لوحة غامضة المصدر لكليمت بيعت بـ32 مليون دولار في مزاد

24 ابريل 2024
لوحة "بورتريه الآنسة ليسر" معروضة في دار إم كينسكي، إبريل 2024 (يوتيوب)
+ الخط -
اظهر الملخص
- لوحة "بورتريه الآنسة ليسر" لغوستاف كليمت بيعت بـ30 مليون يورو في فيينا، مسجلة رقماً قياسياً لمزاد في النمسا وأثارت ضجة بعد عرضها دوليًا.
- اللوحة تصور امرأة من عائلة ليسر الثرية وتحيط بها الأسئلة حول هوية المرأة المرسومة، مما يزيد من الغموض والفضول حول العمل.
- تم التوصل إلى اتفاق ودي مع أحفاد عائلة ليسر لبيع اللوحة، مما يسلط الضوء على التحديات القانونية والأخلاقية المتعلقة بملكية الأعمال الفنية الثمينة.

بيعت لقاء 30 مليون يورو (32 مليون دولار)، في مزاد اليوم الأربعاء في فيينا، لوحة "بورتريه الآنسة ليسر" للرسام الشهير غوستاف كليمت، التي ظهرت بعد أن ظلت مفقودة مائة عام. ويشكّل هذا المبلغ رقماً قياسياً لمزاد في النمسا رغم الغموض في شأن مصدرها. وخمّنت دار إم كينسكي سعر اللوحة بما بين 30 و50 مليون يورو (32 و53.4 مليون دولار)، لكنّها بيعت في نهاية المطاف بالسعر التقديري الأدنى، أي أقلّ بكثير من السعر الذي بيعت به لوحة أخرى لكليمت في لندن في يونيو/حزيران 2023، وهو 86 مليون يورو (92 مليون دولار).

لكنّ السعر الذي بيعت به اللوحة الأربعاء لا يقلل من شأن هذا المزاد الذي وصفته رئيسة قسم الفن الحديث في دار إم كينسكي، كلوديا مورث غاسر، بأنه "تاريخي"، إذ "لم يسبق أن طُرح للبيع أي عمل مماثل في البلد الذي يتحدر منه الرسام". وأضافت: "لم يتوقع أحد أنّ لوحة تحمل أهمية كبيرة ومفقودة منذ مائة عام ستعاود الظهور"، في حين يعود آخر رقم قياسي لعمل نمساوي إلى لوحة فلمنكية بيعت عام 2010 لقاء سبعة ملايين يورو فقط.

وأثارت اللوحة المُستعادة وغير الموقّعة ضجة كبيرة، خصوصاً أنها كانت محفوظة جيداً وبقيت في الأراضي النمساوية. ومنذ أن كُشِف النقاب عنها في يناير/ كانون الثاني، سارع المهتمّون للاطلاع عليها ضمن معارض أقيمت في سويسرا وألمانيا وبريطانيا وهونغ كونغ، قبل طرحها في المزاد. وعُرضت بطبيعة الحال في النمسا داخل قصر باروكي مذهل، محاطة برسوم تخطيطية أوّلية لكليمت وأعمال أخرى لفنانين معاصرين من أمثال إيغون شيله، مطروحة للبيع أيضاً ضمن المزاد الذي انطلق عند الساعة الخامسة مساءً بالتوقيت المحلي (15,00 بتوقيت غرينتش).

لوحة امرأة غامضة الهوية

تمثل اللوحة التي تعود إلى عام 1917 ولم يكتمل إنجازها امرأة شابة سمراء ذات ملامح واضحة، ترتدي سترة مطبّعة بالورود على خلفية حمراء. وقد توفي الرسام في العام التالي، في حين لا يزال الغموض الذي تناولته الصحافة المتخصصة بشكل كبير يحيط بهوية المرأة الظاهرة في العمل.

من هي هذه الشابة النمساوية المتحدرة من الطبقة البرجوازية الغنية، والتي زارت تسع مرات مشغل رسام عبقري كان محبوباً في عصره؟ الأمر المؤكد الوحيد هو أنّها تتحدر من عائلة ليسر، وهي عائلة يهودية كبيرة من الصناعيين، لكن هل هي هيلين أو أنّي، إحدى ابنتَي هنرييت ليسر، الثرية المطلّقة التي كانت رائدة في مسألة تمكين المرأة؟ أم إنها مارغريتيه، نجلة صهرها أدولف، بحسب ما ورد في أول كتالوغ كامل لأعمال كليمت الذي أنجز في ستينيات القرن الفائت؟

وتشكل الصورة الوحيدة المعروفة للوحة حتى الآن، والتي ربما التقطت عام 1925 ضمن معرض، مؤشراً إلى أن اللوحة كانت مملوكة لليلي ليسر في ذلك العام. وتوضح صحيفة دير ستاندارد اليومية، التي تستند إلى مراسلات مؤرشفة في متحف نمساوي، أنّ ليلي أعطت اللوحة لأحد موظفيها قبل وفاتها عام 1943. وعاودت اللوحة الظهور مع تاجر نازي قبل أن ترثها ابنته ثم أقاربه البعيدون.

إلا أنّ كينسكي، المتخصصة في إجراءات استعادة الممتلكات، ترى أنّ هذه الرواية هي مجرد "فرضية من مجموعة فرضيات قائمة". وبعد الحرب، لم يطالب أحد من أحفاد ليسر الثلاثة الذين نجوا باللوحة، رغم مطالبتهم بأغراض أخرى. وتشرح كلوديا مورث غاسر، لوكالة فرانس برس أنّ ربّ عملها تلقّى قبل عامين اتصالاً من مالكي اللوحة لاستشارته من الناحية القانونية، من دون أن يذكروا هوياتهم.

وأبلغت دار إم كينسكي مَن يملكون حقوق اللوحة من عائلة ليسر، والذين يقيمون في الولايات المتحدة، فسافر بعضهم لمعاينة اللوحة، قبل توقيع عقد مع مالكيها يزيل العوائق التي تحول دون بيعها. ولم يتسرّب أي تفصيل بشأن شروط هذه الاتفاقية الودية التي ينتقدها عدد من الخبراء باعتبارها تمّت بشكل سريع جداً، على الرغم من الريبة المحيطة بمصير عمل ذي قيمة كبيرة.

وتقول رئيسة قسم الأرشيف في متحف بلفيدير الذي يضم لوحة "قبلة" الشهيرة لكليمت، مونيكا ماير: "لم نتمكن حتى اليوم من التوصّل إلى معلومات دقيقة بشأن مصدرها، ويتعيّن تخصيص وقت مناسب لإجراء دراسة أكثر تعمّقاً". ولم تُعرَض اللوحة في الولايات المتحدة، خشية أن يصادرها القضاء في حال النزاع عليها، كالأعمال التي يُشتبه في أنها منهوبة.

(فرانس برس)

المساهمون