لويس عوض... آخر فرسان الزمان

16 اغسطس 2021
تكثفت الحملات ضد لويس عوض للنيل منه معنوياً (فيسبوك)
+ الخط -

لا شك أن لويس عوض قيمة وقامة فكرية لا يختلف عليها اثنان، ليس في مصر وحدها وإنما في العالم العربي بأكمله.

ولكن هذا المفكر، والمثقف، والأستاذ الكبير الذي تتلمذت على يديه أجيال متلاحقة من طلاب العلم، ليثروا الحياة العلمية لمصرنا الحبيبة... هذا الجهبذ تعرض لظلم شديد وقمع وإقصاء وتهميش.

فقد كان لويس عوض في فترة ما قبل حركة 23 يوليو منضماً إلى الحزب الشيوعي، ولكنه انسحب منه، بعد قيام حركة يوليو.

من نكد الطالع، طاول لويس عوض الاعتقال بعد حملة الانتخابات الشهيرة للشيوعيين في عهد عبد الناصر. تعرض في المعتقل للكثير من الإهانات، والتعذيب، دونما ذنب اقترفه.

عندما أُفرج عنه، بدأ معركة من نوع آخر. علنا نقول إن معركته بعد الخروج من المعتقل كانت، أشد بأساً وأشرس.

آداب وفنون
التحديثات الحية

تكثفت الحملات ضده هادفة للنيل منه معنوياً، من خلال محاربة ممنهجة ضد نتاجه الفكري والثقافي بوجه عام. شككت الحملات بنواياه ناعتة إياه بأقذع النعوت، التي وصلت إلى حد الاتهام بالعمالة والخيانة.

مع شديد الأسف اشتركت كل الأطياف في هذا الاغتيال المعنوي. لا شك أن لويس عوض، واجه كل هذه الترهات، والإفتراءات بقلب فارس نبيل، لا يخشى لومة لائم، متسلحاً بعلمه العميق وثقافته الموسوعية الكبيرة.

لعل من ضمن المعارك الكبرى التى خاضها لويس وتعرض لسهام الحقد والتشكيك هو منتجه المهم "مقدمة في فقة اللغة العربية" حيث قامت الدنيا ولم تقعد، لأنه بجرأة الباحث طرح فرضية عدم أبدية اللغة العربية.

اعتبر عوض أن اللغة العربية فرع من شجرة كبيرة لأصول لغات كانت سائدة في المنطقة.

أثار هذا البحث العلمي حفيظة رجال الدين ومعهم رجال الفكر التقليدي، لينهالوا على منتجه العلمي، ويمزقوه إرباً ويسفهوه ويقللوا من شأنه.

غضب منه المسيحيون أيضاً، لأنه دافع عن المعلم يعقوب، بالأدلة والمستندات التاريخية، وهو المشاع عنه أنه وقف مع حملة نابليون الفرنسية ضد بني وطنه من المصريين.

لم يسلم لويس عوض من حملات تضييق الرزق عليه ومحاصرته وتهميشه ثقافياً. ولكنه  لم يتخل إطلاقًاعن تناول وترسيخ أفكاره ومبادئه، فحقت عليه مقولة " آخر فرسان هذا الزمان".

المساهمون