قبل أيام، أصدرت المغنية الأميركية، كريستينا أغيليرا، ألبوماً جديداً يحمل عنوان La Fuerza، وهو إصدار الاستوديو التاسع لها. يمكن أن نصف العمل بأنّه محاولة جديدة تقدمها أغيليرا لاستعادة بعض البريق الذي فقدته منذ ما يزيد على عشرة أعوام، خرجت فيها من قائمة نجوم الصف الأول في موسيقى البوب.
يمثل الألبوم عودة أغيليرا إلى الغناء باللغة الإسبانية، منذ قدمت إصدارها الثاني Mi Reflejo، الذي نُشر قبل ما يقارب 22 سنة. وبحسب تصريحات أغيليرا، فإن La Fuerza هو عنوان الجزء الأول من مشروعها الجديد الذي سيصدر على ثلاث دفعات خلال عام 2022، تحتوي كل قطعة على ست أغانٍ، تحتفي فيها بالمجمل بتراثها الثقافي الكولومبي، وتركز بالجزء الأول على الاحتفاء بقوتها كامرأة. بذلك، يبدو العمل أنه يحمل ثيمة مشابهة لما قدمته في ألبومها الأخير، Liberation.
يبدأ الإصدار الجديد مع أغنية Ya Llegué، بإيقاعات إلكترونية مستقبلية، تكثر فيها لحظات الصمت التي تبرز جمالية صوت أغيليرا وهي تؤدي الكلمات العاطفية بأسلوب الباور بوب الذي تتميز فيه، قبل أن يتحول شكل الأغنية تدريجاً لتصبح أغنية "ريغايتون"، تسيطر عليها الإيقاعات والموسيقى الراقصة. ومنها، تنتقل أغيليرا إلى الأغنية الرئيسية في الألبوم Pa Mis Muchachas، التي يشارك فيها إلى جانبها كل من بيكي جي، ونيكي نيكول، وناتي بيلوسو.
تنطبق على الأغنية ما ذكرته أغيليرا عن ثيمة الألبوم؛ فتجسّد Pa Mis Muchachas صورة المرأة اللاتينية التي تمثل قوة الأسرة والعمود الفقري لها، من خلال التركيز على علاقة أغيليرا بوالدتها التي تكفلت بتربيتها. تذكر في الأغنية: "كانت أمي امرأة قاسية مثلي، هي التي علمتني كل هذا التدفق. لستُ مجرد وجه جميل، لدي النار والقوة والديناميت".
الأغنية التالية هي Somos Nada، التي تعلو فيها نغمة الحنين إلى الماضي، بموسيقى يقودها البيانو وتستخدم فيها أغيليرا طبقة صوتها العميقة والقوية، لترسم مقدمة على غرار أغنيتها الأيقونية Hurt، التي تتوهج فيها خامة صوتها والنبرة العاطفية التي تملكها.
ومنها تنتقل إلى أغنية Santo، التي تبدو كأنها ديو بوب عاطفية مناسبة للمراهقين؛ ففيها تتحدث عن علاقة عاطفية متوهجة بين شريكين يدمن بعضهما بعضاً. يشاركها بالأغنية المغني البورتوريكي، أوزونا، الذي يستخدم طبقة صوت نقية تتناسب مع الإحساس العاطفي العميق في صوت أغيليرا، ليخلق شراكة مثالية.
مع الأغنية الخامسة، Como Yo، تعود البهجة إلى الألبوم، من خلال الانغماس بموسيقى البوب – ديسكو الراقصة. وفي النهاية، تعود أغيليرا إلى أسلوب الأداء الذي تفضله، في أغنية La Reina، التي تستخدم فيها مزيج الأصوات القوية التي تملكها لتقديم قطعة موسيقية بطيئة، تعبّر من خلالها بصدق عن بعض المقولات المستهلكة، لتعيد اكتشاف الشعرية فيها، كقولها: "ما قيمة الملك من دون الملكة؟".
وعلى الرغم من مرور العديد من اللحظات الموسيقية الجيدة في الألبوم، التي تبدو هاربة من وصلة نوستالجية تؤديها كريستينا أغيليرا بصوتها الذي يربطنا بالسنوات الأولى من الألفية الثالثة، وهو الأمر الذي قد يساهم إلى حد ما برواج الألبوم، إلا أن الأمر الذي تجدر الإشارة إليه، أن ما تقدمه أغيليرا هنا لا يرتقي إلى منافسة الأصوات التي خلفتها على عرش موسيقى البوب؛ فهي تبدو متخلفة عن السباق رغم إمكاناتها الصوتية الهائلة. ولا يتعلق الأمر بالتحول إلى الغناء بالإسبانية بعد انقطاعٍ طويل، بل بالخيارات الضعيفة والكلمات سهلة التوقع، التي كانت ستختفي بذور الروح فيها لولا أسلوب أغيليرا الخاص بالأداء، الذي يبقى الرهان الوحيد لنجاح أي عمل قد تقدمه.