تحوّل المؤتمر الصحافي الذي عقدته إدارة مهرجان جرش للثقافة والفنون من أجل الإعلان عن برنامج الدورة السادسة والثلاثين، والتي ستقام خلال الفترة ما بين 28 يوليو/تموز و6 آب/أغسطس المقبل، إلى جلسة مساءلة علنية من الصحافيين لإدارة المهرجان.
وساد هرج ومرج في قاعة المؤتمر، الذي تحدّثت فيه وزيرة الثقافة ورئيسة اللجنة العليا للمهرجان هيفاء النجار، بسبب انتقائية المدير التنفيذي مازن قعوار في طريقة الردّ على الأسئلة، إذ اعتبر الصحافيون أنّ قعوار يراوغ في إجاباته ولا يقدّم معلومات شافية.
وتساءل الصحافيون عن سبب السماح بإقامة مهرجانات موازية لفنانين جماهيريين مثل كاظم الساهر وحسين الجسمي بالتزامن مع فعاليات مهرجان جرش، واعتبروا الأمر بمثابة تهديد للمهرجان الذي يتعرّض لهجمات إعلامية سنوية، وهو الأمر الذي برّرته وزيرة الثقافة، بأنّ إقامة أيّ حفلات موازية لـ"جرش" تدعم السياحة الأردنية وترضي أذواق الجمهور الأردني والسياح العرب والمغتربين، كما أكّدت أنّ الدعم الحكومي للمهرجان سيستمر، ولن يتمّ التخلي عنه.
كما نفت النجار، في سياق إجاباتها على معظم الأسئلة، ما تمّ تداوله في وسائل الإعلام المحليّة عن إقصاء متعمّد للفنان الأردني عمر العبد اللات واستبعاده من المشاركة في دورة هذا العام، وقالت: "أعتذر بصفتي الشخصية والوظيفية من الفنان عمر العبد اللات، فهو قيمة وقامة فنية أردنية نعتزّ بها ونقدّرها، وما حدث ليس أكثر من سوء تنسيق وتواصل معه، وسيكون للعبد اللات حضور سيجري التحضير له وفق ما يليق بقيمة المهرجان والفنان معاً".
ولفتت النجار النظر إلى أنّ الأوضاع الاقتصادية انعكست بدورها على ميزانية المهرجان، وبالتالي على عملية التعاقد مع الفنانين العرب المشاركين، مؤكّدة أنّ اختيار الفنانين يجمع بين أصحاب الخبرة والشباب.
أمّا حول الوثائق الرسمية التي تسربت لوسائل الإعلام، وتحديداً حول عقد المدير التنفيذي للمهرجان مازن قعوار، فقالت النجار إنّ اللجنة العليا للمهرجانات راجعت كلّ الوثائق، وقامت بإجراء مراسلات رسمية مع مؤسسة الضمان الاجتماعي، للتحقّق ممّا جرى تداوله إعلاميا. وأضافت: "لا يوجد أيّ خطأ متعلّق بقانونية وضع المدير التنفيذي، ولذلك بقي على رأس عمله كما هو مقرر".
نجوم المسرح الجنوبي
بدا لافتاً خلو برنامج المهرجان المطبوع الذي وزّع على الإعلاميين، من أسماء الفنانين الأردنيين المشاركين في المهرجان، وهو الأمر الذي فسّره نقيب الفنانين الأردنيين، محمد يوسف العبادي، بقوله: "تمّ الاتفاق مع جميع الفنانين الأردنيين من خلال النقابة، وسيتم تزويد وسائل الإعلام بمواعيد حفلاتهم في القريب العاجل، وإنّ عدم ورود الأسماء في البرنامج يعود إلى عددهم الكبير والتمهل في عملية توزيعهم على مسارح المهرجان المختلفة".
وأضاف: "كلّ الفنانين الأردنيين سيشاركون في المهرجان، إلّا من قدّم اعتذاراً رسميًاً نظراً لارتباطه بمواعيد مسبقة".
وجاء برنامج نجوم الغناء العربي على النحو التالي:
الخميس 28 يوليو: عاصي الحلاني.
الجمعة 29 يوليو: مروان خوري.
السبت 30 يوليو: دلال أبو آمنة.
الأحد 31 يوليو: ماجد الرسلاني.
الاثنين 1 أغسطس: محمود التركي.
الثلاثاء 2 أغسطس: نقابة الفنانين الأردنيين.
الأربعاء 3 أغسطس: ليلة من الفلكلور الشركسي.
الخميس 4 أغسطس: زياد برجي.
الجمعة 5 أغسطس: تامر حسني.
السبت 6 أغسطس: رابح صقر.
"نوّرت ليالينا"
خلال المؤتمر، خلص قعوار إلى أنّ برنامج "جرش" هذا العام يحتوي على زخم كبير من الفعاليات التي تبلغ نحو 250 فعالية فنية وثقافية وحرفية، يشارك فيها 1500 مثقف وفنان وفنانة من الأردن والدول العربية ودول العالم، إضافةً إلى 25 عرضاً لـ25 فرقة فنية مختلفة ستقام على الساحة الرئيسية التي تمثّل "قلب المهرجان".
وتحت شعار "نوّرت ليالينا"، تبدأ فعاليات البرامج الثقافية والفنية المختلفة في المدرجات والساحات والمسارح، معلنة انطلاق الفرح في جنبات المدينة الأثرية خلال الفترة بين 28 يوليو/تموز إلى 6 أغسطس/آب المقبل، وفق رؤية جديدة تكرّس الفرح في فضاءاته.
وأكّد قعوار أنّ المهرجان يمثّل رسالةً ثقافيةً وطنيةً نسعى إلى ترسيخها من خلال نوعية المشاركة واتساعها وتنوّعها محلياً وعربياً وعالمياً، مبيّناً أنّه تمّ منح جائزة المهرجان السنوية للشاعر زياد العناني، وإطلاق اسم القاص فخري قعوار على ملتقى القصة الذي سيقام في مقر رابطة الكتاب الأردنيين.
وتشتمل الساحة الرئيسية على برنامج فنّي كبير صمّم بالتعاون مع نقابة الفنانين الأردنيين، بمشاركة أكثر من 500 فنان ومثقف وحرفي أردني، علاوةً على مشاركة نحو 80 فرقة فنية وفلكلورية محلية وعربية وأجنبية، من المملكة العربية السعودية، دولة قطر، مملكة البحرين، سلطنة عمان، دولة الكويت، دولة الإمارات العربية المتحدة، جمهورية مصر العربية، الجمهورية اليمنية، دولة فلسطين، الجمهورية اللبنانية، الجمهورية العربية السورية، جمهورية العراق، المملكة المغربية، جمهورية الجزائر، الجمهورية التونسية، الولايات المتحدة المكسيكية، جمهورية كوريا الجنوبية، الهند، والسويد.
ونظراً لأهميّة الفرق الفنية الشعبية ودورها في صناعة الفرح وإشاعة أجواء من المحبة، ولقدرتها على استقطاب العائلة الأردنية وأهميتها في إظهار التنوع الثقافي، جرى اختيار العديد من هذه الفرق للمشاركة على الساحة الرئيسية، وفي شارع الأعمدة، وعلى المدرج الشمالي والجنوبي.
ولأنّ الفنان الأردني ركيزة أساسية في هذا المهرجان، فقد تميّزت هذه الدورة بتخصيص ربع موازنتها (250 ألف دينار) للفنان الأردني، ومن خلال نقابة الفنانين الأردنيين التي تعتبرها إدارة المهرجان المظلّة الوحيدة للفنانين الأردنيين على اختلاف مهنهم. إضافةً إلى تقديم كلّ ما يمكن لإنجاح حفلاتهم وإظهار الفنان الأردني بصورة تليق به وبمنجزه الإبداعي، وفي مختلف الحقول، لذلك حرصت إدارة المهرجان على تطوير هذه الشراكة التي تتيح مشاركة واسعة للفنان الأردني.
برنامج مواز
وأعلن قعوار منح جائزة خاصة لأفضل ديوان شعري لهذا العام، وإقامة مؤتمر نقدي عربي تحت عنوان: "أثر التكنولوجيا في التلقي ما بين القصيدة واللوحة" على مدار يومين، وإقامة سومبوزيوم لرابطة التشكيليين الأردنيين، إضافة إلى برنامج اتحاد الكتاب الأدباء الأردنيين والبرنامج الثقافي للمجتمع المحلي والهيئات الثقافية في المدينة.
وأشار قعوار إلى أنّ البرنامج الذي تشرف عليه اللجنة الثقافية برئاسة أمين عام وزارة الثقافة، الأديب هزاع البراري، يشارك فيه نحو 15 شاعراً وشاعرةً عربية، وأكثر من 40 شاعراً وشاعرةً أردنية، إضافة إلى أكثر من 15 قاصا، فضلاً عن برنامج الاتحاد الذي يشارك فيه نحو 70 فناناً. إضافة إلى أكثر من 40 فناناً تشكيلياً من رابطة التشكيليين الأردنيين. كما لفت النظر إلى أهمية الشراكات المتجذّرة مع الهيئات الثقافية النوعية، منها: رابطة الكتاب الأردنيين واتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين ورابطة التشكيليين والمجتمع المحلي.
ولتسهيل مهمة الراغبين في حضور فعاليات المهرجان في المدينة الأثريّة، جرى تخصیص نقاط لانطلاق الحافلات من الدوار السابع والعبدلي.
وأضاف قعوار أنّه سيتم توفير نقل من خلال حافلات خاصة عبر برنامج هيئة تنشيط السياحة "أردننا جنة" للذين يرغبون في الذهاب إلى المهرجان، وبأنّ البطاقات صارت متوافرةً للشراء على الموقع الإلكتروني للمهرجان. علماً أن غالبية الفعاليات ستكون مجانية، من عدا المسرح الجنوبي، وبعض فعاليات المسرح الشمالي.
وفي إطار المسؤولية الاجتماعية التي توليها إدارة المهرجان جلّ اهتمامها، أُنجزت مجموعة فعاليات، منها تنظيم حفل خاص لفرقة فوزي موزي، في مركز الحسين للسرطان للأطفال وذويهم.
وجرى تخصيص خيمة لعرض منتوجات مراكز الإصلاح والتأهيل في شارع الأعمدة، حيث تمّ التعاقد مع المركز لتصنيع عددٍ من الدروع للمهرجان.
وأدرج أيضاً برنامج الملتقى التشكيلي الذي يحمل عنوان "عبق اللون"، والذي يُعنى بالأطفال المكفوفين ممّن لديهم شغف بالرسم ضمن فعاليات هذا العام، وهو مشروع ريادي يستحق الدعم.
وأشار قعوار إلى أنّ المهرجان أعاد هذا العام مشروع "بشاير جرش" الذي يتوجه إلى المبدعين الشباب، والذي قدم هذا العام أوسع مشاركة في تاريخه لأكثر من 125 شابا وشابة من المبدعين في الغناء، والمسرح، والموسيقى، والشعر، والقصة، وصناعة أفلام الموبايل.
وعلى صعيد الصناعات الثقافية، أكّد قعوار تركيز الدورة الحالية للمهرجان على المجتمع المحلي، للإسهام بشكل عام في التنمية من خلال تطوير الصناعات الثقافية لتكون ظاهرة وطنيّة تبرز التنوّع الثقافي في الأردن وعلى مساحات المهرجان، وتوفير شروط تسويقها. والتعاون والمشاركة مع بلدية جرش وأجهزتها ولجانها التنظيمية من أجل تحقيق هذا الهدف.