كولومبيا تحظر مصارعة الثيران في ضربة لتقليد عمره قرون

29 مايو 2024
متظاهرون ضد مصارعة الثيران أمام الكونغرس في بوغوتا، 7 مايو 2024 (راوول أربول/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الكونغرس الكولومبي يصوت لصالح حظر مصارعة الثيران بحلول 2028، مما يمثل نهاية لتقليد تاريخي مثير للجدل يعود لقرون وكان مصدر إلهام للأغاني والروايات.
- مصارعة الثيران، التي نشأت في شبه جزيرة أيبيريا ولا تزال قانونية في عدة دول، تواجه تدقيقًا متزايدًا بسبب مخاوف تتعلق بحقوق الحيوان ورفض المجتمع لتعذيب الحيوانات من أجل الترفيه.
- في إسبانيا، تسببت مصارعة الثيران في انقسام سياسي حاد، حيث ألغت الحكومة اليسارية الجائزة الوطنية لمصارعة الثيران بينما تعهد الحزب الشعبي اليميني بإعادتها، مما يعكس النقاش العميق حول الطابع الثقافي لهذا التقليد.

صوّت الكونغرس الكولومبي، الثلاثاء، لمصلحة حظر مصارعة الثيران في الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية، ما يعدّ ضربة قوية لتقليد عمره قرون، استُلهمت منه أغانٍ وروايات شهيرة، لكنه صار مثيراً للجدل بشكل متزايد في البلدان التي يمارس فيها.

ويدعو مشروع القانون الذي وافق عليه الكونغرس الكولومبي إلى حظر مصارعة الثيران بعد ثلاث سنوات، ما سيجعل هذا التقليد غير قانوني بحلول بداية العام 2028. ويحتاج القانون الجديد الآن إلى توقيع الرئيس غوستافو بيترو.

نشأت مصارعة الثيران في شبه جزيرة أيبيريا، ولا تزال قانونية في إسبانيا وفرنسا والبرتغال وبيرو والإكوادور والمكسيك، من بين دول أخرى. وعلى الرغم من أنّها كانت تتميز بشعبية واسعة، ويتم بثها مباشرة عبر شبكات التلفزيون، إلّا أنّ هذا التقليد صار يخضع لتدقيق متزايد مع تغيّر النظرة إلى حقوق الحيوان، إذ صار الكثير من الناس يرون أنه من غير المقبول تعذيب الحيوانات من أجل الترفيه.

في مصارعة الثيران، يواجه المصارع ثيراناً تتم تربيتها لتكون عدوانية. يستفز المصارع الثور بعباءة حمراء ويقتل الحيوان بضربة سيف في ساحة دائرية.

مصارعة الثيران تقسم إسبانيا 

في السياق نفسه، شهدت إسبانيا في بداية مايو/ أيّار الحالي، انقساماً سياسياً بين الحكومة اليسارية والمعارضة اليمنية، بعد الإعلان عن إلغاء الجائزة الوطنية لمصارعة الثيران في البلاد. 

وقال وزير الثقافة إرنست أورتاسون لتلفزيون لا سيكستا آنذاك: "لم يبدُ لنا مناسباً الحفاظ على جائزة تكافئ شكلاً من أشكال إساءة معاملة الحيوانات"، مشيراً إلى أن "غالبية الإسبان (...) يشعرون بقلق متزايد" بشأن احترام الحيوانات. وعلّلَ الوزير المنتمي إلى حزب سومار اليساري المتطرف عدم الإبقاء على هذه الجائزة بأن "هذه الأشكال من تعذيب الحيوانات تكافأ بميداليات" وبمبالغ من "المال العام".

على الضفة المقابلة، تعهد الحزب الشعبي اليميني، الطرف الرئيسي في المعارضة، بإعادة هذه الجائزة في حال تولى السلطة مجدداً. ورأى رئيس الكتلة النيابية للحزب، ميغيل تيلادو، أن "مصارعة الثيران نشاط وجزء من ثقافة الإسبان ومن تقاليدهم (...)، وهي جزء من هويتهم بصفتهم شعباً".

يعد الطابع الثقافي لمصارعة الثيران موضوع نقاش حقيقي في إسبانيا بين منتقدي مصارعة الثيران والمدافعين عنها. في العام 2013، أدرجته حكومة مُحافِظَة في قائمة "التراث الثقافي غير المادي" لإسبانيا. نتيجة لذلك، تمنح وزارة الثقافة منذ 2013 هذه الجائزة الوطنية، على غرار الجوائز التي تمنحها في مجالات الأدب والشعر. وسبق لعدد من مصارعي الثيران المشهورين نيل هذه الجائزة التي تبلغ قيمتها 30 يورو.

إلا أن قسماً من اليسار الإسباني يرفض إسباغ الطابع الثقافي على مصارعة الثيران. واتخذت حكومة بيدرو سانشيز، بدفع من أقصى اليسار، قراراً عام 2021 باستبعاد مصارعة الثيران من الدعم المالي الثقافي الذي توفره للشباب. لكنّ أوساط مصارعة الثيران، بدعم من اليمين، توصلت إلى فسخ هذا القرار في القضاء.

أمّا في كولومبيا، حيث تقام مصارعة الثيران منذ عهد الاستعمار، فإنها تستمر أقل من عشرين بلدية في إقامة هذه الفعالية، رغم أن مصارعة الثيران في مدينة مانيزاليس لا تزال تجتذب عشرات الآلاف من المتفرجين سنوياً.

(أسوشييتد برس، فرانس برس)

المساهمون