في الرابع والعشرين من يناير/ كانون الثاني من عام 2012، عبر المخرج اليوناني ثيو أنجيلوبولوس الشارع ليصل إلى موقع تصوير فيلمه "البحر الآخر"، ويعطي توجيهاته الإخراجية والفنية لطاقم العاملين.
في الرابع والعشرين من يناير/ كانون الثاني من عام 2012، عبر أنجيلوبولوس إلى العالَم الآخر، بعدما صدمته دراجة نارية، أثناء عبوره الشارع نفسه عائداً، إثر انتهائه من توجيه الطاقم.
بمناسبة مرور عشرة أعوام على رحيل المخرج اليوناني، يقيم مركز ميلينا ميركوري الثقافي، في أثينا، معرضاً للمصور الفوتوغرافي نيكوس نيكولوبولوس، يضمّ صوراً لكواليس فيلم "البحر الآخر"، الذي كان يفترض أن يكون بطله الممثل الإيطالي توني سيرفيلو.
لم يرَ الفيلم النور، لأنّه لم يُكمل تصويره، لكن بقيت منه تلك الذكرى الأليمة لرحيل أنجيلوبولوس، وصور ذلك المعرض (حتى الثاني من مارس/ آذار)، إضافة إلى صور أخرى منشورة هنا وهناك من كواليس العمل.
في تصريحات له، يقول المنتج الذي عمل مع المخرج منذ عام 1984 كوستاس لامبروبولوس: "أتذكر الممثل الإيطالي توني سيرفيلو، يبكي في رُكن غرفة الانتظار لقسم الطوارئ [...] أتذكر ابنة أنجيلوبولوس إليني، إذ جاءت وقالت: لقد انتهى الأمر". يتابع المنتج، مستعيداً بقية طاقم العمل، السينماتوغرافر والمخرجة المساعدة وآخرين: "وقفوا جميعاً وبدا أنهم مذهولون، ومُجمّدون، ومحطّمون..".
"البحر الآخر" هو آخر أفلام ثلاثية عمل عليها المخرج، حملت عنوان "ثلاثية المرج الباكي"، وبدأت مع فيلم يحمل اسم الثلاثية نفسها، صدر في عام 2004، وثاني هذه الأفلام هو "غبار الوقت" (2008). وبطبيعة الحال، لم يتسنّ لأحد أن يستكمل "البحر الآخر" بعد رحيل أنجيلوبولوس. فكما يفعل في معظم أفلامه، يكتب المخرج نسخاً كثيرة من الفيلم، وفي كل مرة يغير ويعدل عليها. بقيت تلك الصور، وتلك الذكرى.