رفضت مذيعة في تلفزيون لبنان الرسمي، يوم الثلاثاء، قراءة نشرة الأخبار المسائية لأسباب تتصل بسوء الإدارة والتنسيق والترقيات الاستنسابية، ممّا دفع القناة إلى عدم بثّ الأخبار، والاعتذار من المشاهدين بذريعة وجود عطل تقني.
وبحسب معلومات "العربي الجديد"، فإن المذيعة ابتسام عكوش رفضت قراءة النشرة قبل بثّها بفترة قصيرة بعدما قرأت اسم زميلتها نوال الأشقر على الشارة كمنتجة ورئيسة تحرير، من دون إبلاغها بالقرار مسبقاً، ومن دون أن تكون مشتركة في تحضير النشرة، ممّا دفعها إلى الاعتراض لدى مديرة الأخبار ومطالبتها بإزالة اسم الأشقر حتى تقرأ النشرة، وعندما رفضت الأخيرة ذلك، تمسكت عكوش بموقفها وغادرت.
وقال مصدرٌ مقرّبٌ من عكوش لـ"العربي الجديد" إنّ الاعتراض جاء بسبب "سوء التنسيق وسوء الإدارة والاستفزاز، بغض النظر عن الترقيات الاستنسابية التي تحصل، والتي تناقض القانون الداخلي الذي يأخذ بعين الاعتبار الأقدمية والمهنية"، مشيراً إلى أنه حتى الساعة لم يتخذ أيّ إجراء بحق عكوش رداً على تصرّفها، بانتظار موعد إطلالاتها المقبل في النشرة، يوم غدٍ الجمعة.
في المقابل، قال مصدرٌ في نقابة الموظفين لـ"العربي الجديد" إنّه لا علم لهم بما جرى، لكن "كثيراً ما تحصل خلافات بسبب الاستنسابية في التعاطي بالتعيينات والترقيات". وأضاف: "يؤثر ذلك على العمل في القناة والعلاقة بين الزملاء، علماً أن الأشقر تتمتع بكفاءة عالية وأقدمية وتستحق الترقية طبعاً، لكن الاعتراضات تحصل حول آلية الترقية أو التعيينات التي تتم بطريقة عشوائية".
ووفق معلومات "العربي الجديد"، فإن وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري عيّن الصحافية نوال الأشقر رئيسة تحرير للأخبار في تلفزيون لبنان، ممّا استفزّ بعض العاملين في القناة، خصوصاً أنّه حصلت تعيينات إدارية في الفترة الماضية من دون مراعاة الكفاءة والأقدمية، وكذلك التوزيع الطائفي، وهو الأمر الذي كان قد دفع عدداً من الموظفين في وقتٍ سابقٍ إلى تقديم مراجعة أمام مجلس شورى الدولة لإبطال دفعة التعيينات.
وفضّلت مديرة الأخبار في التلفزيون، دينا رمضان، في حديث مع "العربي الجديد"، عدم التعليق على الحادثة، لكنّها أكدت أنّ بثّ نشرات الأخبار مستمر بشكل طبيعي، وهو ما حصل أمس الأربعاء.
واستلم وزير الإعلام زياد المكاري إدارة تلفزيون لبنان من المديرة المؤقتة فيفيان لبّس، بناءً على قرار قضائي أعفى الأخيرة من مهامها، وذلك في ظلّ عدم تعيين مدير عام جديد أصيل بحجة أنّ الحكومة الحالية هي حكومة تصريف أعمال.
ويعاني تلفزيون لبنان من مشاكل على صعيد التعيينات، التي تدخل في إطار المحاصصة السياسية والطائفية، وسبق أن شهد أكثر من إضراب وعصيان من قبل الموظفين نتيجة عدم تحقيق مطالبهم على صعيد تنفيذ مرسوم غلاء المعيشة، وتسديد المساعدة الاجتماعية، وفروقات المنح المدرسية.