حضر الفنان الفلسطيني، كامل الباشا، للمرة الأولى في مشواره الفني، إلى مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ 44 حيث شارك فيلمه "حمزة: أطارد شبحا يطاردني"، في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، كما يعرض له حالياً المسلسل المصري "الغرفة 207" عبر إحدى المنصات الرقمية، محققاً ردود أفعال إيجابية. "العربي الجديد" التقت الباشا.
تشارك لأول مرة في مهرجان القاهرة السينمائي بفيلم "حمزة: أطارد شبحاً يطاردني". ماذا تمثل لك هذه المشاركة؟
نعم، إنها أول مرة أحضر المهرجان، لكنها ليست المشاركة الأولى لي، فقد سبق وشاركت في المهرجان في الدورة الـ 42 من خلال فيلم "حظر تجول"، وأنا سعيد بوجودي هذا العام من خلال فيلم فلسطيني يعرض لأول مرة عالمياً، وبحضوري والمنافسة الجميلة مع عدد كبير من الأفلام في هذه الدورة الموفقة التي لم تعتمد فقط على مجرد عروض للأفلام، ولكن هناك ندوات وفعاليات فنية و"ماستر كلاسس". وهو ما يؤدي بالتأكيد إلى وجود حالة من التشبع لصناع الفن في مصر والعالمين العربي والأجنبي.
حدثنا عن فيلمك "حمزة: أطارد شبحا يطاردني".
أول شيء أحب أن أقوله، إن ما يميز هذا الفيلم لدي ولدى صناعه هو أنه من جيوب الفلسطينيين، ولا يوجد أي جهة تمويل من الخارج. نحن فتحنا باب التبرعات من الفلسطينيين من خلال حملة على الإنترنت، واستطعنا أن ننفق على الفيلم حتى يخرج إلى النور، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على مدى التقدير من قبل الشعب الفلسطيني للفن، وأهميته ودوره، إضافة إلى التفاف الكثيرين من الفلسطينيين سواء من الأشخاص العاديين بتبرعاتهم، أو من بعض الممثلين من خلال تنازلهم عن أجورهم، شيء يدعونا لأن نفخر.
ما هي أحداث الفيلم بشكل عام؟
الأحداث تدور في 18 دقيقة فقط، من خلالها رصدنا قصة صراع مناضل فلسطيني في خريف العمر شاهد بعينه استشهاد صديقه أمامه، وهذا العجوز كان مسجوناً. يظل هذا الرجل يطارد شبح خوفه متجسدا في أسد حتى يواجه إخفاقات ماضيه.
بالتأكيد هناك صعوبات واجهتك في التصوير، ما هي؟
طبعا لأن العمل مرهق جداً ويحتاج إلى قوة بدنية بجوار التصوير في غابة. بشكل عام العمل كان صعباً، لكن ما يهون علينا كل المتاعب، هو رغبتنا في أن يخرج العمل إلى النور.
حمل الفيلم الكثير من الرمزيات، وفقا لآراء نقاد؟
لا أستطيع الحديث عنها لأنها متروكة لفكر كل متلق فكل يرى الفيلم وأحداثه، بعينه ورؤيته هو فقط.
هل يمكننا اعتبار أن الفيلم سياسي؟
دعونا نتفق أن كل فيلم فلسطيني يحمل من بعيد أو قريب أبعاداً سياسية، ولا يمكننا الابتعاد عنها لأنها جزء لا يتجزأ من حياتنا التي هي كلها سياسة.
بشكل عام ما هي أزمة السينما في فلسطين التي تحول دون انتشارها بشكل أكبر؟
من أهم الأزمات أن معظم الأفلام يطلق عليها أفلام مهرجانات، ولا يزال الطريق أمامنا طويلاً حتى نستطيع الوصول إلى فيلم يقال عنه فيلم مهرجانات، وفي نفس الوقت تجاري. لا زال أمامنا الكثير، لكننا في نفس الوقت لدينا أمهر المخرجين في العالم.
ما رأيك في الأفلام التي شاهدتها في مهرجان القاهرة؟
للأسف لم أستطع أن أشاهد الكثير منها لأني لم أحضر إلى مصر منذ اليوم الأول للمهرجان، ولكن شاهدت فقط بعض الأفلام القصيرة التي تشارك مع فيلمي في المسابقة. وبشكل عام ومن رؤيتي لبرنامج المهرجان، وجدت أفلاماً ذات قيمة كبيرة للغاية، وأرى أن مهرجان القاهرة لا يقل أبدا عن مهرجاني كانّ وفينيسيا، فهو من أهم وأشهر مهرجانات العالم.
لك تاريخ طويل مع المسرح. ما رأيك في ما يردده بعض الفنانين بأن المسرح لا يحقق الشهرة التي تحققها المسلسلات والأفلام؟
يقول هذا الكلام فقط الممثلون المبتدئون، من لا يدركون بعد قيمة المسرح، وتاريخه. وللعلم فإنّ المسرح فعلياً ليس مكاناً للشهرة مثل التلفزيون والسينما، ولكنه مكان للمتعة وإشباع الذات فنياً، حتى أن جمهوره نفسه يأتي لنفس السبب. فالمسرح قد تصل مشاهدته للجمهور إلى حد أن يقوم بتغيير أفكارهم في شيء ما، إذْ إنَّ خشبة المسرح تحمل الكثير من الحب والعظمة والتاريخ.
هل لديك مشروعات فنية جديدة؟
كنت قبل حضوري إلى القاهرة أقوم بتصوير فيلم قصير عنوانه "جزر فلسطين" مع أحد المخرجين الفرنسيين، وسيكون جاهزاً للعرض والتوزيع العام المقبل، وهو يتحدث عن الحصار الذي يعيشه الفلسطينيون. وكان من المقرر أن يتم التصوير في نابلس، لكن نظراً لبعض المشاكل الأمنية هناك، لم نستطع وانتقلنا إلى التصوير في عمان.
قدمت أربعة أعمال مصرية. كيف تقيم هذه التجرية؟
أعشق التمثيل في مصر، وأعتز للغاية بكل تجربة في مصر، بصرف النظر عن مساحة الدور. فمثلاً مسلسل "السهام المارقة"، وهو أول عمل لي في مصر، لم أظهر سوى في أربع حلقات فقط، ولكن نظرا لقوة وأهمية القضية التي يناقشها العمل لم أتردد أبداً في قبولها. مساحة الدور والكم لا تعنياني مثل الكيف،. قدمت بعد ذلك مسلسل "هجمة مرتدة" مع الفنان أحمد عز، وفيلم "حظر تجول". وحالياً يعرض مسلسل "الغرفة 207" على إحدى المنصات الرقمية، وكانت هناك تجربة في مصر أيضاً من خلال مسلسل اسمه "الملك" لكنها توقفت.
بالحديث عن مسلسل "الغرفة 207"، هل قرأت الرواية المأخوذ عنها العمل أم لا؟
قرأت فقط القصة والسيناريو والحوار، إذْ إنني حين بدأت في قراءة الرواية لأحمد خالد توفيق، تخوفت من أن تؤثر قراءتي على تركيزي في الشخصية فتوقفت ولم أكملها، والحمد لله لاقت شخصية "عم مينا" التي جسدتها صدى واسعاً لدى الجمهور المصري الذي دائما ما أهتم برأيه لأنه متذوق جيداً للفن ولا يجامل في رأيه أبداً، وكنت لا أتوقع أبداً كل هذا الاحتفاء بالعمل، وأستطيع أن أقول إن أعواماً طويلة من العمل في الفن في فلسطين تساوي عامين فقط في مصر، فلا أحد ينكر أن مصر هي البلد العربي الوحيد الذي فيه صناعة سينمائية، وإن شاء الله هناك مزيد من الأعمال في مصر الفترة المقبلة.
هل ستقدم عملاً في شهر رمضان المقبل؟
لا لن أشارك في الدراما الرمضانية العام المقبل، لانشغالي بفيلم "جزر فلسطين" بجوار بعض المشروعات الأخرى، منها مسرحية سوف تكون في اليابان عن الأسرى الفلسطينيين، ولديّ كذلك مسلسل في أستراليا.