أكد مؤتمر تكنولوجيا الإبل الأول، "كمل تك"، الذي عقد الثلاثاء في العاصمة القطرية الدوحة، أهمية مواكبة قطاع الإبل للتقنيات الحديثة والتحول الرقمي، وإقامة حوار علمي هادف يناقش دور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في قطاع الإبل.
وقال رئيس نادي قطر لمزاين الإبل، حمد بن جابر العذبة، في كلمة افتتاحية إن المؤتمر الذي ينظم لأول مرة على مستوى العالم في قطر، يهدف إلى التعرف على آخر التقنيات الحديثة في قطاع الإبل والعمل على تطويرها والاستفادة منها، إضافة إلى فتح مجالات البحث لوضع حلول تقنية للمشكلات التي تواجه القائمين على رياضة الإبل، لمواكبة الرياضة للتقنيات والتكنولوجيا الحديثة.
وأشار الأمين العام للمنظمة الدولية للإبل، عبد الرحمن عبد الله العيدان، إلى تطوير مجالات البحث العلمية التي تخدم مختلف قطاعات الإبل، مشدداً على تشجيع المنظمة الدولية للإبل للتقدم العلمي والتقني الحديث، بما فيها هذا المؤتمر الذي نجح في ربط مراكز البحث والشركات والجهات ذات العلاقة بالإبل والخروج بنتائج تصب في تنمية وازدهار قطاع الإبل.
وأعلن العيدان عن وضع اللمسات الأخيرة لخطة المنظمة الاستراتيجية 2024/ 2028، والتي تتضمن تنظيم معرضٍ دولي للإبل ومنتجاتها المختلفة بمشاركة واسعة للجهات والمؤسسات ذات الصلة من جميع دول العالم، وكذلك عقد مؤتمر دولي يقام كل عامين بالتناوب بين الدول الأعضاء في المنظمة، يشارك فيه ملاك الإبل والخبراء الدوليون والشركات الربحية وغير الربحية بمختلف التخصصات ومراكز البحث والجامعات.
وعقد المؤتمر جلسات نقاشية شملت تبادل الأفكار ووضع الآلية لتعزيز التنسيق والتعاون حول استخدامات تقنية الذكاء الاصطناعي في قطاع الإبل واستخداماتها في تربية ورعاية الإبل، ومشاركة الأبحاث والابتكارات في مجالات تكنولوجيا قطاع الإبل.
وقدم الأستاذ قي جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا، أسامة جديدي، ورقة علمية أكد فيها أن استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي في تقييم جمال الإبل يمّكن القائمين على منافسات المزاين من الارتقاء بالإجراءات التقليدية من خلال قراءات دقيقة ولحظية، كما يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم قياسات دقيقة للخصائص الفيزيائية من خلال التقاط وتحليل الصور والفيديو للحصول على قياسات وتقديرات دقيقة، مما يضمن مساحة عادلة لجميع المشاركين.
وقال أستاذ الذكاء الاصطناعي بجامعة الملك سعود في السعودية، مجدل سلطان بن سفران في ورقته البحثية، إن التقنيات الرقمية الحديثة تلعب دوراً أساسياً في رفع أداء قطاع الإبل، من خلال تعزيز فعالية الأبحاث التقنية في القطاع، وابتكار تقنيات جديدة لحل التحديات الجديدة في القطاع، ورفع مستوى أعمال منظمات الأبل، وتحسين جودة الخدمات المقدمة وزيادة نطاقها، مما يؤدي إلى زيادة الاستثمار في قطاع الإبل.
بدوره، ناقش مدير الإدارة الطبية بنادي قطر لمزاين الإبل، عبد الله محمد انديله، من خلال ورقته البحثية بعض الاستخدامات التكنولوجيا الحديثة في قطاع الإبل مثل: الكاميرات الحرارية، والطائرات من دون طيار (الدرونز)، ونظام مراقبة التغذية، وتقنيات تحديد الموقع، موضحاً أن الكاميرات الحرارية يمكنها اكتشاف التغيرات في درجة حرارة جسم الإبل، والتي تعد مؤشراً مبكراً للأمراض أو الالتهابات، كما يمكنها أيضاً اكتشاف وجود الحيوانات المفترسة المحتملة، ممّا يوفر طبقة إضافية من الأمان.
وأشار انديلة إلى أن طائرات الدرون يمكن تجهيزها بأجهزة استشعار تجمع بيانات مختلفة، من درجة الحرارة إلى أنماط الحركة لاتخاذ قرارات بشأن إدارة القطعان، إضافة إلى إمكانيه دمج الطائرات بدون طيار مع أنظمة الإنتاج والرعاية الرقمية الأخرى، مما يوفر رؤية شاملة لعمليات المزرعة، مضيفاً أن نظام مراقبة التغذية يوفر مراقبة دقيقة لاستهلاك الأعلاف والكشف المبكر عن المشكلات الصحية بناءً على التغيرات في أنماط التغذية، إضافة إلى تحسين استراتيجيات التغذية بناءً على بيانات الاستهلاك الفعلي والحد من مخلفات الأعلاف وتحسين إنتاجية المزرعة.
وقال عضو النادي العلمي القطري، راشد علي إبراهيم، إنّ قطر تعد أول دولة في العالم تقوم باستبدال الركبي البشري بالركبي الآلي، وذلك حرصاً على إيجاد الحلول الملائمة لمنع التعدي على حقوق الأطفال واستجابة لتوصيات ونداءات منظمات حقوقية محلية ودولية، مشيراً إلى إشادة الكثير من المنظمات الحقوقية بهذا الإنجاز القطري الكبير والذي ضمته موسوعة غينيس للأرقام القياسية عام 2008 كأوّل روبوت يستخدم لقيادة الهجن أثناء السباقات.
يشار إلى أن قطر أسّست عام 2021، نادياً رياضياً متخصصاً بمهرجانات المزاين، ويهدف إلى دعم وتشجيع الأنشطة والسباقات المتعلقة بمزاين الإبل، والعمل على تطويرها، وأطلق نادي قطر لمزاين الإبل، العام الماضي مشروع البنك الوراثي، لبناء أرشيف وطني لإبل المزاين وحفظ سلالاتها.