لماذا يستعين اللبنانيون بالممثلين السوريين؟

31 أكتوبر 2022
شكلت ثنائية تيم حسن ونادين نجيم تحولاً في مسار الدراما المشتركة (سيدرز آرت برودكشن)
+ الخط -

بعد سامية الجزائري ووفاء موصللي، يصل خلال أيام الممثل السوري فايز قزق إلى بيروت للمشاركة في بطولة مسلسل "للموت 3" من كتابة ندين جابر وإخراج فيليب أسمر.

دخول قزق على خط الدراما المشتركة بعد زميليه يامن حجلي ومهيار خضور، إلى مسلسل "للموت" نفسه، يرد على الإشكالية القائمة منذ سنوات بين الممثل اللبناني والسوري، ومن يدعم الآخر، أو من يساعد الآخر لبلوغ الأعمال الدرامية، وحدود النجاح وارتفاع نسبة المتابعة. لكن الواضح أن قدوم الممثلين المخضرمين الذين يصلون إلى بيروت للمشاركة في المسلسلات العربية المنتجة لبنانياً، يصب في خانة سعي هؤلاء لزيادة مداخيلهم المالية، كون شركات الإنتاج في لبنان تدفع بالعملة الصعبة، ومبالغ تفوق ما يتقاضاه الممثل السوري في بلده الأم. وهذه الأجور كفيلة بإقناع كبار الممثلين السوريين بالعمل في الأعمال الدرامية المشتركة للكسب، بغض النظر عن مستوى هذه الأعمال سواء من جهة النصوص أو المخرجين.

قبل أسبوعين نشر المخرج اللبناني جو بوعيد صورة تجمعه بالممثلة سامية الجزائري. الصورة أثارت جدلاً واسعًا بين المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، بين مجموعتين كانت الأغلبية من الطرف المعارض لدخول سامية الجزائري عالم الدراما المشتركة، والعمل في مسلسل "صالون زهرة" في موسمه الثاني من كتابة كلوديا مرشليان، وإخراج جو بوعيد، وخصوصاً أن الجمهور السوري لم يستسغ الجزء الأول من المسلسل، ولو أن البطل هو الممثل معتصم النهار إلى جانب نادين نسيب نجيم.

وانتشرت معلومات تؤكد أن الممثلة سامية الجزائري اختلفت مع المخرج جو بوعيد، وطلبت منه الإسراع في تنفيذ وتصوير المشاهد الخاصة بها، لكن مصادر إنتاج شركة "سيدرز آرت برودكشن" نفت ذلك، وقالت أنَّ ما حصل هو مجرد نقاش بين ممثل ومخرج يحصل في كافة الأعمال، ولا يعدو كونه ملاحظات لفنانة مخضرمة على مشهد، وهذا بالطبع من حقها.

يؤكد عبور الممثلين السوريين المخضرمين، ضمن هذه المعادلة، أن الإشكالية لا تزال قائمة، علمًا أنّها تنقذ الأعمال الدرامية والمسلسلات، خصوصاً تلك المخصصة للعرض في موسم رمضان، من ناحية سعي المشاهد للمتابعة. ليبقى السؤال مفتوحًا: هل النجاح منوط بالمشاركة السورية حصراً من خلال أسماء ممثلين لهم شهرتهم في الدراما السورية؟

سينما ودراما
التحديثات الحية

فيما يؤكد الطرف الثاني، أن التسويق اللبناني هو ما يدفع المسلسل إلى الصفوف الأولى أثناء العرض بعدما منح جمهور المنصّات الثقة لمثل هذه الإنتاجات. ويطرح هذا الرأي أن جزءًا كبيرًا من الأعمال السورية، لا يمكن أن تصل أو تكتمل صورتها بشكل نهائي، دون المرور في التسويق أو السوق اللبناني، وهو يدرك دون أي شك فرادة الإعلام في لبنان، على بث الترويج المناسب لكسب النجاح.

الممثل مكسيم خليل كان أول من فتح الباب على هذا النوع من الدراما قبل 12 عامًا عندما اختاره المخرج الراحل أديب خير للمشاركة في مسلسل "روبي" كتابة كلوديا مرشليان وإخراج رامي حنا. شكلت الشراكة بين مكسيم خليل وبطلة المسلسل سيرين عبد النور حالة نجاح لا تزال قائمة حتى اليوم، واخترعت ما يعرف بالثنائي الدرامي مثل نادين نجيم وعابد فهد ونادين نجيم وتيم حسن لسنوات.

المساهمون