أثار كاريكاتير نشرته صحيفة الراي الكويتية، الأحد، استياء الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي في الكويت، الذين انتقدوا الصحيفة بسبب الكاريكاتير الذي وصفوه بـ"المسيء" لموقف الدولة الرسمي والشعبي من دعم القضية الفلسطينية، في ظل الحرب المتواصلة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، واعتبروا أن هدف الكاريكاتير هو "شيطنة المقاومة الفلسطينية" في القطاع وتصويرها كمنظمة "إرهابية"، كما تروّج الدعاية الصهيونية.
ونشرت صحيفة الراي، واسعة الانتشار في البلاد، كاريكاتير الرسام سامي الخرس في الصفحة الأخيرة من عددها الصادر الأحد، والذي يُظهر رجلاً مُلتحياً، يحمل في يده اليسرى مسواكاً يضعه في فمه وفي يده الأخرى علماً أسود عليه شعار لسيف وبندقية وسطهما قنبلة، ويتكئ على بندقية، وتظهر خلفه آثار دمار مباني غزة المدنية، وطائرات الاحتلال تُحلّق فوقها.
وقاحة ..
— خـٰـالـِد (@K_al_k_30) November 13, 2023
صحيفة الرأي الكويتية تنشر كاريكاتير تلوم فيه الضحية ولا يتطرق للفاعل "الإحتلال"!
بإنتظار الكُتاب والعاملين فيها أن يتخذوا موقفاً بالرفض والإستقالة فلا يمكن اعتبار روايات تبرير الإبادة الجماعية على أنها وجهة نظر.@AlraiMediaGroup pic.twitter.com/hEes1mdDb8
وكتب الناشط حمد المضيان، على حسابه في منصة إكس (تويتر سابقاً)، مستغرباً نشر الكاريكاتير: "طبعاً كلنا ندري توجّه الأغلب يشوفون أنه حماس مجموعة إرهابية، وخايفين يقولونها وعندهم إسلاموفوبيا أكثر من الأجانب، دائماً عندهم مشكلة مع الإخوان (الإخوان المسلمين)، أو أي أحد ما يعجبهم يحطونه بخانة الإخوان، لكن حماس رمز المقاومة وتاج على راس كل الصهاينة".
طبعا كلنا ندري توجه الاغلب يشوفون انه حماس مجموعه ارهابية .. وخايفين يقولونها وعندهم اسلامفوبيا اكثر من الاجانب
— 🔻حمد المضيان 🔻 (@its7mmd) November 12, 2023
دايما عندهم مشكله مع الاخوان .. او اي احد ما يعجبهم يحطونه بخانه الاخوان .
لكن حماس رمز المقاومة وتاج على راس كل الصهاينه https://t.co/U35WeWGnVc
وبدوره، انتقد الناشط السياسي سعد القضاع صحيفة الراي، واصفاً نشرها الكاريكاتير بأنه انضمام إلى "الصهاينة العرب".
-
— سعد القضاع (@saadalqadda) November 12, 2023
صحيفة "الراي" الكويتية تنظم للصهاينة العرب https://t.co/IL9wV6TfJK
بدوره، علّق المدوّن مؤيد صالح الشعبان، قائلاً: "كاريكاتير غير موّفق ومسيء للمقاومة ولأهلنا في غزة، ويخالف توجّه دولة الكويت قيادة وحكومة وشعباً"، وأضاف: "لا بدّ من إزالته وتقديم الاعتذار الذي يوازي هذه الإساءة".
كاريكاتير غير موفق ومسيء للمقاومة ولأهلنا في غزة ويخالف توجه دولة الكويت قيادة وحكومة وشعبا، لابد من إزالته وتقديم الاعتذار الذي يوازي هذه الإساءة 👎🏻 https://t.co/s1JMENoYTG
— 🇵🇸 ﮼مؤيد صالح الشعبان 🇰🇼 (@MALSHABAN) November 12, 2023
وقال الكاتب فالح بن حجري: "الكاريكاتير الذي يحتاج مذكرة تفسيرية لشرحه هو كاريكاتير فاشل مهما كانت النوايا حسنة، الكاريكاتير هو فن البساطة ويتلبس حالة الموضوع ويكون كالشهاب أو القنبلة كما قال الكاتب زهير غانم"، وتابع: "عذراً إخواننا في فلسطين، فلدينا ناس ما تعرف تسولف (تتكلم)، وما تعرف ترسم أيضاً".
الكاريكاتير الذي يحتاج مذكرة تفسيرية لشرحه هو كاريكاتير فاشل مهما كانت النوايا حسنة …الكاريكاتير هو فن البساطة ويتلبس حالة الموضوع ويكون كالشهاب او القنبلة كما قال الكاتب زهير غانم ، عذرا اخواننا في فلسطين فلدينا ناس ما تعرف تسولف وما تعرف ترسم أيضا . https://t.co/XgfvwQMVvB
— فالح بن حجري (@Bin_7egri) November 12, 2023
في المقابل، نشرت صحيفة الراي توضيحاً على لسان رسام الكاريكاتير سامي الخرس، قال من خلاله إنّ كاريكاتيره "لم يحمل أي إساءة للمقاومة الفلسطينية، كما فهم البعض خطأ"، وأنه يقدّر المقاومة ويحترم ما تقدمه من دفاع عن الشعب الفلسطيني وقضيته.
وأوضح الخرس أنّ مقصده من الرسم الكاريكاتيري هو "التعبير بطريقته عن التطرف الذي تتعرض له غزة وفلسطين من مختلف الفئات، والأحزاب التي وقفت مكتوفة الأيدي عن نصرة غزة"، مُضيفاً أنّ "المقاومين في غزة يدافعون اليوم باللحم الحي، وداعش وغيرها من التنظيمات المتطرفة، التي طالما ادّعت حماية المسلمين، تدير ظهرها اليوم للشعب الفلسطيني، وجاءت المقاومة ببطولاتها لتكشف الحقيقة وزيف خطابهم".
وأردفت صحيفة الراي التوضيح بقولها إنها "تنشر هذا التصريح التوضيحي للفنان سامي الخرس، وتعرض بعضاً من رسوماته التي تعبّر عن ألمه وتثبت اهتمامه بما أصاب إخواننا في فلسطين من ظلم بيّن، وتنكّر عالمي نعرفه، أو تنكّر من آخرين لم يكن في الحسبان"، وتابعت: "لذا اقتضى التنويه حرصاً على اكتمال الصورة، والاعتذار لمن لم يلمّ بالمقصد من الرسمة، وهذا حال الرسومات الرمزية والكاريكاتير، دوماً تحفّز النقاش وتشحذ الأفكار، ويظل المعنى أحياناً في ذهن الفنان، الذي آثر اليوم أن يكشف مقصده وبوضوح لا يقبل اللبس".
لكن مع ذلك تواصلت الانتقادات للصحيفة، ما دعاها إلى حذف الكاريكاتير من حساباتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك حذفه من موقعها الإلكتروني، على الرغم من أنه نُشر في النسخة الورقية من عدد الصحيفة يوم الأحد.