- الصحافيون المصابون رفضوا ادعاءات وجود مسلحين بالمستشفى، مواجهين صعوبات في استبدال المعدات المدمرة والحصول على معدات حماية في غزة.
- تزايد خطورة الوضع في غزة مع استمرار الحرب للشهر السابع، مما أسفر عن استشهاد 140 من العاملين بالمجال الإعلامي وإصابة العشرات، واضطرار الصحافيين للعمل من المستشفيات بسبب تدمير مكاتبهم ومنازلهم.
دعت لجنة حماية الصحافيين، أمس الخميس، إلى إجراء تحقيق مستقل في العدوان الإسرائيلي على مستشفى شهداء الأقصى، والذي أدى إلى إصابة ثمانية صحافيين فلسطينيين على الأقل أثناء عملهم.
وقال مدير برنامج لجنة حماية الصحافيين، كارلوس مارتينيز دي لا سيرنا، في نيويورك: "يجب إجراء تحقيق مستقل في الهجوم الذي شنّته إسرائيل في 31 مارس/ آذار على مجمع مستشفى كان يلجأ إليه الصحافيون ويعملون فيه". وأضاف: "في ظل التدمير الإسرائيلي للمكاتب الإعلامية، يلجأ الصحافيون بشكل متزايد إلى المستشفيات كأماكن لنقل الأخبار وإعادة التجمع، ولكن الهجوم على مستشفى شهداء الأقصى، والهجوم على مستشفى الشفاء في 18 مارس/آذار، حيث واجه الصحافيون الاعتداءات والاعتقال، جعلا حتى المستشفيات غير آمنة للصحافة، بالإضافة إلى الأطباء والمرضى وغيرهم من المدنيين. لقد أدت الاعتداءات على المستشفيات إلى تقليل عدد الأماكن التي يمكن للصحافيين العمل فيها بأمان".
والصحافيون الذين أصيبوا في 31 مارس هم: المصور الصحافي المستقل علي حمد الذي أصيب في ظهره بشظايا صاروخ، والمصور الصحافي المستقل سعيد جارس الذي أصيبت ركبته بشظية، والمصور الصحافي المستقل نعمان إشتيوي الذي أصيب بجروح طفيفة في الوجه، ومصور "زين ميديا" محمد أبو دحروج الذي أصيب بجراح خطيرة في ساقه، والمصور الصحافي نافذ أبو لبدة الذي أصيب في ساقه، ومصور "الأقصى" إبراهيم لباد الذي أصيب بجراح في ساقه، ومصور "الجزيرة" حازم مزيد الذي أصيب في ساقه، والمصور الصحافي المستقل مجدي قراقع الذي أصيب ولم تحدد لجنة حماية الصحافيين طبيعة إصابته.
ونفى أبو دحروج ومزيد ومراسل التلفزيون العربي باسل خلف الذي شهد العدوان لكنه لم يصب بأذى، لـ"لجنة حماية الصحافيين"، المزاعم الإسرائيلية، وأكدوا أنهم لم يروا أي أفراد مسلحين داخل المستشفى أو بالقرب من الخيام.
وقال مزيد، لـ"لجنة حماية الصحافيين"، إن العديد من معدات الصحافيين دمرت، بما في ذلك الكاميرات وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف المحمولة، وهي أشياء يصعب استبدالها حالياً في غزة. وأضاف أنه يكاد يكون من المستحيل العثور على معدات الحماية الشخصية، مثل السترات الصحافية.
وأوضح خلف ورجاء صالحة، ممثلا نقابة الصحافيين الفلسطينيين وسط غزة، لـ"لجنة حماية الصحافيين"، أنه مع تدمير المكاتب الإعلامية ومنازل الصحافيين وانقطاع الاتصالات، يلجأ المزيد والمزيد من الصحافيين إلى المستشفيات كأماكن يمكن أن يجدوا فيها المأوى والكهرباء من أجل إعداد تقاريرهم.
مع اقتراب حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة من دخول شهرها السابع، مخلفة عشرات آلاف الشهداء والجرحى، يعيش الصحافيون الفلسطينيون في غزة واقعاً هو الأشد والأصعب مقارنة بالحروب السابقة. فمنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، استشهد 140 صحافياً وعاملاً في المجال الإعلامي، عدا عن إصابة العشرات بجراح نتيجة لعمليات الاستهداف والقصف العشوائي الذي طاول مختلف مناطق القطاع.
وقد أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أخيراً عن استشهاد كل من الصحافيين محمد السيد أبو سخيل، وهو مذيع ومحرر في إذاعة صوت القدس، وطارق السيد أبو سخيل، وهو محرر رقمي في الإذاعة نفسها، وذلك "خلال جريمة اقتحام مجمع مستشفى الشفاء الطبي". وكان المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أفاد بأن الجيش الإسرائيلي قتل واعتقل 700 فلسطيني في مجمع الشفاء الطبي ومحيطه على مدار أسبوعين من توغله.
ومع اجتياح مستشفى الشفاء، ألقى الاحتلال القبض على عدد من الصحافيين، بينهم المتعاون مع التلفزيون العربي محمد عرب، ومجموعة غير محددة من المراسلين والمصورين، ولم يعلن حتى الساعة مكان اعتقالهم.