كريس روك يردّ الصفعة

10 مارس 2023
وجّه كريس روك انتقاداته وغضبه ضد كل شيء (Getty)
+ الخط -

الحرب الأوكرانيّة، وتضخم ما بعد كوفيد-19، ومونديال قطر 2022، وشراء إيلون ماسك "تويتر"، وصور تلسكوب جيمس ويب... كلها أحداث تاريخيّة شغلت العالم عام 2022، لكن أبرزها، وأشدها إثارة للجدل وأكثرها ابتذالاً، هي الصفعة التي تلقاها الكوميدي كريس روك من الممثل ويل سميث أثناء تقديمه حفل جوائز أوسكار.

أشعلت الصفعة موجات من الشتائم والامتعاض والغضب، واختفى ويل سميث فترة بعدها ليخرج إلى العلن قائلاً إنه ضحيّة الغضب، وغيرها من التأويلات التي وصلت إلى حد نظرية المؤامرة، كالقول إن الصفعة مُتفق عليها، والأهم أن روك لم يقل شيئاً، واكتفى بتصريحات مقتضبة. لكن، جاء الردّ أخيراً، في عرض "غضب انتقائيّ" الذي بثته "نتفليكس" مباشرة.

الواضح أن الجميع كان ينتظر تعليق روك على ما حدث، وهذا ما يشير إليه منذ البداية بأنه لا يريد مشكلة أخرى مع مغني راب آخر، ليمر التلميح وسط الغضب، وينفجر بعدها روك في موجة من الكوميديا القاسية. ينتقد ميغان ماركل، زوجة الأمير هاري، وتصرفها الزائف كضحية. ينتقد الشركات الكبرى وزيف سعيها إلى القضاء على العنصرية. يتحدث عن شهواته من دون أي تردد. روك غاضب، ويريد كشف زور الجميع.

يتهم روك الكثيرين بما يسميه انتقائية الغضب، أي أن الجمهور ينتقي من يريد أن يغضب منه ويهاجمه لفعل ما، متجاهلاً آخر قام بالشيء ذاته، مشيراً هنا إلى مايكل جكسون وآر. كيلي؛ كلاهما انتهكا حرمة الطفولة، لكن موسيقى جاكسون ما زالت مسموعة بعكس آر> كيلي. لماذا هذا التمييز؟

لا يتردد روك في ضرب المشاهير بالحائط. يسخر من سنوب دوغ، وبيونسيه، وجاي زي، وعائلة كاردشيان بأكملها. روك غاضب، وكأنه يريد استعادة شيء ما فقده بعد الصفعة. هو من عمالقة الكوميديا، ولن يقف بوجهه أحد مهما كان، وبالطبع يوجه نكات ضد المتحولين جنسياً مؤكداً تضامنه مع زملائه الكوميديين في حربهم ضد الصوابية السياسيّة.

يمهلنا روك حتى الجزء الأخير من العرض ليتحدث عن الصفعة. يمهد للأمر بأنه ليس ضحية. نعم، الصفعة مؤلمة، لكنه لن يهرع إلى وسائل الإعلام للحديث عنها ولعب دور الضحية الذي أصبح مبتذلاً بعدما تحول إلى تقنية لتفادي العقاب.

يبدأ الحديث عن الصفعة، وهنا لا يمكن أن ننقل كل ما تفوه به، لكن يمكن القول إنه شتم ويل سميث وجادا بينكيت سميث طوال الوقت. نعتهما بالجبانين، خصوصاً سميث الذي قرر أن "يستقوي" على روك، متجاهلاً كل ما فعلته زوجته، ليعود ويشتم الاثنين، فما حدث لا ينم إلا عن "الجبن"، هكذا تقال باختصار: "ويل سميث جبان!".

رأى بعضهم أن روك لم يكن سوى عجوز يصرخ على الخشبة بسبب الإهانة التي تعرض لها، لكن في الوقت ذاته النكات التي قدمها روك تشبه أسلوبه التقليدي، موضوعة وحدة يعيد طرقها ونسفها من جوانب متعددة. صحيح أن بعض ما قاله ليس نكاتاً، بل مجرد تكرار لحقائق معروفة، لكن الجميع ينتظر ما سيقوله عن الصفعة. وهنا بالضبط المفارقة، أشبع فضولنا، شتم وصرخ وقالها بوضوح، إنه كان يحب ويل سميث، ولطالما دعمه طوال مسيرته، وكانت مفاجأة له أن يصفعه. مفاجأة يبدو أنه لم يصدقها حتى الآن، لكن ما حصل قد حصل.

أشار بعضهم إلى أن كريس روك ينتقد جيدا ليس فقط في العرض، بل في مكان العرض نفسه، إذ اختار أن يؤدي في بالتيمور، مسقط رأس جادا بينكيت سميث، وكأنه يقول إنه سيشتمها وزوجها على ما فعله بين محبيها ومن تنتمي إليهم.

المساهمون