يشتكي المعلمون حول العالم من استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل ChatGPT، في الغش أثناء الامتحانات، إذ يعتقد الطالب أن الروبوت كنز من المعلومات والأجوبة يمكن أن ينقذه في أية لحظة.
لكنّ الذكاء الاصطناعي التوليدي، في نسخته الحالية على الأقل، يعاني عيوباً كبرى تجعله يورّط الطالب إن قرّر الاعتماد عليه في امتحان مصيري، كما أنّه قد يحرمه من فرص العمل ويضعف قدرته على المنافسة في السوق.
وتعتبر الجامعات حول العالم استخدام ChatGPT نوعاً من الغش. بعد أن أبلغت وسائل إعلام عدة عن الاستخدام المتزايد للأداة من الطلاب في جميع أنحاء العالم، بتشجيع خاص من مقاطع فيديو على "تيك توك"، عمدت المدارس العامة في نيويورك إلى تقييد الوصول إلى ChatGPT عبر شبكاتها.
وأعلنت ثماني جامعات أسترالية أنّها ستعدّل اختباراتها، مصنفة استخدام الطلاب للذكاء الاصطناعي في خانة الغش.
معلومات خاطئة بطريقة منطقية
يُنتِج هذا الروبوت مزيجاً من الإجابات الصحيحة والخاطئة، لكن الإجابات الخاطئة تأتي في صيغة منطقية جداً، ممّا يجعل من الصعب رصدها بالنسبة للغشاش أثناء الامتحان، ويقع في فخ تقديم جواب خاطئ.
من الأمثلة التي قدمتها "فرانس برس"، يحدث أن يُدرج برنامج الذكاء الاصطناعي سمكة القرش الحوتي بين الثدييات البحرية، أو أن يخطئ في مساحة بلدان أميركا الوسطى، أو "ينسى" بعض الأحداث التاريخية، مثل معركة أميان في فرنسا عام 1870، أو أن يفبرك مراجع غير موجودة في الأصل.
وأوردت "بي بي سي" أنّ ChatGPT، عند طرح أسئلة أكثر تعقيداً، يقدم إجابات بسيطة للغاية، بلا مصادر أو دليل.
ويبدو الجواب مثالياً، فهو يقدم أسماء مؤلفين ومراجع وعناوين معقولة، لكنّها في الحقيقة غير موجودة، لذا سينخدع الغشاش بسهولة لأنه غير مطلع على المعلومة الأصلية الدقيقة.
ChatGPT قد يحرم الغشاش من فرص العمل
قد يحرم استخدام الذكاء التوليدي في الغش الطالب من فرص العمل، ويضعف قدرته على المنافسة في السوق، كما قد يحرمه من النجاح في الامتحان، حتى لو قدّم الإجابات الصحيحة.
ويفتقر الروبوت إلى المهارات الأساسية التي يدقّق فيها الأستاذ وينتظرها من طالب جامعي. هذه المهارات تكون أحياناً أهم من أفكار الجواب خلال الامتحان، ولا يقدر الروبوت على تقليدها أثناء الإجابة.
كذلك، عند الذهاب إلى سوق العمل سيكتشف الغشاش أنّه يحتاج إلى مهارات أهمّ من المعلومات، وبالتالي سوف يعاني من منافسة شديدة سيخسرها أمام المجتهدين.
وتقول الناطقة باسم إدارة التعليم في نيويورك، جينا لايل، لـ"فرانس برس"، إنّ الأداة "لا تساعد في تطوير التفكير النقدي ومهارات حل المشكلات، وهي مهارات ضرورية للنجاح على الصعيد الأكاديمي وفي الحياة".
أداة لكشف المخالفين
كشفت "أوبن إيه أي"، مالكة ChatGPT، عن جهاز صُمم بغرض اكتشاف ما إذا كان النص قد كُتب بواسطة الذكاء الاصطناعي أم لا.
ودرّبت الأداة الجديدة للتفريق بين النص المكتوب من طرف الإنسان والنص المكتوب بواسطة مختلف تقنيات الذكاء الاصطناعي الأخرى، وليس روبوت ChatGPT فقط.
ويعني هذا أن المؤسسات التعليمية قد تستعين بهذا الجهاز من أجل كشف الغشاشين، وبالتالي تعريضهم لعقوبات صارمة.