ما الجديد الذي ستقدّمه رشا شربتجي في "مربى العز"؟

21 أكتوبر 2022
تتعاون رشا شربتجي مرة أخرى مع الكاتب علي معين صالح (فيسبوك)
+ الخط -

يبدو أن المخرجة السورية رشا شربتجي قد قررت أن تستغل نجاح شراكتها مع الكاتب علي معين صالح، من خلال مسلسل "كسر عضم"، الذي عرض الموسم الرمضاني الماضي، محْدثاً ضجة إعلامية واسعة؛ فها هي تسعى إلى تقديم عمل آخر جديد، مع الكاتب نفسه.
ففي حين كان العمل الأخير لشربتجي من قالب الدراما الاجتماعية، التي تحمل نقداً سياسياً واجتماعياً لاذعاً في ظل ظروف الحرب التي تعيشها بلدها سورية، فإن العمل الجديد الذي تعكف شربتجي على البدء في تصويره، مختلف تماماً عن هذا النوع من الدراما، بل تعود به شربتجي إلى نمط أعمال البيئة الشامية، وهو مسلسل يحمل عنوان "مربى العز".
امتنعت المخرجة السورية، إلى جانب الكاتب على معين صالح، عن الدخول في صناعة جزء ثان من "كسر عضم". عزت ذلك إلى أن لديها مع الكاتب صالح أفكارا جديدة ومختلفة يمكن العمل عليها، وأن "كسر عضم"، مع شخصياته وروايته، وصل إلى الذروة الدرامية، وليس بحاجة إلى جزء ثان. غير أن الشركة المنتجة قرّرت المضي في صناعة جزء آخر من العمل، من دون الثنائي شربتجي وصالح.
لكن، يطرح إعلان شربتجي عن بدئها بتصوير المسلسل الشامي، "مربى العز"، عدداً من الأسئلة حول ماهية الجديد والمختلف الذي ستقدمه من خلال مسلسل من نمط بيئة شامية. وهذا النوع من الأعمال، مهما قدم صنّاعها شكلاً مختلفاً؛ فإن مضمونها بات كليشيه. معظمها أعمال مبنية على "الطوباوية" في القصة، ومجموعة تحارب شريرا أو أكثر، أو مجموعة أشرار يتم الانتصار عليهم في النهاية كحبكة.
ربما تكون مبررات شربتجي الذاتية في قبول الذهاب إلى صناعة عمل بيئة شامية، بعد تحقيق نجاح في عمل اجتماعي ناقد، يحمل أهدافاً مادية، لكون أعمال البيئة الشامية تعد سلعة رائجة بين القنوات العربية المعروفة، ولا سيما للعرض في الموسم الرمضاني المقبل، غير أن احتمالات أخرى قد تفضي إلى أن الجدل الذي أحدثه "كسر عضم"، وبعض المواضيع في القصة التي انتقدت السلطة في سورية والمتنفذين من حولها، سبب لها مشكلات، لا يمكن وصفها بمشكلات أمنية بشكل مباشر، وإنما ربما تؤخذ من باب التحذيرات، ولا سيما أن العمل تعرّض إلى انتقادات عديدة من قبل مسؤولين من السلطة والمقربين منها، بشكل مباشر أو غير مباشر.
عموماً، فإن كاميرا شربتجي تنتظر أن تدخل اللوكيشن قريباً لتصوير العمل الجديد، الذي أعلنت المخرجة نفسها عن بعض النجوم الذين انضموا إليه، من بينهم: عباس النوري، وأمل عرفة، ونادين تحسين بك، ومحمود نصر، وخالد القيش، وفادي صبيح، وغيرهم ينتظر انضمامهم إلى العمل، إضافة إلى بعض الوجوه الشابة، كحسن خليل، وأنس شربك، وإبراهيم شيخ، وآخرين.

وتدور أحداث "مربى العز" بين عامي 1910 و1919. ووصفته شربتجي بأنه يحكي قصصاً ترفّع من مكارم الأخلاق في صراع ضمني بين الخير والشر، فيما تقوم أساس القصة على محافظة أصحاب النفوس الكريمة على كبريائهم رغم الهزات التي يتعرضون إليها، فيما يبقى أصحاب الشمائل السيئة في مكانهم مهما بلغت رفعتهم المادية والاجتماعية المصطنعة.
الغريب، في هذا السياق، أن أحد الأسباب التي ساقتها شربتجي حول رفضها العمل على جزء جديد من "كسر عضم"، أنها لا تريد أن تتورّط في فخ التكرار من خلال جزء ثان. ما يضعها في مواجهة سؤال: ما الجديد الذي يمكن أن تقدمه في عمل ينتمي إلى ما يُعرف بدراما البيئة الشامية؟

المساهمون