مخرجو الدراما المشتركة: البحث عن النجاح

19 فبراير 2022
بدأت "شاهد" بعرض "الوسم" للمخرج سيف الدين سبيعي (قصي خولي/فيسبوك)
+ الخط -

خلال شهر واحد صورت في العاصمة اللبنانية بيروت خمسة مسلسلات قصيرة خاصة بالمنصّات الإلكترونية، في ورشة عمل تقودها شركات الإنتاج إلى جانب مجموعة من المخرجين اللبنانيين والعرب.

قبل أيام، حضر المخرج السوري سيف الدين سبيعي حفل إطلاق مسلسل "الوسم" في بيروت، من بطولة قصي خولي وصباح الجزائري، إضافة إلى مجموعة من الممثلين اللبنانيين. سبيعي هو المخرج الذي حضر اسمه بقوة في موسم رمضان الفائت، ضمن مسلسل "على صفيح ساخن" (من كتابة علي وجيه ويامن حجلي). حقق "على صفيح ساخن" نجاحاً جماهيرياً كبيراً، وأخرج الدراما السورية إلى الضوء رغم الإنتاجات المنافسة التي لم تلق الإجماع عليها. ويستعيد سبيعي هذا الموسم مزيداً من التجارب في تعاون ثان مع علي وجيه ويامن حجلي، في مسلسل "مع وقف التنفيذ" الذي يصور في دمشق، ومن المتوقع أن يحظى بمتابعة جيدة.

وبدأ أمس عرض مسلسل "الوسم"، فكرة وكتابة قصي خولي ونسيم الريس، وإنتاج "إيبلا" لصالح منصة "شاهد" السعودية، وهو مؤلّف من 14 حلقة. وبدا واضحاً من الحلقة الأولى والمقاطع الترويجية للمسلسل خروج سبيعي إلى عالم التشويق، خصوصًا من خلال التصوير ومواقعه، كاختيار دول أخرى مثل اليونان للتصوير، ونقل صورة مافيا تقع فريسة في يد الشرطة الدولية، وتسليط الضوء على بعض القضايا الإنسانيّة التي يعيشها اللاجئ السوري أمام أحداث سورية ولبنان.

وعلى الرغم من بعض الأخطاء التي ظهرت في مسلسل "شتّي يا بيروت"، خصوصاً من جهة الإخراج، يعود المخرج اللبناني إيلي السمعان إلى العمل مع شركة "سيدرز آرت برودكشن" (الصبّاح أخوان)، في تجربة جديدة عنوانها "بيروت 303"، قصة وسيناريو وحوار سيف رضا حامد، والمسلسل مؤلّف من 15 حلقة لصالح منصة "شاهد" رمضان 2022.

ثمّة محاولة ثانية للمخرج إيلي السمعان في الترفع عن الأخطاء من ناحية المواقف والسياق الدرامي العام للمسلسل، رغم سباقه وشركة الصبّاح مع الوقت ليكون المسلسل جاهزاً للعرض في النصف الثاني من رمضان.

سينما ودراما
التحديثات الحية

ويستعد المخرج التونسي مجدي السميري لتصوير مسلسل "من إلى"، من بطولة قصي خولي وفاليري أبو شقرا. السميري كان قد أخفق في تحقيق النجاح في مسلسل "8 أيام" رغم جهده الواضح والدقة في كشف معالم جريمة تتعلق بالاتجار بالبشر، لكنه وقع أسيراً للتجربة الأميركية، وحوّل السياق والطرح للمسلسل إلى كرة تتدحرج، وكأنها في إحدى ولايات أميركا، وهو ما لم يستسغه المتابع العربي، وانُتقِد المسلسل بشدة إلى درجة أخرجته من ساحة النجاح.

حاول بعض المخرجين في لبنان تجربة حظوظهم في أعمال قصيرة، لكنهم فشلوا في إحراز تقدم أو عرض مسلسل من دون أخطاء، فعلى الرغم من تحقيق مسلسل "صالون زهرة" (نص نادين جابر، وإخراج جو بوعيد)، نسبة مشاهدة عالية، إلا أن المخرج أخفق في تقديم وجبة متكاملة، سواء من ناحية النص المفترض أن يتماشى مع فكرة المسلسل عموماً، أو من خلال السياق الدرامي الفعلي للأحداث.

وعلى الرغم من حضور وأداء سلافة معمار في "عالحدّ"، من تأليف لينا حداد ولانا الجندي، وقعت المخرجة اللبنانية ليال راجحة في فخ الاستسهال وإظهار مكامن القوة في عمل يطرح مشكلة نفسية تعانيها البطلة "ليلى" وتدفعها لتنفيذ جرائم. وتنتهي القصة نهاية مفتوحة في خيار "ليلى" من قبضة العدالة ما أنهك القصة، ولم يعط المشاهد تبريراً واحداً لكل هذا القتل.

المساهمون