ما إن تظهر الشعرة البيضاء الأولى، حتى ندرك تماماً أن المزيد منها سيظهر سريعاً، إذ يصبح من الصعب أن نخفيها، لتصبح وتيرة تلوين الشعر أكثر تسارعاً مع مرور الوقت. وفي وقت يتجه كثيرون وكثيرات حالياً إلى ترك الشعر الأبيض يظهر تماماً، يختار البعض إخفاءه سريعاً إذ يعتبرونه أولى دلالات التقدم في السّن حتى وإن ظهرت في كثير من الأحيان في سن مبكرة.
في الواقع، إن ظهور الشعر الأبيض في سن متأخرة مسألة لا مفر منها، وتبدو طبيعية، لكن ظهوره في مرحلة العشرينيات أو الثلاثينيات، يبدو أكثر صعوبة. ما هي عوامل ظهور الشعر الأبيض باكراً؟
العامل الجيني: يُعتبر أهم العوامل المسببة للشيب. لهذا يمكن أن يظهر الشعر الأبيض لدى البعض في مرحلة العشرينيات، أو قد يحصل ذلك في سن متأخرة، بسبب العامل نفسه.
النقص في مادة الميلانين: في معظم الحالات، يشكل النقص في الميلانين سبباً أساسياً لظهور الشعر الأبيض. علماً أن إنتاج الميلانين يرتبط بالنمط الغذائي المناسب، وبمكملات البروتينات. أما النقص فيها؛ فيؤدي إلى الشيب المبكر مع انخفاض معدلات الميلانين إلى أدنى مستوياتها.
الهرمونات: تظهر الدراسات أن عدم التوازن في معدلات الهرمونات في الجسم، يساهم في ظهور الشعر الأبيض. لذلك، في حال زيادة معدلاته في سن مبكرة، من المهم استشارة الطبيب للتأكد من عدم وجود خلل في معدلات الهرمونات في الجسم.
مشكلات صحية: بعض المشكلات الصحية التي لم يتم تشخيصها، قد تساهم في ظهور الشعر الأبيض، بسبب فقدان المادة الملونة في الشعر، ومنها فقر الدم من نوع Pernicious Anemia، ومتلازمة الشيخوخة المبكرة، وأمراض الغدة الدرقية، وأيضاً الأمراض المناعية، مثل الـ Vitiligo.
النقص في الفيتامينات والمعادن: يساهم النقص في الحديد والفيتامين ب والفولات والفيتامين ب 12 والسيلينيوم، في نمو الشعر الأبيض أيضاً. وقد لوحظت معدلات منخفضة من الفيتامين ب 12 وحمض الفوليك، إضافة إلى انخفاض معدلات البيوتين، لدى الأشخاص الذين عانوا الشيب المبكر.
التوتر: ظهرت معدلات عالية من الأكسدة نتيجة الإجهاد النفسي الزائد، ما ساهم في ظهور الشعر الأبيض.
الكيميائيات: قد يكون استخدام مستحضرات غنية بالكيميائيات، كالشامبو والصابون وصبغة الشعر، سبباً مباشراً لنمو الشعر الأبيض.
التدخين: يعتبر التدخين من العوامل الأساسية أيضاً في ظهور الشعر الأبيض في سن مبكرة.
Hydrogen Peroxide: تنتج بصيلات الشعر الـ Hydrogen peroxide الذي يتكدس في الشعر، فيتسبب بفقدان لونه الذي يتحوّل إلى اللون الرمادي ثم إلى الأبيض، وبالتالي بمنع تراكمه يمكن أن يستعيد الشعر لونه.
من جهة أخرى، فإن استعادة لون الشعر بعد أن يتحوّل إلى الأبيض، مسألة ترتبط بالسبب. فإذا كان العامل الجيني سبباً، لا مجال لتغيير ذلك. أما إذا كان السبب مرتبطاً بمشكلة صحية معينة، فيمكن استشارة طبيب لاتخاذ الإجراءات المناسبة لمعالجتها، وعندها يمكن استعادة المادة الملوّنة للشعر، وإن لم تكن النتيجة مضمونة دائماً.
كما أن ذلك ممكن أحياناً بعد العلاج الهرموني، أو بعد تناول مكملات الفيتامين ب 12. وإذا كانت المشكلة في التغذية، وفي النقص في الفيتامينات والمعادن، فتتوافر خطوات كثيرة يمكن القيام بها في نمط الحياة، لتصحيح المشكلة أو لوقفها عند حد معين، حتى لا تتفاقم أكثر.
ومن أبرز الحلول:
- التركيز على تناول مضادات الأكسدة، إذ يلعب النظام الغذائي دوراً مهماً في الوقاية من ظهور الشعر الأبيض. ويمكن للنظام الغذائي الغني بمضادات الأكسدة أن يخفف من معدلات الأكسدة. ومن أهم مصادرها الشاي الأخضر وزيت الزيتون والفاكهة والخضر الطازجة والسمك.
- مكافحة النقص في الفيتامينات والمعادن: إذا كان سبب نمو الشعر الأبيض النقص في الفيتامينات والمعادن، يجب التركيز على أهم مصادرها. على سبيل المثال، تُعتبر ثمار البحر والبيض واللحوم مصادر ممتازة للفيتامين ب 12. أما الحليب والسلمون والجبنة، فمصادر ممتازة للفيتامين د. كما أن التركيز على مصادر النحاس، له أثر إيجابي؛ لأن انخفاض معدلاته قد يؤدي إلى الشيب المبكر، بحسب إحدى الدراسات. أما أهم مصادره فهي العدس واللوز والشوكولا الداكنة والهليون.
- الامتناع عن التدخين نظراً لوجود علاقة ما بين الشيب والتدخين.
- اللجوء إلى العلاجات الطبيعية، ومنها أوراق الكاري التي تبطئ عملية ظهور الشيب، والشاي الأخضر الذي يزيد من سواد الشعر ولمعانه ونعومته.
- تناول البروتينات: تلعب البروتينات دوراً مهماً في الحفاظ على صحة الشعر ومكافحة الشيب. وتناول المكسرات بأنواعها، لغناها بالفيتامينات والمعادن، خصوصاً الزنك الذي يساعد على إنتاج الكيراتين التي تتكون منها ألياف الشعر بنسبة 97 في المائة.