دافع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن جيرار ديبارديو الأربعاء، مندداً بما اعتبره "استهدافاً جماعياً" يتعرّض له النجم السينمائي في أعقاب تقرير تلفزيوني صادم عن الممثل الذي أبدى ماكرون "إعجاباً كبيراً به".
وعارض ماكرون خطوة وزيرة الثقافة الفرنسية ريما عبد الملك التي أعلنت الجمعة أن "إجراءً تأديبياً" سيُطلق لاتخاذ قرار في شأن وسام جوقة الشرف الممنوح سابقاً للممثل جيرار ديبارديو الذي تستهدفه شكويان في فرنسا بتهمة الاغتصاب والاعتداء الجنسي.
ووُضع ديبارديو رهن التحقيق في إحداهما، بينما ينفي هو هذه الاتهامات. وقال ماكرون في مقابلة على قناة فرانس 5 التلفزيونية العامة: "ثمة أمر واحد لن أؤيده أبداً، وهو الاستهداف الجماعي. أنا أكره ذلك".
وأبدى "إعجاباً كبيراً بديبارديو"، واصفاً إياه بـ"الممثل العظيم". ولفت إلى أن ديبارديو "ساهم في الشهرة العالمية لفرنسا ومؤلفينا العظماء وشخصياتنا البارزة (...) إن فرنسا فخورة به".
وفي البرنامج نفسه الذي يحمل اسم "سيتافو"، أكدت ريما عبد الملك، الجمعة، أنّ ما ورد على لسان ديبارديو خلال وثائقي عرضته قناة فرانس 2 أوائل الشهر الحالي "مخزٍ لفرنسا".
وأثار تقرير عن الممثل عُرض أخيراً في البرنامج الاستقصائي "كومبليمان دانكيت"، عبر قناة فرانس 2 العامة، موجة من الصدمة والتنديدات الدولية. ويظهر ديبارديو، الذي يواجه منذ العام 2020 اتهامات بالاغتصاب نفاها باستمرار، متفوهاً بعبارات مسيئة للنساء خلال مخاطبة عدد منهنّ، ويعطي تلميحات جنسية تتناول حتى فتاة صغيرة تركب حصاناً.
واعتبر ماكرون أن عبد الملك "ذهبت بعيداً" من خلال تطرّقها إلى إجراء قد يجرّد الممثل من وسام جوقة الشرف. وأضاف: "أفهم أنّ ثمة جدلاً أُثير في شأن مقاطع من التقرير"، متطرقاً إلى التعليقات التي أدلت بها عائلة ديبارديو في رسالة نشرتها صحيفة جورنال دو ديمانش الفرنسية.
وقد ندد أفراد العائلة، وبينهم الممثلة جولي ديبارديو، بـ"مؤامرة غير مسبوقة" ضد النجم السينمائي الفرنسي، مشيرين إلى لقطات "مشبوهة" في التقرير.
وقال ماكرون إن وسام جوقة الشرف الذي منحه جاك شيراك عام 1996 لديبارديو "وسام أتمتّع بالكلمة الفصل بشأنه، ولا يُمنح لأسباب أخلاقية، ولا نجرّد الفنان منه استناداً إلى تقرير أو أي أمر مماثل"، مضيفاً أنه "لو كانت الأمور تسير على هذا النحو لكنّا جرّدنا فنانين كثراً منه".
وختم حديثه بالقول إنه "يمكن اتهام شخص ما، وقد يكون هناك ضحايا، لكنّ ثمة قرينة البراءة أيضاً".
من جهة ثانية، انتقد رئيس الحزب الاشتراكي أوليفييه فور، عبر شبكات التواصل، تصريح ماكرون، مذكّراً بأن الأخير كان قد صنّف "العنف ضد المرأة قضية رئيسية للولاية الرئاسية"، لكنّ "هذا الرئيس لا يؤمن بأي شيء يتحدث عنه مهما كانت المواضيع" التي يتطرق لها.
وقالت النائبة المدافعة عن البيئة، ساندرين روسو، إنّ "تصريح ماكرون عن ديبارديو يشكل مرة جديدة إهانة لحركة حرية التعبير الخاصة بضحايا العنف الجنسي". أما الناطقة باسم تكتل لي زيكولوجيست، صوفي بوسيير، فوصفت ماكرون، عبر صفحاتها في مواقع التواصل، بـ"المروج الرئيسي لثقافة الاغتصاب".
(فرانس برس)
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
