موسيقى كناوة تودّع الموسيقي المغربي علال السوداني

12 يونيو 2024
معلم كناوة المغربي علال السوداني (فيسبوك)
+ الخط -
اظهر الملخص
- توفي علال السوداني، أيقونة موسيقى كناوة المغربية، في الصويرة عن عمر يناهز 72 عامًا بعد معاناة مع المرض، مخلفًا إرثًا ثقافيًا عميقًا ومحافظًا على التقاليد الموسيقية العريقة.
- اشتهر السوداني بتمسكه بالأسلوب التقليدي في موسيقى كناوة ودوره البارز في تعليمها ونقلها للأجيال الجديدة، مما جعله مرجعًا أساسيًا في هذا الفن بالمغرب.
- فن كناوة، الذي يعكس تراث العبيد الأفارقة ويجمع بين الطقوس الروحية والموسيقية، يعتبر جزءًا لا يتجزأ من الثقافة المغربية، حيث ساهم السوداني بشكل كبير في إحيائه وتطويره.

توفي الموسيقي المغربي علال السوداني، أحد رموز موسيقى كناوة المغربية، في مدينة الصويرة عن عمر ناهز 72 عاماً، بعد صراع طويل مع المرض، حسب ما نقلته وكالة الأنباء المغربية أمس عن أسرته. وعُرف الراحل بأسلوب تقليدي ودفاع عن التراث وحرص على احترام قواعده وتقاليده، حتى صار مرجعاً أساسياً في المغرب.

ونقلت الوكالة عن المستشار الملكي ومؤسِّس جمعية الصويرة موكادور للتطوير الثقافي في الصويرة، أندريه أزولاي، أن علال السوداني "بطلته الأنيقة وابتسامته، كان إلى جانب إخوته، التجسيد السخي للتقاليد والمدرسة الصويرية على الطراز التكناوي الصويري"، و"مع صويريين عدة، ستحتفظ هذه الجماعة بذكرى أحد أساتذتها العظماء الذي ساهم بأسلوبه وترك بصمته في إعادة تشكيل هذا الفن من جديد في الصويرة وأماكن أخرى".

من هو علال السوداني معلم كناوة؟

وُلد علال السوداني عام 1952 في مدينة الصويرة، عاصمة الثقافة البوهيمية على الساحل الغربي للمملكة. نشأ في زاوية سيدي بلال وسط أمسيات الطقوس الموسيقية. وقد بدأ الراحل رحلة تعلّم فن كناوة منذ صغره تحت إشراف صارم من والده، حتى اكتسب تدريباً موسيقياً قوياً كفاية لينال مرتبة "معَلّم" (بتسكين الميم) في سن الثامنة عشرة، ثم التحق بمدارس كناوة شهيرة، أبرزها بوبكر غينيا وأحمد الحداد وبلخير.

وعُرف عن الراحل تمسّكه بالأسلوب التقليدي، والمحافظة على تراث كناوة الثقافي والدفاع عنه، والحرص على احترام قواعده وتقاليده. وقد كرّس حياته لتعليم هذه الموسيقى ونقل معارفها للشباب حتى صار مرجعاً فيها. كما عُرف متحدثاً فصيحاً ومؤرخاً بارزاً لهذه الثقافة في الصويرة والمغرب، تقول الوكالة.

ما هو فن كناوة الموسيقى الغامضة؟

هو لون موسيقي يرتبط بسلالة العبيد الذين جلبتهم الإمبراطورية المغربية من أفريقيا السوداء الغربية خلال القرن الـ19، آنذاك كانت أفريقيا السوداء تسمى السودان الغربي أو إمبراطورية غانا، ومن هنا جاءت تسمية "غناوة" أو "عبيد غينيا". ويحضر الطابع الأفريقي واضحاً في هذه الموسيقى، مع تقاطعات مع فنون مغربية أخرى.

وتنقسم كناوة إلى قسمين، "لالة كريمة" و"سيدنا بلال". وتوضح موسوعة معلمة المغربية أن موسيقى "لالة كريمة" تعتمد على نقر الطبول وآلة القراقب ورقصات "الكوبو"، ويظهر عازفوها من طلوع الشمس حتى غروبها، فيما يعتمد موسيقيو "سيدنا بلال" على آلات الطبول والقراقب والهجهوج والألوان والأبخرة وطقوس جد معقدة، ووقت عازفيها هو من غروب الشمس حتى طلوع الفجر. 

المساهمون