ماساو أداشي: "فيلمي يشهد الفراغ السياسي في اليابان"

26 يونيو 2023
ماساو أداشي: سجن رومية اللبناني في 21 فبراير 2000 (رمزي حيدر/فرانس برس)
+ الخط -

 

هذا غير حاصل في اليابان من قبل: فيلمٌ تبدأ عروضه التجارية في 27 سبتمبر/أيلول 2022، يُسْحب من الصالات بعد 6 أيام فقط. "ثورة زائد 1" فيلم سيرة يروي أشياء من سيرة تِتْسويا ياماغامي، قاتل شينزو آبي، الرئيس السابق للحكومة اليابانية، في 8 يوليو/تموز 2022، "لأنّه يلومه على ارتباطه بطائفة Moon، التي تُدمِّر عائلة هذا الرجل، فوالدته، المؤيدة لها منذ 30 عاماً، تُقدِّم لها (الطائفة) تبرّعات ضخمة"، كما يُذكر في تقارير صحافية مختلفة حينها (اسم الطائفة كاملاً: "اتحاد عائلات من أجل السلام العالمي والتوحيد").

في تصريح لـRfi (راديو فرنسا الدولي)، يقول ماساو أداشي (13 مايو/أيار 1939)، الذي يروي في فيلمه هذا (Revolution + 1) "تطواف" ياماغامي و"المحنة المزدوجة التي يُكابد وطأتها، والتلقين العقائدي والمديونية المفرطة"، إنّ المُثير لاهتمامه كامنٌ في فهم الدافع الذي يؤدّي به إلى هذا المطاف، وفي كيفية بلوغه مرتبةً متطرّفة من الشعور بأنه محاصر في إطار ما، إلى حدّ عدم قدرته على التراجع: "أسأل أيضاً: ما هذا المجتمع العاجز عن منع تجاوزات قاتلة كهذه؟" (3 أكتوبر/تشرين الأول 2022).

استعادة الموضوع منبثقةٌ من لقاء مع أداشي منشور في "دفاتر السينما" (مجلة سينمائية شهرية فرنسية) في عددها الأخير (يونيو/حزيران 2023)، يُجريه كليمان روجي في طوكيو (24 أكتوبر/تشرين الأول 2022)، مُقدّماً إياه بالقول إنّ المخرج لا يزال ممنوعاً من مغادرة البلد. أداشي صديق المخرج كوجي واكاماتْسو، الشيوعي والمناصر لمقاتلي حروب العصابات المسلّحة في سبعينيات القرن الـ20، قبل أنْ تتبدّل مواقفه تدريجياً، ويبدأ بانتقاد "الجيش الأحمر الياباني". أداشي مؤلّف البيانات المُصوّرة لهذا الجيش نفسه في فلسطين: "يباشر أداشي بتنفيذ المشروع غداة موت آبي، ويُصوّره في أسبوع واحد. إيقاع يُذكِّر بالسرعة شبه الصناعية، التي يعمل بها مع زميله وصديقه واكاماتْسو، بوضعهما (ما يُصوّرانه من) "هجائياتٍ" إيروتيكو سياسية، في فترة غليان ستينيات القرن الـ20، في العُلب".

يقول أداشي، ردّا على سؤال خاص بردّة فعله عند معرفته باغتيال آبي، "إنّ الناس، مع عودة آبي مجدّداً إلى رئاسة الحكومة، يُردّدون أنّ مناخاً سياسياً جديداً حاصلٌ، وأنّ اليابان ستُصبح مجدّداً الذراع اليُمنى للحكومة الأميركية". يقول إنّ الاغتيال فاضحٌ بشكلٍ ما أسراراً مخبّأة "تحت السجادة"، وإنّه، هو شخصياً، يتساءل عمّا يدفع رجلاً إلى قتل شينزو آبي، وهذا محرّض له على محاولته وضع نفسه مكانه: "هذا المجتمع يعاني. الشعور بانهيار العالم (متأتٍ من) تأثير العودة إلى المحافظة (Conservatisme)". يُشير أداشي إلى أن آبي يُجلّ جدّه، نوبوسوكي كيشي، الموقّع على معاهدة أمنية مع الأميركيين، "علماً أنّ الجميع ضدّها". بعد 60 عاماً، يمارس حفيده السياسة نفسها: "أنا غير مسامح أبداً واقع بيعهم بلدي، وهذا اليأس نفسه (يبدو أنّه) مُقيمٌ في قاتل آبي، رغم اختلاف الأجيال".

في الحوار كلامٌ كثير، يُنهيه ماساو أداشي بالقول إنّ اليابان فاقدةٌ كلّ عمقٍ: "أريد أنْ يشهد (ثورة زائد 1) هذا الفراغ السياسي".

المساهمون