- أظهرت الدراسة أن تقليل وظيفة البروتيوجليكان المعدل بكبريتات الهيبارين يساعد في عكس تلف الخلايا وتحسين وظيفة الميتوكوندريا، مما يشير إلى إمكانية تطوير علاجات جديدة.
- استخدم الباحثون نموذجاً حيوانياً لمرض ألزهايمر وأظهروا أن التغيير الجيني في بروتين "صميم البروتين الشحمي" يمكن أن يؤخر تأثير الطفرة، مما يؤكد الحاجة للتركيز على التغيرات الخلوية المبكرة.
رجح باحثون أن تكون مجموعة من البروتينات التي تنظم إصلاح الخلايا وتعزز أنظمة إشارات نمو الخلايا، هدفاً جديداً واعداً لعلاج مرض ألزهايمر وغيره من أمراض التنكس العصبي، وفقاً لدراسة نُشرت في الثاني من يوليو/تموز الحالي، في مجلة iScience.
وجد المؤلفون أن تعطيل تعديلات السكر الضرورية لهذه البروتينات يعزّز إصلاح الخلايا ويعكس التشوهات الخلوية التي تحدث في الأمراض التنكسية العصبية. وتحدث أمراض التنكس العصبي عندما تفقد الخلايا العصبية في الدماغ والجهاز العصبي المحيطي وظيفتها، وتموت في النهاية. وهي تشمل مرض ألزهايمر ومرض باركنسون والتصلب الجانبي الضموري (المعروف أيضاً باسم مرض الخلايا العصبية الحركية)، من بين أمراض أخرى.
تشير التقديرات إلى أن ما يقرب من 6.9 ملايين أميركي، فوق سن 65 عاماً، يعيشون مع مرض ألزهايمر. وعلى الرغم من تأثيره الواسع النطاق، لا يوجد سبب بيولوجي متفق عليه بين الباحثين أو آلية محددة للإصابة بالمرض. ويمكن للعلاجات الحالية أن تخفف الأعراض، وبعضها يبطئ تطور المرض، لكن لا يوجد علاج متاح حتى الآن.
وأظهرت علاجات الأجسام المضادة وحيدة النسيلة الجديدة لمرض ألزهايمر بعض الإمكانية لتعديل مسار المرض، لكن العديد من الخبراء يشعرون بالقلق إزاء الآثار الجانبية. وفي إطار البحث عن علاجات جديدة، حدد الباحثون في الدراسة الجديدة مجموعة من البروتينات التي يمكن أن تكون هدفاً لعلاجات جديدة لمرض ألزهايمر وغيره من الاضطرابات التنكسية العصبية.
بدوره، يقول المؤلف الرئيسي للدراسة، سكوت سيليك، أستاذ الكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية في جامعة ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة، إن جزيئات الإشارة الخلوية التي تسمى البروتينات المعدلة بكبريتات الهيبارين (HSPGs) متورطة في تطور مرض ألزهايمر، لكن دورها المحدد ظل غير واضح. وأضاف سيليك في تصريح لـ"العربي الجديد" أن فريق البحث في هذه الدراسة، أجرى سلسلة من التحليلات في خطوط الخلايا البشرية وخلايا دماغ الفئران التي تعبر عن جوانب مرض ألزهايمر، وعثروا على ما يدل على أن هذه البروتينات تنظم العمليات الخلوية المعروفة بتأثرها بالعديد من أمراض التنكس العصبي. "لقد ركزت استراتيجيات علاج مرض ألزهايمر حتى الآن إلى حد كبير على التغيرات المرضية البارزة في المراحل المتأخرة من المرض".
ووجد الباحثون أن تقليل وظيفة البروتيوجليكان المعدل بكبريتات الهيبارين ساعد في عكس تلف الخلايا الناجم عن الأمراض التنكسية العصبية. "في المراحل المبكرة من العديد من أمراض التنكس العصبي، تتعرض عملية الالتهام الذاتي إلى الخطر، ما يعني أن الخلايا لديها قدرة إصلاح منخفضة"، قال الباحث.
خفّض الفريق وظيفة هذه البروتينات في الخلايا، ووجد أن اثنين من التغييرات التي تحدث في وقت مبكر من مسار الأمراض التنكسية العصبية قد تم عكسهما، كما تم تحسين وظيفة الميتوكوندريا التي توفر الطاقة للخلية، وانخفض تراكم الدهون في الخلايا.
وللتحقق من النتائج التي توصل الباحثون إليها، استخدموا نموذجاً حيوانياً لمرض ألزهايمر؛ إذ استخدموا ذباب الفاكهة المُعدّل جينياً، ليعاني من عجز في بروتين البريسينيلين، والذي يحاكي تأثير طفرة في جين البريسينيلين، السبب الأكثر شيوعاً لمرض ألزهايمر في مرحلته الأولى. وأوضح سيليك أن التغيير الجيني النادر في بروتين آخر يسمى "صميم البروتين الشحمي" (APOE) الذي يسهم في حرق دهون الجسم، يمكن أن يؤخر تأثير طفرة البريسينيلين، أحياناً لعقود من الزمن.
وأشار المؤلف الرئيسي للدراسة أن استهداف هاتين المادتين والإنزيمات التي تصنع كبريتات الهيبارين يمكن أن يساعد في منع التنكس العصبي لدى البشر. ويقترح المؤلفون أن تعطيل بنية تعديلات كبريتات الهيبارين يمنع أو يعكس المشاكل الخلوية المبكرة في هذه النماذج من مرض ألزهايمر. "هناك حاجة ماسة للتركيز على التغيرات الخلوية التي تحدث في الأوقات المبكرة من تطور المرض وتطوير علاجات تمنعها أو تعكسها" قال الباحث. وأضاف: "لقد أثبتنا أن انخفاض الالتهام الذاتي وعيوب الميتوكوندريا وتراكم الدهون، وجميع التغيرات الشائعة في أمراض التنكس العصبي الأخرى، يمكن منعها عن طريق تغيير فئة واحدة من البروتينات، تلك التي تحتوي على تعديلات كبريتات الهيبارين".