لاجئ فلسطيني في لبنان يخترع جهاز تعقيم مرتبطاً بالهاتف النقال

10 أكتوبر 2020
+ الخط -

اخترع عامر أحمد درويش الشاب الفلسطيني اللاجئ في مخيم البداوي شمال لبنان جهازاً خاصاً بالتعقيم تحت اسم Corona Fighter 48 مرتبطاً بالهاتف النقال.

يقوم الجهاز بوظيفة التعقيم بشكل سهل جداً وكفاءة عالية وتكلفة رخيصة نسبياً، وحصل درويش عن هذا الاختراع واثنين آخرين على براءة اختراع من وزارة الاقتصاد والتجارة اللبنانية.

وقال درويش لـ"العربي الجديد" إن الدافع الأساسي لصناعة هذا الجهاز هو انتشار فيروس كورونا داخل المخيمات الفلسطينيّة في ظل إمكانيات محدودة من حيث قدرة القطاع الصحّي في المخيمات، والتقليصات الصحيّة من قبل وكالة "أونروا" ما شكّل عبئاً كبيراً على الطاقم الطبي في المخيمات "وهذا كان حافزاً لي كي أصمم هذا الجهاز صغير الحجم، لكي يساعد في تسهيل عملية التعقيم والوقاية".

وأضاف أن انتشار الفيروس عالمياً "يحتم علينا كذلك تقديم ما يمكن للمساهمة في الحفاظ على حياة الناس من خلال الوقاية".

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

استغرق العمل على صناعة الجهاز ثلاثة أسابيع متواصلة خلال الحجر الذي فرضته السلطات اللبنانية، منعاً لانتشار فيروس كورونا، وتم تصميم الجهاز في المنزل، ومعظم أجزائه صُنعت يدوياً والأجزاء الأساسية استخرجها درويش من آلة فحص ضغط الدم.

ويشرح فكرة الجهاز بالقول "هو عبارة عن جهاز إلكتروني صغير يُضاف إلى الهواتف الذكية ليقوم بمهمتين أساسيتين، الأولى هي عملية شحن بطارية الهاتف لاسلكياً من خلال التصاق الجهاز بالهاتف، والثانية توفير خدمة التعقيم للشخص، حيث يتم تعبئة الجهاز بسائل معقم، ووضع الكمية اللازمة والكافية، أثناء العمل، حيث الكثير من الأشخاص من حملة الهواتف الذكية يكونون بحاجة للتعقيم خلال نشاطاتهم اليوميّة، منذ لحظة خروجهم من المنزل وحتى وصولهم إلى عملهم.

ويواصل القول "لعل دراستي في مجال إدارة الأعمال وهوايتي في الابتكارات الهندسية ودمج علوم الإدارة الاقتصادية والابتكارات جعلتني أملك القدرة على التنبؤ بحاجة المستخدم، ومشاهدتي لأشخاص يسيرون في الطرقات ويحملون معهم سائلا معقِّما دفعني لابتكار هذا الجهاز الصغير لحاجة الناس إليه".

ا

 وببحث بسيط وجد درويش أن حوالي 5 مليارات و 400 مليون شخص حول العالم يستخدمون هواتف ذكية ويحملونها معهم في كافة تنقلاتهم، وبهذا الابتكار تتاح الفرصة لعدد كبير منهم لكي يكون معهم جهاز تعقيم أينما ذهبوا، بالإضافة إلى إمكانية مد الهاتف بالطاقة بعد نفاد الطاقة من البطارية.

عامر أحمد درويش (32 عاماً) فلسطيني من قرية نحف قضاء عكا شمال، حاصل على شهادة ماجستير في إدارة الأعمال، لكنه اكتسب خبرة في مجالات عدة من خلال مطالعات ودراسات أجراها بشكل فردي.

بدأ العمل على مشاريع هندسية متصلة بخدمة وحماية الإنسان، حيث سجل أول اختراع له تحت اسم  Blue Drive 48 وهو لقيادة الآليات الثقيلة عبر الهواتف الذكية بتقنية البلوتوث من خلال جهاز يضاف إلى الآلية يمكن التحكم بها من خلال الهاتف.

لاجئ فلسطيني في لبنان يخترع جهاز تعقيم مرتبطاً بالهاتف النقال

أما مشروعه الثاني فكان منظومة الإطفاء والإنقاذ الفلسطينية  Pals Fire Fighter 48 وهي عبارة عن روبوت إطفاء، مع بيت حاضن له ويعمل بالطاقة الشمسية وسكة رافعة للروبوت، كي يتسلق المباني التي قد تشتعل بفعل الحرائق، ويمكنه الدخول إلى الشقق والمساعدة في عملية الإنقاذ ويتم التحكم به عن طريق الهاتف الذكي.

وقال "براءات الاختراع اللبنانية تحمي محليّاً لمدة 20 سنة، ولكن أحتاج إلى براءة اختراع دولية كي أحمي ابتكاري وأحول أفكاري إلى نطاق تجاري".

هناك عقبة يواجهها درويش دائماً وهي أنه لاجئ فلسطيني ومعظم الدول تعتبر اللاجئ بلا وطن، فلا يستطيع تسجيل برءاة اختراع باسمه، كما يشرح.

 يضيف إلى ذلك صعوبة الحصول على تأشيرة والتنقل بوثيقة السفر التي يحملها وهي خاصة باللاجئين الفلسطينيين مفيداً "هذا الأمر يشكّل عائقاً أمام أي مبتكر فلسطيني للسفر والحصول على قطع إلكترونية غير متوفرة هنا أو في البلاد العربيّة المجاورة، حتى أنني تلقيت دعوات عدّة من قبل مهندسين في مؤتمرات دوليّة لكن تم إلغاء هذه اللقاءات وكان العائق عدم الحصول على التأشيرة".

لاجئ فلسطيني في لبنان يخترع جهاز تعقيم مرتبطاً بالهاتف النقال

وكشف درويش تلقيه طلبات كثيرة للحصول على الجهاز لكنه تريث حتى يجد مستثمراً يستطيع تصنيع كميات بالإضافة إلى جهات حاضنة للمشاريع وتثبيت ملكيته الفكرية الدوليّة.

 وحول استخدامه الرقم "48" في إطلاق التسمية على ابتكاراته يقول إن هذا يرمز إلى عام 1948 أي احتلال فلسطين، وكي يبقى هذا الرقم في الذاكرة حتى العودة إلى فلسطين، كما أنه يريد تحويل هذا الرقم إلى دافع للإبداع وخدمة أبناء الشعب الفلسطيني.

المساهمون