مخرج فلسطيني يحول مسرحية "أيّوبة" إلى فيلم سينمائي

05 أكتوبر 2020
مسرحية "أيوبة"عن لاجئة في ثلاث مراحل عمرية (العربي الجديد)
+ الخط -

قدم المخرج الفلسطيني عوض عوض في عام 2017 مسرحية "أيّوبة" في أماكن مختلفة في لبنان، وشارك خلال عامين في مهرجانات عدّة وبلغ عدد العروض 22 عرضاً لاقت استحسان وتفاعل المشاهدين، ومن ثم ولدت فكرة تحويل المسرحية إلى فيلم.

وقال عوض لـ "العربي الجديد": أيّوبة" فيلم روائي طويل يطرح قصة امرأة فلسطينية من مخيم للاجئين الفلسطينيين عاشت حياتها تكافح من أجل حريتها بعد أن لجأت إلى المخيم في لبنان عندما كانت طفلة ونشأت في مجتمع لم يحتضنها.

عوض عوض، مخرج مسرحي وسينمائي، وهو أيضاً ابن تجربة مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، حاصل على البكالوريوس في فنون الإعلام من الجامعة اللبنانية الأميركية في عام 2016.

اختار شخصية "أيوبة" في مسرحية ليقول إنها لم تكتفِ يوماً بحياتها في المخيم الذي تعيش فيه، وكانت دائماً تؤمن بمستقبل أفضل. كان والداها تقليديين للغاية فأراداها أن تخطو خطى جميع الفتيات الصغيرات الأخريات، لكنها لم ترضَ بهذه الحياة المفبركة لها.

ولم تقتصر مآسي أيوبة على الشتات في المخيم فقط، فقد أُجبرت باكراً على الزواج من رجلٍ كان يسيء معاملتها ويعنفها، وحوّل حياتها إلى جحيم بمساعدة من والديه وعائلته.

تختصر قصة أيّوبة محنة النساء الفلسطينيات بشكل خاص، والنساء العربيات بشكل عام فهي قصة المقاومة والأمل، على الرغم من الحياة الظالمة.

أيوبة تختصر الحكايات
يقول عوض "بوصفي فلسطينياً من الجيل الثالث للجوء في لبنان ونشأت في مخيم للاجئين، كانت  قصص جدّي وجدتي، الوسيلة الوحيدة لي للاطلاع على رحلة اللجوء الفلسطيني التاريخية. لقد نسجت كل هذه القصص والشخصيات والأحداث في قصة واحدة هي "أيّوبة".

عليّة الخالدي، ميرا صيداوي، وتالا نشا، سيعدن تمثيل أدوارهن في الفيلم. ستجسد كل ممثلة "أيوبة" في مرحلة مختلفة من حياتها

يضيف  "كنت دوماً أراقب النساء من حولي، في عائلتي ومحيطي ومجتمعي، أمضيت ساعات طويلة أدقق في خصائصهن وسلوكياتهن، جميعهن كنّ ذكيّات وشجاعات ولكن أصواتهن قُمعت ولم تسمع، فلم يتم منحهن الفرصة لتحقيق ذاتهن، واقتصر دورهن في المجتمع على تربية الأطفال والأعمال المنزلية. لقد تعرضن جميعاً للقمع والتمييز لمجرّد أنهن نساء. كل تلك النساء "أيوبة". 
يؤكد عوض أن فيلم "أيّوبة" أداة لنشر الوعي، إذ قليلا ما نرى قصص اللجوء الفلسطيني على الشاشة، ويريد أن يشارك تلك القصص لا مع اللاجئات واللاجئين فقط، ولكن مع من هم خارج المخيم، وخارج مجتمعات اللاجئين، وخارج لبنان أيضاً.

منحة أيوبة

وعليه يدعو عوض إلى أن يدرك الجميع إمكانات النساء إذا أعطيت لهن فرص التعليم. لذلك فإنه يهدف من خلال إنتاج هذا الفيلم، إلى إنشاء "منحة أيّوبة" التي ستخصص لتعليم اللاجئات الفلسطينيات، ومنحهن حق تحرير أنفسهن من قيود المجتمع الأبوي، على حد تعبيره.

ويلفت إلى أن المسرحية، تضم ثلاث ممثلات: عليّة الخالدي، ميرا صيداوي، وتالا نشا، اللواتي سيعدن تمثيل أدوارهن في الفيلم، وستجسد كل ممثلة "أيوبة" في مرحلة مختلفة من حياتها، من أيوبة الفتاة، التي وصلت للتو كلاجئة في لبنان إلى أيوبة الامرأة المتزوجة، وصولاً إلى أيوبة العجوز التي تطل على ذكريات حياتها، والدائم في المراحل الثلاث هو فلسطين والتوق إلى العودة.

يذكر أن فريق عمل الفيلم يتكون من المنتجة زينة بدران، والممثلة الفلسطينية الأردنية ماريا عليان التي شاركت في كتابة السيناريو، ومدير التصوير محمد هسي، أما الموسيقى التصويرية فستكون من تأليف الموسيقي المصري عمرو سليم.

ويختم عوض بأنه فتح باب التبرع من أجل المساعدة في إنتاج الفيلم، مؤكداً أنه بحاجة إلى الدعم لتحقيق هذا الحلم.

المساهمون