محطات لبنان التائهة... لا جديد على الشاشة

12 نوفمبر 2022
الإنتاجات اللبنانية ضعيفة في المحتوى ولا تعرض عربياً (LBCI)
+ الخط -

لا يحمل خريف الشاشات اللبنانية أي جديد. وإن كانت أزمة المحتوى التلفزيوني انعكاسا لأزمة عامة تعصف بالبلاد بشكل عام، يبقى ثمة فراغ واضح داخل إدارات المحطات المحلية. فراغ خلفته الأزمات الاقتصادية التي اجتاحت لبنان منذ 2019، وصولاً إلى غياب منطق المنافسة عن المحطات في ما بينها.
على صعيد الدراما، مثلاً، تتسم المسلسلات اللبنانية بضعف فني وإنتاجي كبيرين، رغم ذلك تنجح جماهيرياً، نتيجة لعوامل عدة، بينها العلاقة الخاصة التي تربط المشاهد بالإنتاجات المحلية. لكن، جنباً إلى جنب، مع الأعمال اللبنانية، يتواصل عرض عدد كبير من الإنتاجات التركية، التي باتت جزءاً أصيلاً من تقاليد المشاهدة الدرامية في لبنان.
بالعودة إلى المسلسلات المحلية، يبدو واضحاً أن المنتجين اللبنانيين يبنون أعمالهم على مجموعة من الروايات الركيكة، التي تتحوّل إلى مسلسل بنص سيئ وغير متماسك. ويتصدر المشهد المنتجان مروان حداد، وايلي س. معلوف، وبينهما مبارزة على حجز مكان على المحطات لإنتاج مسلسلات تعتمد على ممثلين مبتدئين، بعضهم لا علاقة له بالتمثيل، والآخر مؤلف من شخصيات يقال عنها "مؤثرة"، أو تمتلك عشرات الآف من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، أو مذيعين، أو حتى صحافيين.
مثلاً، يعرض منذ شهر مسلسل "مفروم فيكي"، للمخرج إيلي فغالي على شاشة الجديد اللبنانية. يفترض أن يكون العمل ضمن خانة الـ"سيتكوم"، لكن متابعته تثبت لنا العكس، إذ لا كوميديا ولا سرعة، ولا نباهة في إلقاء النكات.
بينما تتجه محطات أخرى إلى تكليف شركات إنتاج موازية لتصوير مسلسل جديد، وبميزانية خجولة، تماماً كما هو حال محطة LBCI التي تساند أحياناً إنتاجاتها، وتدرك أنها ستحقق نسبة جيدة من المتابعين والناشطين، ويبدو أن كل هذه الإنتاجات لقيت الصدى الجيد في الشارع اللبناني.
هذا الانقسام العجيب في الإنتاجات اللبنانية، يجيب عن أسئلة حول تفضيل شركات إنتاج كبرى العمل على مسلسلات تتضمن محتوى أقوى، ولو أن صنّاع هذا العمل هم أنفسهم الذين أنجزوا مسلسلاً لبنانياً محلياً ضعيفاً.
أما على صعيد البرامج، فالواضح أن هناك توجهاً إلى انتاج برامج تعتمد أيضاً على الميزانية الخجولة، فارغة في المحتوى، كبرنامج اجتماعي حواري، يطرح سلسلة من القضايا التي تناقش مع مسؤولين، وتوظيف بعض التصريحات "النارية" التي بإمكانها أن تصدر عن البرنامج على مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل معرفة ما لم يعرف بعد، خصوصاً لو كان الموضوع المطروح يتعلق بالمحرمات، أو الجرائم.

وتتجه بعض المحطات إلى البرامج المعربة من النسخات الأجنبية، يقلد بعضهم هذه البرامج بطريقة ضعيفة، ليمتنع المُشاهد عن متابعتها، كبرنامج الزواج والتعارف على الهواء، والجرأة التي تمتلكها المشاركات في السعي إلى جلب الحبيب أو الزوج، ما يسهم أيضاً في إثارة الجدل. من أبزر هذه البرامج، ما عُرض قبل سنوات بنسخة عربية على LBCI بعنوان "نقشت"، قدمه الممثل فؤاد يمين.

المساهمون