قطاع ألعاب الفيديو يأمل أن يتعافى سنة 2025 بعد عام من التحديات

29 ديسمبر 2024
يجرّب قطاع ألعاب الفيديو كل الأدوات الممكنة للنمو (نانو كالفو/ Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- استخدام الذكاء الاصطناعي في ألعاب الفيديو: تسعى شركات مثل إلكترونيك آرتس وغوغل لتطوير أدوات تعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء محتوى جديد، رغم التحديات المتعلقة بالتكاليف وقبول اللاعبين للمحتوى غير الأصلي.

- تطور أجهزة التحكم المحمولة وخدمات الألعاب السحابية: نجاح أجهزة مثل نينتيندو سويتش دفع شركات مثل مايكروسوفت وسوني لتطوير أجهزة مشابهة، مع التركيز على الألعاب السحابية لتعزيز تجربة اللعب المتنقلة.

- التحول نحو السوق الرقمية في ألعاب الفيديو: تراجع السوق المادية مع تزايد الاعتماد على المحتوى الرقمي، حيث يتوقع الخبراء مستقبلًا رقميًا بالكامل، مع توقعات بانتعاش السوق في 2025 بفضل منتجات جديدة.

بعد عامين قاتمين واجه خلالهما قطاع ألعاب الفيديو تحديات عدة، منها موجات صرف موظفين وإغلاق استوديوهات، يأمل هذا المجال أن يتعافى سنة 2025، فيما يبحث اللاعبون الرئيسيون في السوق حالياً عن أدوات نمو جديدة.

استخدام هامشي للذكاء الاصطناعي التوليدي

على الرغم من أن المطورين يستخدمون الذكاء الاصطناعي منذ فترة طويلة لبث الحياة في شخصيات يعجز اللاعب عن التحكّم فيها، لكن استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يتيح إنشاء محتوى بناء على طلب بسيط بلغة يومية، لا يُستخدم راهناً "سوى بشكل هامشي"، على قول مؤسس وكالة غايم ديسكافر كو الاستشارية، سايمن كارليس. لكنّ عدداً من اللاعبين الرئيسيين في القطاع لا يخفون طموحاتهم في هذا المجال، فشركة إلكترونيك آرتس الأميركية، وهي ناشرة لعبة "ذي سيمز"، عرضت في سبتمبر/أيلول أدوات قادرة على إنشاء مسودات لمستويات من اللعبة. وفي ديسمبر/كانون الأول كشفت "غوغل" النقاب عن "جيني 2"، وهو نموذج ذكاء اصطناعي جديد قادر على إنشاء عوالم افتراضية قابلة للعب استناداً إلى صورة واحدة.

لكنّ هذه الابتكارات لا تزال في مرحلة "تجريبية جداً"، بحسب المحلل في شركة "سيركانا" مات بيسكاتيلا، الذي يشير إلى أنّ "الشركات مهتمة به لأنه، من الناحية النظرية، يخفض التكاليف ويزيد الإنتاج"، لكنّه يرى أن استخدامه ينطوي على مخاطرة، ويقول إنّ "اللاعبين يميلون إلى رفض ما يعتبرونه غير أصلي".

أجهزة تحكّم محمولة و"كلاود غايمينغ"

كان لنجاح جهاز سويتش من شركة نينتيندو، الذي يشكّل وحدة تحكم هجينة طُرحت عام 2017 وقابلة للتشغيل على جهاز التلفزيون وكذلك في وسائل النقل، دور في توفير أفكار لمنافسيها. وفي مقابلة مع "بلومبيرغ" في نوفمبر/تشرين الثاني، يؤكد رئيس قسم "إكس بوكس" في شركة مايكروسوفت أنه يعمل على وحدة تحكم محمولة، وأوردت الوكالة الأميركية أنّ شركة سوني اليابانية التي تصنّع أجهزة "بلايستيشن"، تعمل على ابتكار جهاز مماثل. ويرى مات بيسكاتيلا أنّ ذلك يستجيب "لأحد المطالب الرئيسية للاعبين، وتحديداً الشباب منهم، وهو اللعب بما يريدون في أي مكان وزمان".

ويؤكد كارليس أنّ الشركات المصنعة "تريد أن يشتري الأشخاص لعبة في منصتها وأن تكون هذه اللعبة قابلة للتشغيل على أي جهاز"، مشيراً إلى نجاح "ستيم ديك" من شركة فالف الأميركية، وهو جهاز محمول يتيح للاعبين تشغيل ألعاب مخصصة لأجهزة الكمبيوتر. وفي أحدث حملاتها الإعلانية، سلّطت "مايكروسوفت" الضوء على "كلاود غايمينغ"، أي إمكانية اللعب من أجهزة عدة في حال كانت متصلة بالإنترنت.

ألعاب الفيديو على أبواب نهاية السوق المادية 

نتيجة لهذا التطور، تشهد سوق المحتويات المادية "مراحلها النهائية"، بحسب بيسكاتيلا الذي يشير إلى أنّ "أكثر من 90 في %" من الأموال التي ينفقها اللاعبون تذهب إلى المحتوى غير المادي. ويتوقع كارليس أن "يكون المستقبل رقمياً"، لكنّه لا يزال يرى نوعاً من الصمود لدى "نينتندو" وفي مناطق معينة من العالم ليست شبكات الإنترنت فيها قوية بما يكفي.

وضع ألعاب الفيديو "معقّد جداً"

من خلال إطلاقها في ديسمبر/كانون الأول لـ"باليستيك"، وهو نمط مستوحى من ألعاب إطلاق النار مثل "كاونتر سترايك" و"ليغو فورتنايت بريك لايف"، تظهر شركة "إبيك غيمز" طموحها المتمثل في تحويل نجاحها العالمي عام 2017 إلى تجربة شاملة. يوضح بيسكاتيلا أنّ "الفكرة تتمثل في إنشاء حدائق، وجذب اللاعبين إليها، والتأكد من عدم رغبتهم في تركها مطلقاً"، مشيراً إلى مثال "روبلوكس" التي تمكّنت من الاحتفاظ باللاعبين لسنوات بدل توجّه هؤلاء إلى منتجات جديدة.

وفي عام 2025، وفي حال لم يحصل أي تأخير، وحدها "جي تي إيه 5" من "روكستار" تبدو قادرة على التنافس مع هذه الأسماء الكبيرة في القطاع. وقد يؤدي طرح الجهاز الذي سيخلف "سويتش" إلى انتعاش السوق. ويقول بيسكاتيلا: "من النادر أن نبني آمال سنة كاملة على منتجَين، لأنّ في حال أُجّل إطلاق أحدهما أو لم يحقق النجاح المتوقع"، قد يصبح القطاع في وضع "معقّد جداً".

(فرانس برس)

المساهمون