ماريا ريسّا: الفيليبين ثبتّت أمراً بإغلاق موقع رابلر الإخباري

29 يونيو 2022
حازت ماريا ريسّا جائزة نوبل للسلام العام الماضي (فابريس كوفريني/فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت الصحافية الفيليبينية، ماريا ريسّا، الحائزة جائزة نوبل للسلام، أن حكومة بلادها ثبتت أمراً سابقاً بإغلاق الموقع الإخباري رابلر الذي شاركت في تأسيسه وسلطت تقاريره الضوء على حملة الرئيس رودريغو دوتيرتي الدامية ضد المخدرات.

جاء إعلان ريسّا خلال خطاب ألقته الثلاثاء في هاواي، وقالت: "أحد أسباب عدم حصولي على نوم كاف الليلة الماضية هو أننا تلقينا أمراً بالإغلاق".

ثبتت لجنة الأوراق المالية والبورصات الفيليبينية قرارها السابق بإلغاء شهادات تأسيس شركة رابلر. وأفادت ريسّا بأنها علمت بالأمر عبر محامي "رابلر"، وأكدت أنهم ينوون الاستئناف.  وقالت: "نحن لن نغلق أبوابنا. حسناً، ليس من المفترض أن أقول ذلك".

لم يذكر القرار على "رابلر" أو على موقع لجنة الأوراق المالية والبورصات الفيليبينية خلال ساعات العمل في البلاد، وفق ما أشارت وكالة أسوشييتد برس.

العام الماضي، أصبحت ريسّا أول فيليبينية وأول صحافية تفوز بجائزة نوبل للسلام منذ أكثر من 80 عاماً. وهي شاركت في تأسيس "رابلر" عام 2012. الموقع واحد من وكالات إخبارية معدودة تنتقد سياسات دوتيرتي. ريسا دينت سابقاً بالتشهير، وظلت حرة بموجب كفالة أثناء استئناف القضية.

منذ توليه منصبه عام 2016، انتقد دوتيرتي علناً الصحافيين الذين يكتبون تقارير تنتقده. وشعر بالانزعاج بشكل خاص من التغطية التي رافقت حملته لمكافحة المخدرات التي أثارت إدانة دولية، بعدما خلفت آلاف القتلى ومعظمهم فقراء مشتبه بهم.

الرئيس المنتخب فرديناند ماركوس جونيور، ونائبة الرئيس المنتخب سارة دوتيرتي - ابنة دوتيرتي - يتوليان منصبهما الخميس، بعد فوزهما بأغلبية ساحقة في الانتخابات التي جرت الشهر الماضي. قبل الانتخابات، رجحت ريسّا فوز فرديناند ماركوس جونيور، وأشارت في مقابلة مع وكالة فرانس إلى أنه يرفض المشاركة في أي مناظرات ويتجنب الرد على أسئلة الصحافيين، وبالتالي يبدو وكأنه يتبع نهج سياسيين آخرين مثل الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو المثير للجدل.

وأضافت حينها: "هذه هي مشكلة مواقع التواصل الاجتماعي: لقد ساهمت في ازدهار الحملات الدعائية، وسمحت حرفياً لشخصيات عامة، مثل ماركوس أو بولسونارو، بخلق واقعها البديل، عبر التحايل على آليات القوة المضادة" لوسائل الإعلام، مشددة على أن هذا الأمر "ليس بالجيد". في مواجهة هذه التحديات "أصبحت مهمة الصحافة اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى"، وفق ما قالته.

وكانت قد وصفت وضع مهنة الصحافة بـ"القاتم"، في عالم تهيمن عليه مواقع التواصل الاجتماعي التي تطلق حملات دعائية وحقائق بديلة وإعادة كتابة للتاريخ. وأشارت الصحافية الفيليبينية التي تقاسمت جائزة نوبل مع زميلها الروسي دميتري موراتوف إلى أن الوضع في بلدها خير دليل على ذلك.

وإذا كان نيل جائزة نوبل أثار "ارتياحاً"، لأنه أظهر أن اللجنة أدركت فعلاً مدى صعوبة مهمة الصحافيين وأن "المخاطر عليهم قد زادت"، لكن ذلك لم يحل دون تعرض ريسّا لملاحقات قضائية. وأوضحت أنه على العكس "سُرعت". ورأت أن من غير العادل "الطلب من الصحافيين القيام بكل هذه التضحيات"، وحثت الحكومات والمجتمع الدولي على تولي زمام الأمور وتنظيم هذه التقنيات التي قلبت مجتمع المعلومات رأساً على عقب. وأكدت قائلة: "نحن بحاجة إلى ضوابط حتى نتمكن من القيام بعملنا".

في الأثناء، "ليس أمام الصحافيين من خيار" وعليهم الاستمرار في الدفاع عن الديمقراطية بأفضل طريقة ممكنة"، وفقاً لريسّا التي ختمت بالقول: "نحاول وقف هذا التوجه بوسائلنا المحدودة، على أمل أن يدعمنا المجتمع في هذه المهمة".

المساهمون