"قضية الغرباء": فيلم يمتد من شكسبير إلى اللاجئين السوريين

"قضية الغرباء": فيلم يمتد من شكسبير إلى اللاجئين السوريين

28 فبراير 2024
رفع طاقم العمل شعارات تدعم اللاجئين قبل عرضه في "برليناله" (أندرياس رنتز/ Getty)
+ الخط -

حصل فيلم "ذا ستراينجرز كايس" (The Strangers' Case أو "قضية الغرباء" بالعربية)، الذي يعالج مسألة اللاجئين السوريين على جائزة منظمة العفو الدولية بفرعها الألماني، ضمن فعاليات الدورة الـ74 من مهرجان برلين السينمائي الذي أقيم في فبراير/ شباط الحالي.

وما زالت قضية اللاجئين السوريين التي أفرزتها الحرب في بلادهم، واحدة من أكبر مآسي القرن الحالي التي تحظى باهتمام عالمي. يتتبع فيلم المخرج الأميركي براندت أندرسن قصة عائلة سورية تفرّ من مدينة حلب، شمالي البلاد، عقب اندلاع الحرب، إذ تشتّت شمل تلك العائلة بين قارات العالم، كحال الكثير من العائلات السورية التي تعرضت للقصف الوحشي طوال سنوات الحرب.

ووقف النظام السوري وراء قتل الآلاف من السوريين في كل المحافظات السورية، وذلك في أعقاب اندلاع الحراك المناهض لحكم رئيس النظام بشار الأسد، الذي سانده كلٌّ من روسيا وإيران، اللتين ارتكبتا مع مليشياتهما مجازر مروعة بحق السوريين، علاوة على التهجير القسري.

ولعبت الممثلة ياسمين المصري دور البطولة في الفيلم بشخصية الطبيبة "أميرة"، ويشاركها الفرنسي عمر سي البطولة.

واقتبس أندرسن قصة "قضية الغرباء" من مسرحية لوليم شكسبير عن الشخصية التاريخية السير توماس مور، الذي كتب خطاباً دافع فيه بشدة عن اللاجئين قبل أربعة قرون، لينتقل إلى الحاضر ويتحدث عن مدينة حلب، التي عاشت ويلات الحرب.

تدور الأحداث حول جرّاحة الأطفال أميرة (تلعب دورها ياسمين المصري)، التي تجري عملية جراحية معقدة في أصعب أيام الحرب، ومن خلال تطور غير متوقع، تجد نفسها هي وابنتها شخصيتين رئيسيتين في قصة درامية، تتشابك فيها حياة خمس عائلات في أربع قارات، وتعيد تعريف وجودهم.

وقالت لجنة التحكيم في بيانها إن "قضية الغرباء، فيلم روائي طويل عن رحلة الهروب من سورية، حقق نجاحاً في جميع النواحي، من السيناريو إلى المنظور السردي إلى التمثيل، ويحتوي هذا الفيلم على كل ما يحتاجه للتأثير عاطفياً على الكثير من الناس".

أضافت اللجنة: "في هذه الدراما، يتم سرد وجهات نظر مختلفة بحساسية وتعاطف، سواء كانت وجهة نظر جرّاحة الأطفال التي تجري عملية إنقاذ الحياة، أو القبطان الذي لم يعد قادرا على النوم، أو (المهرب) الذي هو نفسه لاجئ، يريد استخدام المال الذي يكسبه لمنح ابنه المريض حياة أفضل".

ووجّه عرض الفيلم خلال مهرجان برلين في نسخة العام الحالي الأنظار إلى القضية السورية، وكذلك إلى مأساة اللاجئين في دول وقارات العالم المختلفة، كما حاز طاقم العمل الذي حضر بمعظمه إلى المهرجان على الترحيب والاهتمام من قبل المنظمين والمشاركين.

وقالت منظمة العفو الدولية بفرعها الألماني، التي منحت جائزتها الخاصة ضمن المهرجان لـ"قضية الغرباء" إنه "فيلم مثير للإعجاب، يتناول قصة ملحمية عن الهروب من سورية".

وسبق للمخرج والناشط الأميركي براندت أندرسن، أن أنتج أكثر من 30 فيلماً، ووصل أول فيلم من إخراجه "لاجئ" إلى القائمة المختصرة لجائزة الأوسكار في فئة أفضل فيلم قصير.

المساهمون