في 21 إبريل/نيسان الماضي، بلغت الملكة إليزابيث الثانية، صاحبة أطول فترة حكم في التاريخ، الـ 96 عاماً. شهدت الملكة محطّات ولحظات تاريخية مذهلة، منذ تتويجها عام 1953. لكن مع ازدياد التساؤلات حول سرّ الحياة المديدة للملكة، يكشف الطاهي السابق لها، دارين ماكغرادي، أسلوب حياتها الصحي، ويتحدّث عن عادات تناول الطعام الخاص بصاحبة الجلالة.
يقول ماكغرادي إنّ الملكة تميل إلى تفضيل نظام غذائي بسيط للحفاظ على لياقتها عندما تكون في المنزل. مع ذلك، يؤكّد أنها تتناول البرغر من وقت إلى آخر، لكنّها لم تأكل البيتزا على الإطلاق. يوضح ماكغرادي الذي عمل طاهياً شخصياً في قصر باكنغهام، بين عامي 1982 و1993، أن الملكة تفضل تناول البرغر من دون الخبز، حتى تتمكن من الاستمتاع بالوجبة بالسكين والشوكة. ويلفت إلى أنّ نشأة صاحبة الجلالة في العصر الفيكتوري تملي أن الشيء الوحيد الذي يمكن أن تمسكه بأصابعك هو كوب الشاي.
كما أنّ قوائم الطعام في قصر باكنغهام فرنسية تقليدية للغاية، وفق ما ذكر موقع "إنسَيدر". ويؤكد ماكغرادي أنّه لم يبدأ بطهي البيتزا حتى انتقل إلى قصر كينسينغتون. هناك، أعدّ هذه الوجبة للأميرة الراحلة ديانا وعائلتها. ويتذكر قائلاً لموقع "ماي لندن": "كنت أصنع البيتزا طوال الوقت من أجل ويليام".
ووفقاً لصحيفة تيليغراف البريطانية، يبدأ يوم الملكة عند السابعة والنصف صباحاً، حين تتناول الشاي والبسكويت في غرفة نومها. وبعد الاستحمام في الصباح وارتداء ملابسها، تتناول الإفطار في غرفة الطعام الخاصة بها، عند الثامنة والنصف صباحاً. يتضمن الإفطار حبوب الذرة المقرمشة وفاكهة. وعندما لا تتناول الحبوب والفاكهة المعتادة، تختار أحياناً الخبز المحمص والمربى. وفي بعض الأحيان، تستمتع بالبيض المخفوق مع السلمون المدخن والكمأة المبشورة.
مع ذلك، يقول ماكغرادي إنّها "اقتصادية" للغاية، إذ لا يمكنها طلب الكمأة لنفسها بانتظام، وتستمتع بها فقط في عيد الميلاد عندما تحظى بها كهدية. وهي تفضل أيضاً البيض البني، لأنها تعتقد أن مذاقه أفضل.
يعتبر شاي فترة ما بعد الظهيرة عنصراً أساسياً يومياً، وغالبًا ما يأتي مع كعكة بسكويت الشوكولاتة المفضلة لدى الملكة. كذلك، تُقدّم شطائر الأصابع مع الحشوات، مثل التونة والخيار والسلمون المدخن والبيض والمايونيز أو لحم الخنزير والخردل، بالإضافة إلى شطائر مربى التوت المقطعة إلى دوائر بحجم البنس الإنكليزي.
تستمتع إليزابيت الثانية بمشروب الجِن والدوبونيت (فاتح للشهية قائم على النبيذ الحلو)، مع شريحة من الليمون وكثير من الثلج، قبل أن يحين موعد الغداء الذي يُقدّم عادة عند الواحدة بعد الظهر، وفقاً لموقع ذي إندبندنت. والغداء هو عادة وجبة من الأسماك والخضروات، مثل السبانخ أو الكوسا، أو ببساطة الدجاج المشوي مع السلطة.
ووفق موقع "باستل"، تشرب الملكة كأساً من المارتيني قبل العشاء، وكأساً من الشمبانيا مساء. يتكون العشاء عادة من شرائح اللحم البقري، أو لحم الغزال أو السلمون، من المزارع في ساندرينغهام وبالمورال. وتُطبخ شرائح اللحم جيدًا، وتقدم مع صلصة الفطر والقشدة والويسكي.
بالنسبة للحلوى، تستمتع الملكة بالفواكه المزروعة محلياً، مثل الفراولة أو الخوخ الأبيض المزروع في جنبات قلعة وندسور، تليها كأس من الشمبانيا الجافة.
كان لدى الملكة 20 طاهياً في المطبخ الملكي، في الوقت الذي كان ماكغرادي يعمل فيه. وسابقاً، كان رئيس الطهاة يقدم للملكة قائمة الطعام مرتين في الأسبوع، وبعد ذلك يمكنها اختيار وجبات الطعام. والوجبة الأكثر شعبية في الأسبوع كانت دائما السمك والبطاطس المقلية يوم الجمعة.
يلفت ماكغرادي إلى أن الملكة لم تقل مباشرة قط إنها لم تستمتع بتناول وجبة ما، لكنّها كانت تترك رسالة في دفتر ملاحظات الموظفين. ويوضح: "كان لديها كتاب صغير على مكتبها، إذ كانت تضع ملاحظة هناك تقول لا أريد هذا مرة أخرى، أو أي شيء من هذا القبيل".
لا تستمتع الملكة بالنكهات القوية، مثل الثوم والبصل. يقول ماكغرادي: "الملكة لا تحب الثوم. لا يمكننا استخدامه في قصر باكنغهام". كان هذا الأمر ينطبق على الأمير فيليب، في حال كان يتناول العشاء مع زوجته. يقول ماكغرادي: "الملكة تأكل لتعيش، بينما يعيش الأمير فيليب ليأكل".
يقول الطاهي عن الأمير فيليب: "يحب الكاري مع كثير من الثوم والتوابل، إنه عاشق حقيقي للطعام. لكن لا يمكننا أبداً طهو طبقين، لذلك كان الأمر دائماً يعود إلى خيار الملكة". ويوضح: "تتجنب العائلة المالكة تناول المحار واللحوم النادرة أثناء الزيارات أو الجولات الملكية. وهي الأوقات التي لا تستطيع فيها الأسرة أن تتعطل بسبب حالات التسمّم الغذائي". ويؤكد كبير الخدم الملكي السابق، غرانت هارولد، أن هذه القاعدة منطقية عندما يكون أفراد العائلة المالكة في الخدمة.