو تصوير مشاهد "رقصة مطر" أو من خلال الإضاءة والألوان. مثلاً، من دون أي مبرر نجد أنفسها في عالم الستينيات للأزياء والديكورات وحتى السيارات في إطار فانتازي لعمل أقل ما يوصف بأنه بوليسي و"أكشن". ليست المشكلة في ذلك فقط، بل محاولة إجبار المشاهد على التحليل النفسي السيكولوجي لحالات يصعب على المتلقي العادي فهمها، كوضع "حنين" ثيابها في الغسالة والجلوس على الغسالة، وهي تعمل خلال لقاء رومانسي هو الأول مع حبيبها. وأكثر من ذلك، أثناء انعقاد جلسة محاكمة "بسام القاضي"، تتحول قاعة المحكمة إلى مسرح يعود لقرون ماضية. عاصفة من الألوان يُجهد بو عيد نفسه في إبرازها بشكل لافت، إلى إضاءة "الشمعدان" الكهربائي بشكل نافر جداً لا يبدو أنّه من هذا الزمان.

لا يمكن تجاهل هذه التفاصيل في عمل درامي، لم يعرف إلى أيّ زمان أو مكان ينتمي، لكن من المؤكد أنّه صورة مكبرة عن "فيديو كليب" ضلّ طريقه غناءً وتحول إلى مسلسل من 12 حلقة.

المساهمون