غادرت الصحافية في "بي بي سي"، سارة رينفورد، روسيا، أمس الثلاثاء، بعد أن رفضت موسكو بشكل مفاجئ تمديد تصريحها بالعمل، فيما قالت إنه نزاع متبادل مع بريطانيا بشأن معاملة وسائل الإعلام الأجنبية.
في أغسطس/آب الماضي، أعلن التلفزيون الحكومي الروسي أن على مراسلة "بي بي سي"، سارة رينسفورد، مغادرة روسيا بناءً على طلب السلطات، في قرار وصفته الشبكة البريطانية في اليوم التالي بأنه "تعرّض لحرية الصحافة".
واستخدمت مراسلة "بي بي سي" في موسكو رسالتها الأخيرة قبل طردها من روسيا من قبل الكرملين، للتحذير من أن البلاد "تتحرك في الاتجاه المعاكس" عندما يتعلق الأمر بحرية التعبير وحرية الصحافة.
BBC Moscow correspondent Sarah Rainsford expelled from Russia “for the protection of the security of Russia”, officials claimhttps://t.co/zsypSpP9aX
— BBC Breaking News (@BBCBreaking) August 31, 2021
سجلت رينفورد اللحظات التي أعقبت توقيفها من قبل السلطات في المطار في رحلة عودتها إلى موسكو الشهر الماضي، وإبلاغها أن جهاز الأمن الروسي FSB منعها مدى الحياة من دخول البلاد. وقالت رينفورد "هل أبدو تهديدًا؟ أنا صحافية"، ورد أحدهم بقوله لها: "أعرف، أعرف. لقد تحققنا من جميع المعلومات المتعلقة بك".
Our correspondent @sarahrainsford reports on her expulsion from Russia. pic.twitter.com/QIE5kVUZx7
— BBC News Press Team (@BBCNewsPR) August 31, 2021
رينفورد، التي وصلت لأول مرة إلى ما كان يُعرف آنذاك بالاتحاد السوفييتي في سن المراهقة، قدّمت تقارير من روسيا على مدى عقدين من الزمن، راسمةً عهد فلاديمير بوتين.
تم توقيفها في مطار موسكو بعد عودتها من بيلاروسيا، حيث أغضبت أنصار رئيس الدولة وحليف بوتين، ألكسندر لوكاشينكو، بسؤاله عن القمع الجماعي الذي يمارسه نظامه ضد المتظاهرين السلميين.
في رسالتها الأخيرة، كتبت تقارير وتحدثت إلى الصحافيين الروس الذين اشتكوا من تدهور وضع حرية الصحافة في البلاد. وكان من بينهم صحافي في "دوجد"، وهي قناة تمت إضافتها إلى "القائمة السوداء" (العملاء الأجانب).
وقالت رينفورد، في ختام تقريرها "إنني أغادر بلدًا أتيت إليه لأول مرة مع انهيار الاتحاد السوفييتي، عندما كانت حرية التعبير أو الحريات جديدة وثمينة. يبدو الأمر وكأن روسيا اليوم تتحرك في الاتجاه المعاكس".
سمحت السلطات في المطار لرينفورد بدخول روسيا بعد أن تم توقيفها، ولكن فقط لحزم أمتعتها وقيل لها إن تأشيرتها لن تُجدد. قيل لها إن هذا بسبب ما حدث لمراسل روسي في لندن قبل عامين.
Weird feeling to emerge from the channel tunnel into England and hear my expulsion story from Russia on @BBCPM pic.twitter.com/YwzhacQZoR
— Sarah Rainsford (@sarahrainsford) August 31, 2021
وروت محادثاتها مع مسؤولين من الحكومة الروسية، فقالت إنهم استمروا في الإشارة إلى طردها على أنه "شيء غير شخصي". وقالت في تقريرها: "استمروا في الإشارة إليها على أنها خطوة متبادلة، لكنهم رفضوا حتى التعامل مع حقيقة أنه تم وصفي كتهديد للأمن القومي". وتابعت "قالوا إن هذه كانت مجرد خطوة فنية، ولكن في الوقت الذي ترى فيه روسيا أعداءً بشكل متزايد في كل مكان، أشعر حقًا أنني قد أضفت الآن إلى القائمة".
وقال مكتب الشؤون الخارجية والكومنولث والتنمية في المملكة المتحدة (FCDO) إن "الصحافيين الروس يواصلون العمل بحرية في المملكة المتحدة، شريطة أن يتصرفوا في إطار القانون والإطار التنظيمي".