قطع أصحاب الكابلات في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت ومناطق بقاعية وجنوبية، محسوبة على "حزب الله"، بث "أم تي في" MTV المحلية، يوم الخميس، بعدما اتهمت القناة الحزب في أحد برامجها باغتيال الناشط والباحث والمؤرشف لقمان سليم.
وكانت الإعلامية ديما صادق قد وجهت في برنامجها الأسبوعي "حكي صادق"، يوم الإثنين، اتهامات مباشرة إلى "حزب الله" باغتيال لقمان سليم، وهو من أشد معارضيه، بعدما وجد مقتولاً بالرصاص، جنوب لبنان، في 4 فبراير/ شباط الحالي.
ونفى أحد أصحاب الكابلات في الضاحية الجنوبية لبيروت إصدار "حزب الله" تعميماً بقطع بث القناة، معتبرا أن "الخطوة فردية، بسبب الحملة المشبوهة ضد الحزب، عبر مقدمات النشرات الإخبارية، وبرامج تلمّع سمعة زعماء سياسيين، وتشوّه صورة المقاومة".
وقال صاحب كبرى شركات البث، لـ"العربي الجديد"، إنه لا سلطة للشركات على أصحاب الكابلات الذين يملكون حق التصرّف في شركاتهم.
وعبّر مقيمون في الضاحية الجنوبية، سواء في تصريحات لـ"العربي الجديد" أو تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي، عن امتعاضهم من قطع بث قناة MTV، مستنكرين تحكم أصحاب الكابلات بما يحق لهم مشاهدته أو مقاطعته.
وأوضح المستشار القانوني لجمعية "مهارات" غير الحكومية التي تعنى بقضايا الإعلام وحرية الرأي والتعبير، المحامي طوني مخايل، لـ"العربي الجديد"، أن أصحاب الكابلات "قوى أمر واقع، فالقطاع غير منظّم وغير مرخص وخارج دائرة المحاسبة، والعلاقة بينهم وبين المشاهد تعاقدية على أساس بدلٍ شهريٍّ، ولا يملك الأخير حق طلب إعادة بث المحطة، بل له فقط خيار وقف اشتراكه".
وسجلت معارك كثيرة بين مالكي القنوات التلفزيونية التي تعاني من أزمة مالية حادّة وأصحاب الكابلات، في السنوات الماضية، بعدما فرض أصحاب القنوات الثماني في لبنان على كل مشترك دفع 4 دولارات أميركية لبث برامجها، ما دفع أصحاب الكابلات إلى قطع البث اعتراضاً، قبل أن يتوصل الطرفان إلى حلّ لطي الملف.
وقال رئيس "المجلس الوطني للإعلام"، عبد الهادي محفوظ، إنه "لا صوت للمجلس عند أصحاب الكابلات"، مشدداً على أنّ هذه المسألة "تحتاج إلى علاج فعلي من جانب الدولة، تجنّباً للوقوع في إعلام أحادي الجانب في كل منطقة"، علماً بأنه سارع إلى تبرئة "حزب الله" من الضغط على أصحاب الكابلات لوقف بث MTV.
وبادر محفوظ، في وقتٍ سابقٍ، إلى الاتصال برئيس مجلس إدارة MTV ميشال المر، للاحتجاج على "ما ورد من اتهامات وإصدار أحكام من دون أي أدلة ضد (حزب الله) بالقتل". وأشار حينها إلى أن "المجلس تلقى شكاوى عدّة من مواطنين وإعلاميين، اعتراضاً على ما ساقته الإعلامية ديما صادق من اتهامات"، إلّا أنه لم يذكر أسماء "المحتجّين".
وتبعاً لبيان محفوظ، فإنّ المر أكد له أنه لم يطلع على مضمون الحلقة مسبقاً، لأنه كان يجري عملية جراحية في المستشفى، وأنه "لام صادق على هذا الأسلوب"، وأنه "حريص على المهنية الأخلاقية وتطبيق قانون المرئي والمسموع، وطالبها بالتزام توجهات المحطة، واعترفت (صادق) بالخطأ". لكن صادق ردّت عبر حسابها على موقعها "تويتر"، قائلة "قلت ما قلت عن قناعاتي التامة، وما بغير عن قناعاتي (لا أغيّر)، ولن أرد على بيانات أحد...".
لكن MTV حذفت الحلقة موضوع الجدل من موقعها الإلكتروني، وأبقت على الحلقات الثلاث التي سبق أن عرضت منذ انطلاقة برنامج "حكي صادق" الذي روِّج له بدايةً تحت شعارات "سقف الحرية العالي" والجرأة في قول الأسماء والحقائق من دون أقنعة.
وعادة ما تتعرّض وسائل الإعلام المرئية في لبنان إلى الضغط من قبل مناصري الأحزاب التقليدية، سواء من خلال أصحاب الكابلات الذين يتحكمون بحرية المشاهد، أو عبر محازبين يعمدون الى التهجّم على مباني المؤسسات، والاعتداء عليها في مرات كثيرة.